1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مستشرقون ألمان يرفضون آراء كاليش المشككة بوجود النبي محمد

دويتشه فيله+ وكالات (هــــ.ع) ١٣ سبتمبر ٢٠٠٨

أعلنت مجموعة من المستشرقين الألمان رفضها لآراء أستاذ العلوم الإسلامية سفين محمد كاليش المشككة في وجود النبي محمد، مؤكدين في بيان تلقاه موقعنا أن الغالبية العظمى من الباحثين الغربيين تعتبر وجود نبي الإسلام حقيقة تاريخية

https://p.dw.com/p/FHa5
جدل كبير حول آراء كاليش المتعلقة بالقرآن والنبي محمدصورة من: picture-alliance/ dpa

­رفضت أصوات عديدة من المستشرقين الألمان والباحثين في العلوم الإسلامية الآراء التي طرحها أستاذ العلوم الإسلامية سفين محمد كاليش، المشككة في وجود دليل تاريخي على وجود النبي محمد. فقد أوضح القائمون على مشروع الدراسات القرآنية في أكاديمية برلين ـ براندنبورج للعلوم والمعروف باسم Corpus Coranicum - وهو مشروع موسوعي ضخم يهدف إلى دراسة كل ما له علاقة بالقرآن والسيرة النبوية- أنه لا يجوز الشك في المعطيات التاريخية المتعلقة بوجود النبي محمد ودلائل نبوته. وأشار الباحثون في بيان تلقاه موقعنا وقع عليه كل من ميشائل ماركس ونيكولاي سيناي إلى أن مشروعهم "يمثل آراء الغالبية العظمى من الباحثين التي تعتبر النبي محمد حقيقة تاريخية ".

Prof. Muhammad Sven Kalisch, Ausbildung zum Islamlehrer
البروفيسور كاليش في مكتبه

وفي هذا البيان أيضا تم التأكيد على أن تصريحات البروفسورة جودرون كريمر– أستاذة العلوم الإسلامية في جامعة برلين الحرة- لإذاعة ألمانيا الثقافية بأنها تتفق مع كاليش فيما ذهب إليه، بقولها إنه ليس هناك دليل تاريخي على وجود النبي، قد حرفت وأخرجت من سياقها الصحيح. وأوضح البيان أن الباحثة كريمر "لم تنكر وجود النبي محمد"، ولم تتفق مع طروحات كاليش، بل أنها أكدت فقط على حق الباحث العلمي من حيث المبدأ التشكيك في الأمور التي تبدو وكأنها مسلمات. كما أعربت عن تفهمها أن المؤمنين بالعقيدة الإسلامية لن يفضلوا وجود أستاذ يقوم على تدريب معلمي الدين الإسلامي في الوقت الذي ينكر فيه أصل عقيدتهم.

وأشار ميشائل ماركس ونيكولاي سيناي في بيانهم هذا إلى أن تلقي الإعلام العربي لتصريحات كريمر كان "مغلوطا ومشوها"، حيث أشاروا إلى أن تقريرا في "العربية نت" حول هذه القضية قد ولّد الانطباع كما لو كانت "الباحثة كريمر ومعها غالبية باحثي العلوم الإسلامية في الغرب يؤيدون آراء كاليش هذه". وشدد هؤلاء الباحثون في بيانهم على أن "هذه الصورة مغلوطة وأن آراء كاليش هذه لا تجد إلا تمثيلا ضئيلا بين دارسي وباحثي العلوم الإسلامية الغربيين".

استهجان ورفض في العالم العربي

و يبدو أن جملة الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت "أنا أشك، إذن أنا موجود" أتت بما لا تشتهيه طروحات سفين محمد كاليش، من مدينة مونستر الألمانية. فقد قوبلت آرائه بكثير من النقد سواء داخل ألمانيا أم في العالم العربي. فقد سحبت المنظمات الإسلامية التصريح الذي منح له بتأهيل معلمي الدين الإسلامي.

Muslime in Deutschland Frau mit Computer p178
الانترنت كانت مسرحا للتعليق على آراء كاليشصورة من: AP

وفي العالم العربي، حيث لا تحظى حرية الرأي والتعبير بأهمية كبيرة، ­اصطدمت آراء كاليش برفض أكبر مما لاقته من مسلمي ألمانيا. فقد فاضت منتديات الحوار في القنوات الإخبارية العربية ومنتديات الإنترنت بالكثير من الآراء الرافضة لهذه الأقوال. ويعرب الكثيرون من أصحاب الرأي الأكثر موضوعية في مساهماتهم عن اقتناعهم بأن كاليش هو شخص لا يتحلى بالكفاءة ليس إلا. في حين ذهب بعض المسلمين إلى أنه ليس من حق أحد أن يتكلم في القضايا الرئيسية للعقيدة الإسلامية مثل الحديث عن شخص النبي محمد أو عن الوحي القرآني إلا الذين درسوا في الجامعات الشهيرة في السعودية أو في جامعة الأزهر بمصر. غير أنه من اللافت للنظر امتناع رجال الإفتاء من أصحاب التأثير الكبير في المنطقة ووعاظ القنوات التلفزيونية حتى الآن عن إصدار تعليقات بخصوص هذا الأمر.

هل الإسلام معاد للعلم؟

Gudrun Krämer
البروفسورة جودرون كريمرصورة من: DW

يرى بعض الدارسين أن الذي يتهم الإسلام الآن بمعاداة العلم عليه أن يضع في اعتباره أيضا ممارسات الكنائس المسيحية. فما يزال الفاتيكان يسحب من معلمي اللاهوت الذين يحيدون عن المبادئ الكاثوليكية التصريح بتدريس اللاهوت. ومن أبرز الأمثلة على ذلك في ألمانيا أسماء مثل أويجن دريفيمان وأوته رانكه هاينيمان وهانز كينج. أما في حالة الكنيسة الإنجيلية فقد نشرت الصحافة في صدر صفحاتها حالة عالم اللاهوت من مدينة جوتنجن، جيرد ليديمان، الذي عارض قيامة المسيح ولم يعتبر الإنجيل كلام الرب، وإنما اعتبره نصا نتج عن صراعات القوى في المجتمعات المسيحية الأولى. كما سحبت كنيسة هانوفر الألمانية عام 1966 ترخيص اختبار القساوسة من ليديمان، وقامت جامعة جوتنجن من جهتها بحجب حقه في المشاركة في لجان الدكتوراه وشهادات التدريس أو حتى في القيام بأعمال تتعلق بالامتحانات.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد