1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مرفأ بريمن: رافعات الموانئ تحل محل الأيدي العاملة

رينيه فيلينبرينغ/ إعداد محمد سامي الحبال٦ يوليو ٢٠٠٨

يرجع هانس يواخيم بروير مفتش بضائع السفن من مدينة بريمن الساحلية بذاكرته إلى الوراء، ليكشف عن ذكريات طفولته قرب المرفأ قبل خمسين عاما. المرفأ تغير كثيرا اليوم في نظره حيث بات يفتقر إلى السفن والبشر.

https://p.dw.com/p/ERYb
الرافعات الكبيرة حلت مكان عمال الميناء.صورة من: DW-TV

لا يمكن لهانس يواخيم بروير أن يتصور حياتنا بلا سفن أو نسيم البحر العليل. فابن الـ 58 ربيعاً يعمل منذ أربعين عاماً في مرفأ مدينة بريمن كمفتش في شركة كبيرة للشحن البحري. وتركز مهمته على توزيع ورديات العمل بين العمال بعد أن كان قد عمل في أول نشأته كمراقب مستودع في الميناء، ويعتبر بروير عمله السابق في غاية الأهمية، واصفاً إياه بأنه "الساعد الأيمن للتاجر، إذ علينا التدقيق بالبضائع التي كانت تصلنا بحرياً".

يد التاجر اليمنى

Nationale Maritime Konferenz - Containerschiffe
البواخر العملاقة في الميناء.صورة من: dpa - Bildfunk

ينحصر عملي سابقاً في أخذ عينات من المواد الأولية التي تجلبها معها السفن عبر البحار كالقطن أو القهوة أو التبغ، ومقارنتها بعينات كان التاجر قد أحضرها معه من بلد المنشأ. فعلى سبيل المثال كنا نفحص جودة القطن المستورد عن طريق جفافه ونقائه ونظافته، فإذا لم تتطابق مواصفات البضاعة المستوردة مع عينة التاجر، توجب علينا إبلاغ التاجر الذي يطالب بدوره بفسخ عقد البيع مع المشتري. ليلجأ بعدها الطرفان إلى البورصة كطرف محايد.

مدخنة السفينة تلوح من بعيد

نشأ بروير وترعرع في ضاحية لا تبعد كثيراً عن الميناء الذي كان الأطفال يعتبروه وقتها "أفضل مكان للعب" والاختباء، كما يتذكر هانس. وأكثر الألعاب التي كانت تستهوي قلوب الأطفال آنذاك لعبة تخمين نوع السفينة القادمة من بعيد، ومن ثم انتظار اقترابها من مرمى النظر لمعرفة فيما إذا كان التخمين صحيحاً أم لا.

من العربة الصغيرة إلى رافعة تحمل الأطنان

Verladung von Tabak in Indonesien
المرفأ في بريمن يفتقد لعماله.صورة من: dpa - Report

ويرى بروير أن الحياة في الميناء في الوقت الحالي تغيرت كثيراً عما كانت عليه قبل 50 عاماً، فالمرفأ الذي كان قوامه السفن والبشر بات يفتقر لهم. فالبواخر التي كانت تمضي ساعات طويلة في المرفأ، أصبحت بسبب ارتفاع تكلفة الانتظار لا تتوقف فيه إلا لبضع ساعات. والعمال الذين كان المرفأ يزخر بهم لإفراغ حمولة السفن بعرباتهم الصغيرة، استعيضوا بالرافعات العملاقة التي تفرغ حاويات البضائع.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد