1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مسار الحرب على الارهاب

١٩ نوفمبر ٢٠٠٨

جاسم محمد

https://p.dw.com/p/Fy4p

انشغلت اداره بوش بعدد من الملفات : ومنها افغانستان والعراق وايران وكوريا الشماليه بالاضافه الى الملف القديم الصراع الفلسطيني الاسرائيلي مما جعلها بعيده عسكريا عن المناطق الساخنه الاخرى ومنها القرن الافريقي وبالتحديد الصومال ذالك البلد العربي الذي يعاني من الفوضى( الخلاقه ) منذ الغزو الاميركي 1993 .

اميركا مازالت تعاني من عقدة الصومال بعد مشهد جر جنودها في شوارع مقاديشو العاضمه 1993 1994 وتنأى عن اي تدخل عسكري مباشر في الصومال او القرن الافريقي . لذا تتبع اميركا ومنذ ذلك الحين اسلوب ايجاد جيش بد يل او ميلشيات تقاتل بالنيابه مقابل الدعم الاستخباري والمالي . اي بتسليح مجموعات من داخل مناطق النزاع او دفع دول مجاوره او اقليميه وهذا ما عملته اميركا بتسليح وتمويل خصوم الامس امراء الحرب في الصومال (عام 1993 ) في مواجهه المحاكم الاسلاميه اليوم وفي نفس الوقت تدفع حليفتها اثيوبيا لشن الهجمات على حدود الصومال او ضرب اهداف داخل الاراضي الصوماليه . لكن يبدو ان جهود اميركا واجهت وتواجه انتكاسات مره اخرى في القرن الافريقي رغم استعانتها بحلفائها الاوربيين .

تنظر اميركا الى الصومال كانها افغانستان جديده والى المحاكم الاسلاميه قيادات طالبان ، معتمده على تشابه نمط استيلائهما على السلطه حيث كانت المعاهد او المراكز الدينيه نقطه صعودهما والتي بدات بالقرى الصغيره وانتهت في كابول ومقاديشو .

اميركا تتجنب التدخل العسكري في المنطقه لكنها حريصه على تعزيز وجودها الاستخباري . وتعتبر جيبوتي اكبر قاعده اميركيه في القرن الافريقي وتنطلق منها خلايا التجسس البشري والفني . اما اديس ابابا فهي حصان طروادة اميركا وكثيرا ما استخدمته ضد اهدافها في الصومال .

القرن الافريقي يعود الى الاضواء من جديد بعد تصاعد عمليات القرصنه قباله السواحل الصوماليه ، هذه العمليات هي ليست عمليات قرصنه في ادبيات الاتحاد الاسلامي والقاعده والمجموعات المسلحه بقدر ما هي عمليات منظمه تقوم بها ضمن باب ( الجهاد )لتحقيق : تمويل مالي وجر اميركا والغرب الى ساحه مواجهه جديده بدلا من العراق . هذه العمليات تقع ضمن ستراتيجيه المجموعات الجهاديه التي تقوم على اجراء عمليات على اليابسه بهدف مسك البحر . هذه العمليات ممكن ان تكون خطوه استفزازيه الى اميركا لمنازله جديده بعد ارض العراق . والسؤال هل القاعده انسحبت من العراق ؟ واذا انسحبت من يقف وراء العمليات الارهابيه في العراق؟ اجمعت الدراسات والمراسلات السريه التي حصلت عليها الاستخبارات الاميركيه والاجهزه الامنيه في العراق بان القاعده انسحبت من العراق باتجاه منابعها الاصليه واهمها افغانستان وشمال وشرق افريقيا وما تبقى من القاعده في العراق هي فصائل عراقيه ذات هوى قاعدي او من تدرب على ايدي المقاتليين العرب . مايحدث الان في العراق من عمليات ارهابيه هي تصفيه حسابات مابين الميلشيات السياسيه وشد وجذب لانتزاع مواقف سياسيه ولوي الذراع .

هذه العمليات تصنف ايضا ضمن اعمال العصابات وتمويل ايران ودول اخرى لزعزعه الامن والاستقرار في العراق اكثر ماهي قاعديه .

خساره اميركا لدورها التقليدي في المنطقه وخاصه في ملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يدفع اميركا للطلب من حلفا ئها التدخل للمساعده حتى باتت المانيا وفرنسا منزعجه من الطلبات الاميركيه والتي اصبحت عبيء على الحكومات الاوربيه سياسيا واقتصاديا . اتخذت الحكومات الاوربيه وخاصه المانيا خطوه استباقيه في تصريحاتها لسد الطريق بوجه اي طلب اميركي لزيادة عدد قواتها في افغانستان . ويعطي الاوربيين ظهرهم لاداره بوش بحربها على الارهاب لانشغالهم بازمه ظهور اليمين المتطرف او النازيين الجدد والكساد المالي العالمي . هذه الشراكه اصبحت مهدده ، ولا يمكن تداويها لا باجتماع قمه العشريين ولا باجتماع الدول الثمان لانه تسونامي اقتصادي من نوع خاص وحتما سيغير خارطه القوى السياسيه قبل الاقتصاديه في العالم و سيضع نهايه لدور اميركا التقليدي . حرص بوش على ان يكون البيت الابيض مكان لانعقاد قمه العشرين اعتبره المراقبون بانه مراسم لتوديع الاداره الاميركيه اكثر من كونه اجتماع لوضع مباديء معالجه الكساد الاقتصادي العالمي . هذا الاجتماع حرصت المملكه العربيه السعوديه على حضوره بشخص الملك عبد الله بعد اجتماع حوار الاديان في نيويورك والذي كان بمبادره منها لتصحيح صوره الاسلام بعد ان شهدت تراجع في الغرب .

تعتبر اميركا الصومال ملاذ جديد للارهاب وهذا يعني هنالك حرب بارده في القرن الافريقي والتي حتما ستنتهي بمنازله عسكريه في المستقبل البعيد . تأخذ الحرب الان الطابع الاستخباري لكن هذا النمط من المواجهه مابين اميركا والمجموعات الاسلامويه المسلحه سوف لايستمر طويلا وقد تنجح الاخيره بسحب اميركا الى المربع الذي تختاره .

هل اميركا قادره على مواجهه عسكريه جديده بعد ان خسرت ثقه حلفائها في المنطقه؟ بالتاكيد اميركا حريصه على استعاده دورها التقليدي من خلال الدخول بحرب اخرى ولكن في منطقه رخوه والقرن الافريقي يعتبر في المفهوم الاستخباري منطقه ( هارد كورن ) اي منطقه صعبه . وهذا مايستبعد دخول اميركا في ايه مواجهه عسكريه . تحتاج اميركا الى تعبئه راي عام جديد كما تعمله قبل اي حرب وهي ليست بقادره على ذلك بعد مارثون العراق والنتائج الكارثيه و تنصل شركائها الاوربيين .

ألنتائج الكارثيه للسياسه الاميركيه في (حربها على الارهاب ) وتصحيح مسار الحرب على الارهاب والقرن الافريقي المجاور تماما الى كينيا ارض اجداد اوباما وكما يسميها الاميركان ب ( لاند مارك ) ستكون تركه ثقيله على اداره اوباما .

السودان هي اكبر معارض لتواجد القطع البحريه الاميركيه في القرن الافريقي والبحر الاحمر وباب المندب وترفض اشتراك الاميركان في قوات حفظ السلام في اقليم دارفور لانها تعلم جيد بان مجيء الاميركان يعني استقطاب الارهاب وبدايه الفوضى التي تريدها اميركا . اما المجموعا ت الاسلامويه المسلحه في القرن الافريقي فهي تتطلع لاي مواجهه جديده هناك بعد العراق .

بعض التحليلات تشير بان اميركا تبحث عن بديل جديد للخليج العربي التي استنفذت فيه اوراق لعبتها مع ايران واصبح الوضع لايتحمل الكثير من المناورات السياسيه ، خاصه بعد اكتشاف ابار النفط في السودان ومصادر الطاقه في دول القرن الافريقي .

اما اليمن فقد تزايد قلقها بعد تواجد القطع البحريه بالقرب من سواحلها برغم تحالفها مع اميركا في مكافحه الارهاب بعد احداث 11 سبتمبر ويبدو ان مشهد الجنرال برويز مشرف يؤرق الرئيس علي صالح مما دفعه الى زياره مصر لانه يعرف جيدا بان اميركا لايوجد لها اصدقاء بل مصالح .

اليمن متهمه من قبل اميركا بانها ملاذ للارهاب . وهي تتمتع بموقع جغرافي عند باب المندب والقرن الافريقي وتتداخل ديموغرافيا مع اهل الصومال واثيوبيا وجيبوتي .

اميركا التي تبحث عن اسامه بن لادن في تورو بورو فهل ستبحث عن الشيخ احمد بن شريف رئيس اتحاد المحاكم الاسلاميه في ادغال الصومال؟ .

جاسم محمد

jassimasad@hotmail.com