معرض دوكيومانتا : محاولة لتحقيق الديمومة

ينبغي على المهتمين بالفن المعاصر الانتظار لأكثر من ثلاث سنوات ونصف للاستمتاع بالنسخة 14 من معرض دوكيومنتا الدولي ، والتي من المنتظر أن تنطلق ابتداء من يونيو عام 2017 في مدينة كاسل الألمانية. موعد دولي للفن المعاصر، يمتد ل 100 يوم، يجتذب فنانين وزوارا من جميع أنحاء العالم.

ولكن ماذ يمكن فعله لكي يبقى هذا المعرض حاضرا في ذاكرة المتتبعين في فترة استراحته التي تمتد خمس سنوات؟

هذا السؤال دفع بأكاديمية الفنون في مدينة كاسل إلى التفكير في مشروع للتدريس والبحث العلمي حول هذا المعرض الدولي. وقد تم اختيار الدكتورة دوروثيا فون هانتلمان للإشراف على هذا المشروع الذي يمتد لسنتين وسينطلق في مستهل الفصل الدراسي القادم. DWحاورت د. فون هانتلمان حول مشروع المعرض المستدام.

الهدف الأساسي من تعيينك في هذا المنصب هو ضمان بقاء معرض دوكومانتا الدولي حاضرا في الساحة الفنية، كيف تنوين تحقيق ذلك؟

أولا وقبل كل شيء، أنا مسؤولة عن البحث والتعليم في أكاديمية الفنون بمدينة كاسل، وهذا هو مجال عملي الرئيسي، ويعني أن مهمتي الأولى ستكمن في تعريف الطلبة على السنوات الستين الماضية من تاريخ معرض دوكيومانتا. ويتعلق الأمر في المقام الأول بطلبة المرحلة الجامعية، الذين يفترض وبسبب صغر سنهم، أنهم قد زاروا المعرض لمرة واحدة على الأقل.

و من أجل تعريف الطلبة على معرض دوكيومانتا للفن المعاصر،اعتمدت بشكل أساسي على أرشيف دوكيومنتا في كاسل، هذا الكنز الرائع من المواد التي جمعت عبر 13 نسخة من المعرض .

والهدف الأساسي يبقى هو تأسيس فضاء في كاسل، يهتم بشكل منهجي وربما حتى لوقت طويل بالبحث العملي حول معرض دوكيومانتا. وبالإضافة إلى ذلك، سوف تكون هناك فعاليات أخرى سننظمها بالتعاون مع المتتبعين الذين شاركوا على مدى عقود ولهم علاقة وثيقة مع معرض دوكيومانتا.

من هم الطلبة الذين تنتظرينهم في حلقاتك الدراسية؟

سيكون غالبة الطلبة من شعبة العلوم الفنية، فهذا هو المجال الذي أقوم بتدريسه، ولكن الجميل في نموذج أكاديمية الفنون هو أنه نموذج متعدد التخصصات، وهذا يعني أنّ دراسة الفن مرتبطة أيضا بمواد وبمجالات أخرى، منها على سبيل المثال: الاتصال المرئي، الفنون الجميلة وتصميم المنتجات وغيرها من الشعب الأخرى.

ستهتمين، كما ذكرت، بأرشيف وتاريخ دوكيومنتا. هل ستكون هذه المواضيع حاضرة أيضا في برامجك التدريسية؟

نعم، بالتأكيد، هذه هي الفكرة. سأعقد مثلا بعد قليل حلقة دراسية حول النسخة الأولى من الدوكيومانتا. سنهتم في هذا الفصل الدراسي بالنسخة الأولى لدوكيومانتا، التي لم يكن معروفا آنذاك أنها ستكون النسخة الأولى، لأنه لم يكن من الواضح أنه سيكون هناك نسخة ثانية وثالثة. وقد كانت النسخة الأولى من دوكيومنتا في عام 1955، و أسسها ارنولد بوده. ونحن نعمل بشكل وثيق مع المواد الموجودة في المحفوظات، أي أرشيف أرنولد بوده وأرشيف دوكيومنتا. سوف نقوم بتقسيم الطلبة إلى مجموعات صغيرة لأجل بحث كيفية التعامل مع هذا الأرشيف وكيفية نقله للآخرين.

هذا يتعلق بالعمل مع الطلبة داخل المؤسسة، ولكن فيما يتعلق بالعمل الخارجي ،ينتظر منك في هذه المهمة القيام بتكثيف الجهود لتثبيت الدوكيومانتا وجعله حاضرا في الخارج أيضا. ما الذي تنوين القيام به في هذا الصدد؟

سنعتمد على منهجين أساسيين. من جهة، أود إنشاء صالون فني في مدينة كاسل. وذلك سوف يبدأ في الأشهر المقبلة من خلال بعض الأنشطة والفعاليات، التي سنستدعي فيها مشاركين سابقين في معرض دوكيومنتا، ومن بينهم بعض المهندسين المعماريين والمنسقين، الذين سنعمل معهم باستخدام بعض أشرطة الفيديو والأفلام وغيرها من الوثائق. وسنقوم في هذه المناسبات بدعوة الطلبة بالإضافة إلى الجمهور المهتم. ومن ناحية أخرى سيتم في 2015 الاحتفال بالذكرى 60 لمعرض دوكيومنتا ، وهو ما سيكون فرصة لنا لتنظيم حدث كبير بالتعاون مع أرشيف دوكيومنتا و ومؤسسة فريريكيانوم. وسيأخذ ذلك بعدا دوليا أيضا.

يبدو برنامجكم كثيفا جدا ويتحرك على مستوى واسع. ولكن تنصيبكم في هذه المهمة يمتد لعامين عامين فقط. أليس هذا وقت قصير لتحقيق كل هذه البرامج؟

نعم، هذه مشكلة، ولكن هناك اهتماما كبيرا للحفاظ على هذا المشروع وهذا المنصب. وهذا سيكون فيه مصلحة لي أيضا. ولكن قد جرت الموافقة على تخصيص ميزانية لمدة عامين فقط، وعلينا أن نُظهر في السنتين المقبلتين أنه لا بد من استمرار هذا المشروع الأكاديمي ومدى أهميته لمستقبل معرض دوكيومانتا.