1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مؤلفات سامي عصاصة: طرح للقضايا العربية وبحث عن الحلول

صلاح سليمان ـ ميونيخ١١ يونيو ٢٠١٣

يعيش الكاتب الدكتور سامي عصاصة في ميونيخ منذ أكثر من خمسين عاما، أثرى خلالها المكتبة العربية والألمانية بعدد من الكتب الهامة التي حملت خلاصة أفكاره، حتى وصل عددها إلى ثلاثين كتابا متنوعا في الأدب والسياسة والاقتصاد.

https://p.dw.com/p/18nAP
صورة من: DW/Soliman

باكورة كتب سامي عصاصة كانت كتاب "عربدة سياسية"، تلاه بكتاب "أسرار الانفصال بين سوريا ومصر". ثم تبعه بسلسلة لاحقة من الكتب المتنوعة في الفكر والسياسة والتراث والاقتصاد والسيرة الذاتية والأدب الروائي، منها علي سبيل المثال، كتاب "مفتاح العالم القديم"عن فلسطين، وكتاب "هل انتهت حرب الخليج"؟، ثم كتاب "البورصة المعولمة غول العصر"، و"هل يستعبد الرجال المرأة"، و"طرائف في حياة مغترب"، ورواية "القديسة"، وكلها مؤلفات كتبها في ميونيخ، بعضها باللغة الألمانية أو العربية، والبعض الآخر باللغتين معا.

تغير في أولويات القضايا العربية

لم تخرج مؤلفات سامي عصاصة عن الدوران في محيط العالم العربي والانشغال بقضاياه، رغم إقامته بعيدا في بلد الهجرة، لكن خلفيته كدارس للعلوم السياسية والاقتصاد ساعدته في أن يتناول بالبحث والتحليل هذه القضايا المعقدة في كتبه. عن ذلك يقول الكاتب: " لا أستطيع الجزم في أن كتاباتي كانت ستتناول في معظمها قضايا الوطن لو لم أغادره قبل أكثر من نصف قرن. ولكني أعتقد أن خروجي من إطار الوطن ومشاهدتي المستمرة الموثقة على ذلك التحامل الشديد على قضايانا العربية من قبل السياسيين في دول غربية، قد فرض علي الواجب للعمل الموضوعي الموثق للدفاع عن بلادنا المضطهدة من قبل خصوم لا يتوقفون عن إشعال الفتن وتزييف الحقائق ليبرروا لأنفسهم غزونا واستنزافنا بلا رحمة".

من جهة أخرى، يرى عصاصة أن أولويات القضايا العربية قد تغيرت وتبدلت بعد الربيع العربي، ويقول "إن القضية الفلسطينية كانت هي قضية العرب الأولى، لكن الأحداث التي طرأت على الساحة العربية بعد حرب الخليج والربيع العربي قد أحدثت تبديلا في أولويات القضايا".

Arabische Schriftsteller aus München Der Kalif von Bagdad und die Frau des Rebellen
غلاف أحد كتبه عن الدولة العباسية صدر باللغة الألمانيةصورة من: Sami Assassa

لقد أصبح الكاتب، السوري الأصل، مثل كل السوريين منشغلا بما يحدث في بلده سوريا، حيث يقول باقتضاب "القضية السورية أصبحت محوراً فاصلاً في تاريخ البشرية الآن. فإذا نجح المشروع الإصلاحي فيها سيهزم بلا شك المشروع الاستعماري الذي يعمل الآن على سحق المطالبة بالإصلاح في تحقيق النهضة الحقيقية والعدالة والكرامة. ذلك أن ما يحدث في سوريا الآن لا يعدو كونه سوى تحصيل حاصل لنشاط الاستعمار الحديث".

الإقامة في الغربة تفتح أبواب النقاش الحر

يعتقد سامي عصاصة أن نظرته التحليلية التي ضمنها كتبه للواقع العربي إنما هي اصدق واقرب للقارئ من الكاتب الذي يعيش داخل الوطن، حيث يقول :" لا شك أنني عندما كنت مواطناً محباً لوطني في داخل سوريا لم تتوفر لي الظروف الموضوعية لمشاهدة الأحداث من فوق، من أعلى، وإنما كنت أراها جزءاً من نسيج متكامل متجانس مع ما حوله. وبما أن إلقاء نظرة على الأوضاع عن بعد يوفر فرص أكبر لمحاكمة الأمور دون أن يكون المرء جزءاً من المشكلة، لذلك فإن وجودي في الغربة فتح أبواب النقاش الحر، والحوار مما أدى وما زال يؤدي إلى التروي وبالتالي إلى الوصول إلى الحلول الأفضل.

لم تخلو مؤلفاته من توجيه النقد الشديد للسياسات الغربية في التعامل مع دول العالم الثالث، فهو يرى أن هناك استغلالا منهجيا لخيرات هذا العالم، كما كانت وما تزال. وفي كتابه" ثمار الكلام"، على سبيل المثال، يقول " ألم يستغل حكام دول الغرب على مدى ستمائة عام ثروات الكرة الأرضية جمعاء، ومعارف الحضارات القديمة جميعها، ليؤسسوا تفوقهم الحاضر على حساب الدول المستضعفة المنهوبة"؟. ثم يعود في فصل آخر ليتبنى نظرية "الاستعمار الحضاري" التي يسيطر بها الغرب على دول العالم الثالث من خلال التفوق العلمي الذي يحتكره، وفق رؤيته.

ترى لماذا كل هذا التحامل على الغرب في مؤلفاته العديدة ؟، عن ذلك يجيب "قد تستغرب رفضي التام لتوجيه هذا الاتهام شكلاً وموضوعاً. فمن جهة أولى لا أجد أني أتحامل على الغرب عندما أكشف مدى الظلم والتعدي الذي يجري إنزاله بالعالم المستضعف ليلاً ونهاراً وصيفا وشتاءا. فأنا لا أتنازع مع الغرب، وإنما مع حكوماته، حيث يتحكم الساسة أصحاب القرار فيه بتنفيذ المخطط الاستعماري للسيطرة على مصائر الشعوب المستضعفة.

طريق النهضة يبدأ بالتخلص من ظاهرة الرشاوى

Arabische Schriftsteller aus München Sami Assassa
الصحافي صلاح سليمان مع الكاتب سامي عصاصةصورة من: DW/Soliman

ثمة نبرة تفاؤل يجيب بها الدكتور عصاصة على سؤالي عما إذا كانت هناك من ثقة في قدرة العالم العربي على النهوض من جديد ؟، فيقول: "عليك أن تعرف أن الغرب ما كان ليكون متقدما لولا استفادته من حضارة الشرق ومعارفه وعلومه، فهل ينسى حكام الغرب أنهم لو لم يستندوا إلى الحضارة العربية الإسلامية في المشرق، ولولا حصولهم على العلم في الأندلس الإسلامي المنفتح على طلاب العلم منهم، ومن أمرائهم، بل ومن ملوكهم لكانوا استمروا قروناً إضافية في عصور الظلام . لهذا فان تشخيصي لنهضة الأمة العربية يكمن في التخلص أولا من الحاكم الديكتاتور الذي يقف ضد شعبه، ثم بعد ذلك  يجب أن يكون هناك إصلاح حقيقي وفعال، يكمن في ضرب ظاهرة الرشاوى والعمولات التي تجتاح العالم العربي بيد من حديد. فحتى لو نجح الشعب في إسقاط الحاكم الفاسد فلن يؤدي ذلك إلى أي تقدم ما دامت طاحونة الرشاوى والعمولات تدور. ثم يجب البذل والعطاء من أجل تنمية روح الاختراع والتصنيع في داخل حدود العالم العربي، فالابتكار وتقديم الجديد الذي يفيد الحضارة الإنسانية سيجعل العالم بحاجة إليك وأنت لست بحاجة لهم.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد