1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مدني مزراق: عودة الفيس للعمل للسياسي في الجزائر بإطار جديد

أجرى الحوار: توفيق بوقاعدة - الجزائر١ يوليو ٢٠١٤

في لقاء مع DW دعا مدني مزراق، قائد الجيش الاسلامي للإنقاذ في الجزائرإلى ميثاق شرف وطني يتم الاتفاق فيه على مشروع الدولة الجديدة وفق بيان الثورة التحريرية، مشيرا إلى أنه يمكن للفيس العودة بأشخاصها وليس بهيكلها القديم.

https://p.dw.com/p/1CSqm
Madani Mezrag ARCHIV
صورة من: F.Nureldine/AFP/GettyImages

DW: كان لك لقاء مع السيد أحمد أويحي في إطار مشاورات إعداد الدستور، ما هي أهم الاقتراحات التي تم تقديمها، وهل ترى أن مشروع الدستور المقترح سيحقق التحول الديمقراطي في البلاد.؟

مدني مزراق: بسم الله الرحمن الرحيم، قدمت خلال اللقاءالذي دام ساعتين،طرحا وتصورا شاملا لإصلاح الدولة وتحيينها، وقد أخد النقاش حول مسودة الدستور حيزا كبيرا في اللقاء، وأقترحت في هذا الإطار الذهاب إلى ميثاق شرف وطني، يتم فيه توضيح وتحديد المفاهيم والمصطلحات، ويتم الاتفاق في نهايته على الصياغة المفصلة لمشروع "المجتمع النوفمبري" الذي نص صراحة على "إقامة دولة جزائرية مستقلة، ديموقراطية وإجتماعية وذات سيادة، ضمن المبادئ الإسلامية...وقد عرضت على السيد أويحي كل المبررات للتوصل إلى هذا الميثاق.

هل تعتبر دعوة الرئاسة لمشاورات تعديل الدستور إشارة من النظام لعودة الجبهة تدريجيا للعمل السياسي ؟

نعم ، أعتقد أنها خطوة كبيرة من جانب السلطة في الإتجاه الصحيح.

السلطات نفت على أعلى مستوى (رئيس الوزراء، ومدير ديوان الرئاسة) وجود أي نية لديها للترخيص للجبهة بالعودة للعمل السياسي؟ ما هي قراءتك لذلك؟

نعم السلطات تنفي عودة الجبهة بالصيغة القديمة، وهذا طبيعي جدا، ونحن لا نختلف معها في ذلك، لأن الأحزاب التي شاركت في ندوة الوفاق الوطني أيام الرئيس اليمين زروال، إتفقت مع السلطة على منع إنشاء جمعيات سياسية على أساس ديني أو عرقي أو جهوي، وتم دسترة الاقتراح في مواد دستور 1996، أما عودة رجال الجبهة ومناضليها إلى العمل السياسي في إطار دستور توافقي جامع، نسعى إليه، فسيكون حقا مكفولا وقدرا محتوما، إن شاء الله ....

Algerische Opposition diskutiert die Bildung eines politischen Blocks
مشاركة قيادات في جبهة الفيس في مؤتمر التحول الديمقراطي والحرياتصورة من: DW/Toufiq Bougaada

شاركت قيادات في جبهة الفيس التي تم حلها في مؤتمر التحول الديمقراطي والحريات المعارض، هل هناك تنسيق بينكم؟ أم أن كل واحد يتحرك بمفرده؟

لا يوجد هناك تنسيق بيننا، فنحن نسعى بكل جهودنا لإثبات الوجود السياسي الشرعي لأبناء الجبهة، سنحقق ذلك قريبا إن شاء الله ، وسيكون كما ذكرت في إطار الدستور وقوانين الجمهورية الجزائرية.

ما هو ردكم، على الذين يعتقدون أن دعوتكم من قبل أحمد اويحي للمشاركة في الحوار، هي مجرد مناورة من السلطة لشق صفوف الجبهة الاسلامية للإنقاذ والمعارضة؟

هم أحرار فيما يعتقدونه ويذهبون إليه، وللسلطة أيضا حريتها الكاملة في المواقف والمناورات. ما يهمني في كل هذا هو موقفي الذي أحرص كل الحرص ليكون صائبا، مع النية الحسنة، والسعي المحمود، والغاية النبيلة ... أما لماذا لم يدعى الشيخ "علي بن حاج" مثلا للمشاورات فقد سبق وأجبت بما يلي:

الشيوخ التاريخيون يقابلهم الانقلابيون ... فإذا كان هؤلاء الإنقلابيون فد اتخذوا قرارا سياسيا خاطئا ودفعوا الدرك والشرطة والجيش والحرس البلدي ليقتلوا أبناء الشعب ، فشيوخ الفيس أيضا يتحملون مسؤولية قرارهم السياسي في الجانب الآخر. ولأن رؤوس الدولة الجزائرية توجهت أولا إلى قادة الفيس التاريخيين للتحاور معهم، مثلما فعل الرئيس الأسبق اليامين زروال في سجن البليدة قبل الدعوة إلى ندوة الوفاق الوطني التي رفضوا المشاركة فيها بمحض إرادتهم ، ليتبعها حوار الجنرال بشين معهم في سنة 1995. لم تلجأ إلينا رؤوس الدولة إلا بعد أن يئست تماما من إمكانية التوصل إلى نتيجة مع القادة السياسيين. وعلى هذا الأساس بدأ الحوار بيننا الذي قاد إلى استتباب الأمن الذي تنعم به البلاد ويعيش في كنفه العباد اليوم، وحيث أن الاتفاق الذي توصلنا إليه لم يكتمل تطبيقه بعد، فقد كان من الطبيعي أن تتم دعوتنا إلى المشاورات...

Abassi Madani in Algier
عباسي مدني: زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورةصورة من: picture-alliance/dpa

ولكن لماذا اختارت الرئاسة توجيه الدعوة لكم أنتم مع الشيخ سحنون وعبدالقادر بوخمخم دون غيركم من قادة العمل السياسي أو المسلح للفيس؟.

إن القراءة المنطقية والموضوعية لوضعية الجبهة الإسلامية المنحلة اليوم، تفرز بداهة ما ذهبت إليه الرئاسة، فأنتم تعلمون جيدا أن الجبهة الإسلامية، انتهت إلى ثلاثة تيارات فعلية وفاعلة.

الأوّل: شرعي تاريخي، ويضم كل الإخوة المؤسسين الذين توقف قطارهم داخل الجبهة في مؤتمر باتنة، واستمر بعضهم على أقصى تقدير إلى بداية 1992.

الثّاني: شرعي فعلي أفرزه مؤتمر باتنة، استمر في قيادة الجبهة بولاء تام لستة من الشيوخ المؤسسين التاريخيين كانوا في السجون.

الثّالث : شرعي فعلي وفاعل، أفرزه مؤتمر باتنة، وشارك في كل الإنتصارات الانتخابية التي حققتها الجبهة، وتأكدت شرعيّته بشكل أكبر خلال الأحداث التي جاءت بعد الانقلاب. ثم تربّع على عرش الشّرعية، بعدما ذُوِّبت الجبهة بقرار من قيادتها، داخل الجماعة الإسلاميّة المسلّحة "الجيَّا"، ولولا تربية رجالها على الوفاء والصدق، والاستعداد للموت في سبيل كلمة الحق ... لكانت الجبهة اليوم ، فصيلا ارهابيا ، يتحمل جميع أوزار الأزمة من اختطافات ومجازر وقتل للصحفيين والمثقفين والسياسيين والعُزَّل الآمنيين.

أما التيّار الأوّل فاختارت منه السّلطة الشّيخ "الهاشمي سحنوني" ، وأعتقد أنها لم تخطئ.

والتيّار الثّاني ، وبحكم ابتعاد رئيس الجبهة الشّيخ "عبّاسي" عن الوطن ، ونظرا لوضعية الشّيخ "عليّ" القضائية ، بمنظور السّلطة، اختاروا أكبر منتسب للجماعة سنًّا وأقدمهم نضالا في الحركة الإسلامية ، وأقربهم موقفا في قضية الهدنة والمصالحة الوطنية، وهو الشّيخ "عبد القادر بوخمخم".

والثاّلث، وهو الفصيل الأهم نضالا وتمسّكا بالجبهة الإسلاميّة للإنقاذ ، مازالت قيادته كاملة ولازال رجاله حاضرين في السّاحة، يتفاعلون مع كل الأحداث ولم يغيبوا عنها يوما ، وهم يطالبون السّلطة بتنفيذ الاتِّفاق المبرم بين قيادة"AIS" ورجال الدولة ، والذهاب بالمصالحة إلى نهايتها ، ومن الطبيعي جدا ، أن تختار السلطة رأس التنظيم. فأين العجب في هذا.

Algerienkrieg 1992
الحرب الأهلية في الجزائر خلفت أكثر من مئة ألف قتيل حسب حصيلة رسميةصورة من: AFP/Getty Images

ما هي قراءتك لاسباب ضعف الاسلاميين في المحطات الانتخابية في الفترة الأخيرة، رغم الفوز الذي حققه إسلاميون في دول الربيع العربي؟

لن أقول إن النظام هو السبب، حتى وإن كان هذا جزء من الحقيقة. ولن أقول إن سنوات المحنة قد أثرت كثيرا على مسارنا النضالي حتى بدا واضحا، بأن خصومنا وأعداءنا وضفوا محنة الشعب لتشويه صورتنا، وتلويث سمعتنا لدى الجيل الصاعد. ولكن نحن الذين ابتعدنا عن طريق الدعوة الذي سلكناه ، وأهملنا مشروع الصحوة الذي اخترناه وأقمناه ، وارتمينا جميعا في مستنقع السياسة فكان هذا مصيرنا .

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد