1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

محطات في حياة "بابا الأدب" الألماني رايش رانيسكي

ك.شلوزن/ أ.زيبلفريكه/ و.ب١٩ سبتمبر ٢٠١٣

خسرت الساحة الأدبية الألمانية أبرز وجوهها وهو الناقد الكبير مارسيل رايش رانيسكي المعروف بـ "بابا الأدب" عن عمر ناهز 93 عاما. فما هي أبرز محطات حياة هذا الناقد الذي كان محبوبا ومهابا من قبل الكتاب والنقاد على السواء.

https://p.dw.com/p/19kiM
File photo of Holocaust-survivor and Germany's famous literature critic Marcel Reich-Ranicki delivering speech during a commemoration service for the victims of national socialism on International Holocaust Memorial Day at the Reichstag building, seat of the German lower house of Parliament Bundestag, in Berlin, January 27, 2012. Reich-Ranicki, died September 18, 2013. REUTERS/Tobias Schwarz/Files (GERMANY - Tags: POLITICS PROFILE OBITUARY)
صورة من: Reuters

عُرف رايش رانيسكي بلقب "بابا الأدب". بيد أن الناقد الكبير كان يرفض هذا اللقب لما يحمله من دلالات العصمة والقداسة. كان يقول إنه يخطئ كغيره، لكن من يعرفه، يدرك أنه كان يمثل مؤسسة في شخص. ولد الناقد الأدبي الشهير مارسيل رايش رانيسكي في حزيران/ يونيو 1920 في بولندا. كان والده صاحب مصنع، لكنه أشهر إفلاسه ليهاجر رفقة زوجته وأطفاله إلى برلين.

وفي المدرسة واجه الطفل مارسيل مشاكل جمة، لأنه "كان مهمشا، إذ لم يكن يجيد اللغة الألمانية". ويستحضر "بابا الأدب" بعضا من ذكريات الطفولة بالقول "لم يكن لدي وطن. كان الأدب هو موطني الوحيد في الثلاثينات (من القرن الماضي) في الرايخ الثالث، فقد مكثت في برلين إلى عام 1938".

وبعد إنهاء المدرسة الثانوية، كان مارسيل رايش رانيسكي يود دراسة الأدب الألماني في الجامعة. لكن وبسبب أصوله اليهودية، زجّ به النازيون في معسكر فارشاو، في ما قتل والداه وأخاه على يد النازيين. وداخل المعسكر تعرف على زوجته تيوفيلا التي فارقت الحياة قبله بسنتين. تزوج الاثنان، ودامت العلاقة أزيد من خمسين عاما. ويسرد رانيسكي وقائع تلك الفترة قائلا: "لقد تعرفت هناك على أناس، تعاملوا معي بمنتهى الروعة. وقد قام رجل بولندي وزوجته من إنقاذ حياتي وحياة زوجتي".

ARCHIV - Literaturkritiker Marcel Reich-Ranicki und seine Frau Teofila verfolgen am 04.05.2008 in der Paulskirche in Frankfurt am Main die Verleihung des Börne-Preises. Teofila Reich-Ranicki ist tot. Sie starb am Freitag (29.04.2011) im Alter von 91 Jahren, wie die «Frankfurter Allgemeine Zeitung» berichtete. Teofila, die Tosia genannt wurde, war zusammen mit ihrem Mann aus dem Warschauer Getto geflüchtet. Das Paar überlebte den Holocaust und kam später in die Bundesrepublik. Foto: Boris Roessler dpa/lhe +++(c) dpa - Bildfunk+++
رفقة زوجته تيوفيلا: زواج دام أكثر من نصف قرنصورة من: picture-alliance/dpa

وبعد الحرب العالمية الثانية وتحديدا بين عامي 1948/ 1949 عين بابا الأدب قنصلا في القنصلية العامة لبولندا في لندن. وإثر عودته إلى بولندا تم طرده من الحزب الشيوعي، الذي كان ينتمي إليه ليس من باب القناعة بل مجاملة لأعضائه.

وفي تلك الفترة، اتجه تماما للأدب، واشتهر في بلده الأصلي بولندا كناقد أدبي مقتدر، اختصاصه الأدب الألماني. وبعد أن عاد مجددا إلى ألمانيا عام 1958 لدراسة الأدب، لم يتركها أبدا، وعمل فيها كما في بولندا "في مجال الأدب، الأدب الألماني" كما يقول.

عشق للأدب الكلاسيكي

كان يعشق الأدب الألماني، وقد ألف العديد من الكتب حوله. ومن الأدباء الذين كان يهتم بهم كثيرا غوته وهاينرش هاينه وفيلهالم فون كلايست وتوماس مان. إلى جانب ذلك، كان يتابع أعمال الأدباء المعاصرين من خلال عموده في صحيفتي "دي تسايت" الأسبوعية و"فراكفورتر ألغماينر" الواسعة الانتشار.

Der Literaturkritiker Marcel Reich-Ranicki äußert sich am Donnerstagabend (28.04.2005) während der Fernsehaufzeichnung des "Literarischen Quartetts" im Kurhaus in Wiesbaden. Mit einer Hommage an Friedrich Schiller zu dessen 200. Todestag meldet sich am Freitagabend im ZDF "Das Literarische Quartett" zu einem einmaligen Comeback zurück. Bei der Sonderausgabe der legendären Literatursendung diskutieren Karasek, Heidenreich, Reich-Ranicki und Radisch über Schillers Dramen "Die Räuber", "Kabale und Liebe", "Don Carlos" und "Wallenstein". Mit der Sendung avancierte Reich-Ranicki in den Jahren 1988 bis 2001 zum "Literaturpapst". Foto: Arne Dedert dpa/lhe +++(c) dpa - Report+++ Das Bild fürs Kalenderblatt
"بابا الأدب" في برنامج "رباعي الأدب"صورة من: picture-alliance / dpa

لقد تحول مارسيل رايش رانيسكي إلى مؤسسة نقدية، تراقب الساحة الأدبية بدقة، وتطلق أحكاما حماسية وأخرى لاذعة بحق هذا العمل أو ذاك. ولهذا كان الرجل محبوبا ومهابا من الجميع حتى وإن تعلق الأمر بأسماء كبيرة من حجم غونتر غراس أو مارتين فالسر.

وفي هذا الإطار أثارت مقالته التي نشرها في مجلة "دير شبيغل" الألمانية حول رواية غونتر غراس "حقل واسع" جدلا واسعا في الأوساط الأدبية، والشيء ذاته بالنسبة لرواية مارتن فاسر "نهاية ناقد أدبي"، الذي اعتبر "تصفية حساب" من قبل الكاتب مع رايش رانيسكي نفسه.

"الرباعي الأدبي"

وكان البرنامج التلفزيوني الحواري الذي كان يبث في القناة الثانية في التلفزة الألمانية (ZDF)، بعنوان "الرباعي الأدبي"، أهم منبر حقق من خلال شعبية منقطعة النظير. فقد قدم الأدب للمشاهد في قالب صاخب ومشوق في آن، فالرجل كان يعشق النقاش الحاد.

Das Titelbild des Hamburger Nachrichtenmagazins Der Spiegel 34/1995 zeigt den Literaturkritiker Marcel Reich-Ranicki. Foto: Der Spiegel.
رايش رانيسكي وهو يمزق رواية غونتر غراس "حقل واسع"

بيد أن علاقته بالتلفزيون كانت علاقة شائكة ومعقدة. فقد ساعدته تلك الوسيلة الإعلامية على الشهرة، ورغم ذلك رفض استلام جائزة التلفزيون الألماني لعام 2008، معللا موقفه، "بأن مستوى التلفزيون الألماني في الحضيض". وهذا ما دفع عددا من منتقديه وعلى رأسهم غونتر غراس إلى القول "لولا التلفزيون، لما نال الأخير كل تلك الشهرة".

سيرته الذاتية "حياتي" التي نشرها عام 1999، حققت مبيعات كبيرة وقد دون فيها كما صرح بابا الأدب: "كتبت كتابا عن حياتي، أي ببساطة ما عشته وعانيت منه". وقد تمّ تحيل الكتاب إلى فيلم، لعب فيه الممثل الألماني ماتياس شفايغهوفر دور البطولة. وعنه قال بابا الأدب: "ما حققه الكتاب من نجاح، كان مفاجأة بالنسبة لي".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات