1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف يبدو سوق العمل لخريجي الدراسات النادرة؟

بيانكا شرودر/ محمد رشاد عطالله٧ أغسطس ٢٠١٣

سواء علم المعادن أو الدراسات الشرقية أو الاسكندينافية – كلها فروع دراسية صغيرة. وتعتبر ألمانيا من أكثر الدول من حيث عدد الدارسين للفروع الصغيرة. ويبدو الأمر جيدا للخريجين الذين يحظون بحظوظ طيبة للحصول على فرصة عمل.

https://p.dw.com/p/19IwN
Bei sonnigem Frühlingswetter sitzen die Wirtschaftspädagogikstudentinnen Stine Draeger, Melanie Huber, Jenny Merk und Steffi Knott am 16.04.2007 zum Semesterstart vor Ludwig-Maximilians-Universität München. Foto: Felix Hörhager/artsandvision +++(c) dpa - Report+++
صورة من: picture-alliance/dpa

عندما اختار أولاف بينكبانك دراسة تخصص اللغة اليونانية الحديثة، لم يفكر كثيرا في احتمالات حصوله على فرصة عمل بعد تخرجه من جامعة برلين الحرة. "لقد تعلمت اللغة اليونانية الحديثة، قبل أن أشرع بدارستها في الجامعة، وذلك من خلال إقامتي في اليونان، ثم هنا في أحد المعاهد في ألمانيا. وكانت هذه المعرفة المسبقة دافعا لي كي أدرسها"، كما يقول أولاف.

وكغيره من الدارسين لتلك الفروع الدراسية غير المعروفة، اعتاد أولاف بينكبانك على أسئلة تقليدية تتكرر باستمرار حول خططه المستقبلية في سوق العمل. حينها، عندما بدأ بالدراسة، كان أولاف يخطط للهجرة إلى اليونان، بعد التخرج، والعمل هناك في الجامعة ربما أو في الإدارة السياحية.

"Es herrscht eine intimere Atmosphäre als in den großen Fächern": Olaf Pinkpank studiert mit Neogräzistik und Judaistik gleich zwei kleine Fächer Foto: Bianca Schröder, 19.6.2013, Freie Universität Berlin
أولاف بينكبانك الذي درس اللغة اليونانية الحديثة لم تشغل باله مسألة إيجاد عملصورة من: DW

خريجو هذه الأقسام لديهم بالفعل فرص جيدة للحصول على وظائف، كما يقول د. يوآخيم زاور – رئيس الرابطة الاتحادية الألمانية لمديري الموارد البشرية: "لأننا نعيش الآن في عصر العولمة وانفتاح الاقتصاد، تبحث الكثير من الشركات على مستوى العالم عن هؤلاء المتخصصين".

وفي ألمانيا يوجد العدد الأكبر في العالم من هذه الفروع الدراسية الصغيرة. وهناك مكتب في جامعة ماينز يتولى تصنيفها، وهي تلك الفروع الدراسية التي يُدرّس فيها 3 بروفيسورين أو تكون منتشرة في أقل من 10 % من الجامعات.



أغلبها من العلوم الإنسانية

Kleine Fächer: Turkologie-Studentin Kalina Lenes möchte nach ihrem Abschluss gerne für eine Jugendaustausch-Organisation arbeiten Foto: Bianca Schröder, 19.6.2013, Freie Universität Berlin
طالبة الدراسات التركية كالينا لينيس، أمضت عاما تدريبيا في جورجيا حتى تتكتسب خبرة عملية أكثرصورة من: DW

وبالرغم من أن أكثر من ثمانين بالمئة من تلك المجالات الدراسية غير المشهورة هي من العلوم الإنسانية، إلا أن هناك أقساما منها مرتبطة بالعلوم الطبيعية، مثل "تكنولوجيا السكك الحديدية".
تصنيف قسم تكنولوجيا السكك الحديدية على أنه من الفروع الصغيرة في ألمانيا كان مفاجئا ليوافاي تشي، الباحثة في جامعة برلين الحرة، لأن هذا التخصص شائع جدا في وطنها الأم الصين. وربما يعود ذلك لأن ألمانيا لديها شبكة سكك حديدية جيدة جدا وتمتد بشكل واسع، بينما مازالت الصين في طور البناء والتوسع.

وبالحديث عن رؤيتها للمستقبل، تخبرنا تشي أنه أثناء دراستها الجامعية وفترة إعدادها لرسالة الدكتوراه عملت كمتدربة في شركات ألمانية وصينية على حد سواء، ومن ثم فإنها ترغب في المستقبل في استكمال تلك الوظيفة، ليس فقط بدافع حبها لها ولكن أيضا نظرا لإيمانها بأن خريجي تلك الأقسام لديهم القدرة على بناء جسور للتعاون المشترك بين الدول والحضارات.

أجواء عائلية واهتمام أكبر بالطلبة

يلعب خريجو تلك الأقسام دورا هاما وفاعلا كوسيط بين الثقافات والحضارات، كما يقول السيد زاور مدير الموارد البشرية، الذي يرى بأن الخبرة العملية هي أهم العوامل للحصول على فرصة عمل، خاصة لخريجي أقسام مثل الدراسات الشرقية والعلوم الإسلامية، أو الدراسات الاسكندينافية.
طالبة الدراسات التركية كالينا لينيس من جامعة برلين الحرة، تدرك بأن معرفتها للغة والثقافة التركية ليست كافية أبدا لحصولها على فرصة عمل، ولذلك قررت ذات الـ21 عاما السفر إلى جورجيا، عقب إتمام المرحلة الثانوية وقبل البدء في الدراسة الجامعية، حيث عملت لمدة عام كامل هناك كمتدربة على مهارات الاتصال الثقافي بين الشباب من دول مختلفة.

أما بالنسبة للاهتمام بالدارسين فيرى كل من أولاف بينكبانك و كالينا لينيس ويوفاناي تشي أن اهتمام المحاضرين والمدرسين بالطلاب جيد جدا، حيث أن الاهتمام ليس قاصرا فقط على تقديم نصائح للطلاب والدارسين فيما يتعلق باختيار مواضيع دراستهم ومساعدتهم فيها، ولكن أيضا مساعدتهم على إيجاد فرصة عمل مناسبة بعد إنهاء الدراسة.
وعلى سبيل المثال فإن البروفيسور بيتر منيش، المتخصص في تقنيات السكك الحديدية، يستغل علاقاته من أجل مساعدة طلابه على إيجاد فرصة عمل.

Präsident Joachim Sauer Geschäftsführer Personal, Faurecia Automotive GmbH Fotodesigner: Stephan Baumann http://www.bpm.de/service/presse/downloads
ينصح يوآخيم زاور الطلاب باختيار تلك المجالات الدراسية غير المنتشرة، لأنها تعزز حظوظهم في إيجاد فرصة عملصورة من: Stephan Baumann



تأهيل إضافي لتولي وظائف قيادية  

وعلى الرغم من الصعوبة التي يواجهها الطلاب في إيجاد فرصة عمل مرتبطة بمجال دراستهم مباشرة، إلا أن أولاف بينكبانك كان محظوظا، بعد انتهائه من الماجستير، بحصوله بمساعدة أحد أساتذته على وظيفة في أحد المشروعات التي تتناول بحث وتحليل وثيقة بردي يونانية وجدت في مصر، تتحدث عن حياة اليهود هناك في تلك الحقبة، وهو ما يراه السيد زاور أمرا لا يحدث كثيرا، حيث يعمل الأغلبية من خريجي تلك الأقسام في مجالات أخرى ليست مرتبطة بالضرورة بمجالات دراستهم.

 وينصح زاور الطلاب والدارسين باختيار "تلك المجالات الدراسية غير المنتشرة كمادة جانبية مع إحدى العلوم الأخرى المشهورة كالهندسة"، مما يساعدهم أكثر في الحصول على فرص عمل. كما ينصحهم بألا يخجلوا أو يترددوا في اختيار تلك الأقسام الصغيرة، لأن تلك الإمكانيات والمؤهلات ستكون بمثابة المفتاح الذي يفتح أمامهم أبواب سوق العمل ويكونون مرحب بهم في أماكن كثيرة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد