1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مفاوضات السلام والعقوبات على إيران في صلب لقاء ميركل ـ ناتنياهو

١٨ يناير ٢٠١٠

توافقت المستشارة ألألمانية أنغيلا ميركل وضيفها الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو، رغم الخلافات حول موضوعي الاستيطان وإيران، على ضرورة البدء بمفاوضات السلام في الشرق الأوسط في أسرع وقت ممكن تحت الرعاية الأميركية وبدعم أوروبي.

https://p.dw.com/p/LZMt
صورة من: AP

أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بعد اجتماعات عقدتها مع نظيرها الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو اليوم في العاصمة الألمانية يرافقه وفد من ستة وزراء، أن شروط مفاوضات السلام في الشرق الأوسط "متوفرة الآن ولا بد من استغلال الفرصة السانحة". ورغم كل التحفظات القائمة ذكر ناتنياهو "أن الوقت حان لوقف الكلام حول المفاوضات والبدء عمليا في الحديث عن السلام".

وكشفت ميركل في هذا الصدد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيزور برلين مطلع شباط (فبراير) المقبل وبأنها سوف تؤكد له "أن الطريق غير مسدود، وأن عدم التحادث مع الطرف الآخر لن يساعد في تقدم عملية السلام إلى الأمام، وهو أمر من المهم أن يحصل". وتابعت أن من المعروف أن حكومتها تنتظر أكثر من إسرائيل في ما يخص وقف الاستيطان، "لكننا نعترف بأنها نفذت عددا من الخطوات المهمة، الأمر الذي يتطلب دفع عملية السلام الآن إلى الأمام".

ناتنياهو: دولة فلسطينية منزوعة السلاح

اجتماع الحكومتين الألمانية والإسرائيلية هذا هو الثاني من نوعه في تاريخ البلدين
اجتماع الحكومتين الألمانية والإسرائيلية هذا هو الثاني من نوعه في تاريخ البلدينصورة من: AP

وقال ناتنياهو ردا على سؤال: "ليس لدينا شروط مسبقة لبدء محادثات السلام، وأحد المواضيع الهامة لنا هو أن تكون الدولة الفلسطينية المقبلة منزوعة السلاح". وفي إشارة إلى حركتي "حماس" الفلسطينية وحزب الله اللبناني دون أن يسمّيِهما أضاف أن الفلسطينيين أطلقوا في الماضي 12 ألف صاروخ على إسرائيل، وفي لبنان توجد عشرات الآلاف منها. وتابع: "تركنا جنوب لبنان فأصبح عندنا الآن منطقة إيرانية، والأمر ذاته في غزة. ونحن لا نريد أن نحاصر من إرهابيين يطلقون الصواريخ علينا". وعما إذا كان يقبل بقوات أميركية أو أوروبية لضمان أي سلام يتم الاتفاق عليه رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية ذلك قائلا: "علينا أن ندافع عن أنفسنا بأنفسنا، مثل هذا الأمر لم نبحثه اليوم". لكنه أكد مع ميركل الحاجة إلى الولايات المتحدة للسير قدما.

ميركل: سنفرض عقوبات على إيران

Deutschland Israel Konsultationen Angela Merkel und Benjamin Netanyahu in Berlin
ميركل وناتنياهو قاما بزيارة النصب التذكاري لضحايا المحرقة النازيةصورة من: AP

وبالنسبة إلى إيران حذرت المستشارة الألمانية من أنه إذا لم يتغيَّر الموقف الإيراني من برنامجها النووي فإنها تأمل في أن يتمكن مجلس الأمن الدولي من فرض عقوبات إضافية عليها، لكنها أضافت إنه إذا لم يفعل ذلك ستشارك ألمانيا في فرض عقوبات بالتعاون مع الدول التي تنحو الهدف ذاته. وبدت لهجة ناتنياهو إزاء إيران شديدة، إذ قال إن الوجه الحقيقي لنظام طهران "أظهر كم هو مستبد بشعبه وبالخارج أيضا، ولذلك من الواضح سبب رفضنا حصوله على السلاح النووي". وبعد أن ذكر أن نظاما كهذا يجب أن لا يحصل على سلاح نووي تساءل: "إذا لم نفرض عقوبات مشددة الآن على إيران فمتى؟".

ووصل ناتنياهو إلى برلين أمس ومعه ستة وزراء بينهم وزيرا الخارجية والدفاع أفيغدور ليبرمان و إيهود باراك للمشاركة في جولة المحادثات الحكومية المشتركة الثانية التي ستصبح تقليدا سنويا للبلدين كتعبير عملي عن المستوى المرتفع للعلاقات المتنامية بينهما. وبحث الطرفان في تعزيز التعاون في مجالات البحوث العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والثقافية والبيئة والمياه. وزارت ميركل مع ناتنياهو النصب التذكاري لمحرقة اليهود الأوروبيين في وسط برلين قبل أن يبدأ محادثاهما الرسمية في مقر المستشارية.

محللون يؤكدون بحث طلبيات السلاح الإسرائيلية

Deutschland Israel Konsultationen Angela Merkel und Benjamin Netanyahu Westerwelle in Berlin
صورة من: AP

ورغم النفي الألماني الرسمي يعتقد المحللون هنا أن إسرائيل جددت طلبها من ألمانيا لتمويل بناء غواصة "دلفين" السادسة وبحثت معها في الحصول على سفن حربية تحمل صواريخ مضادة. ومقابل تمنّع الحكومة الألمانية عن تأكيد أو نفي طلبيات السلاح الإسرائيلية ذكرت صحيفة "تاغزشبيغل" الألمانية أن برلين تواجه إحراجا كبيرا لأن ضيوفها الإسرائيليين يحثونها منذ فترة على القبول بتمويل قسم كبير من ثمن غواصة "دلفين" السادسة التي وافقت ألمانيا في 8 أيار(مايو) 2006على تصنيعها، إضافة إلى طلبهم أيضا تزويد البحرية الإسرائيلية بسفينتين حربيتين لإطلاق الصواريخ المضادة. وأضافت أن الاعتقاد بأن الاتفاق بين الجانبين حول حصة برلين في التمويل سيتم حول الغواصة على الأقل خلال المحادثات.

وحصلت إسرائيل عام 1991 على موافقة المستشار الأسبق هلموت كول لتزويدها بثلاث غواصات "دلفين". وتكلَّف دافع الضرائب الألماني نحو 900 مليون يورو حتى الآن لتمويل خمس غواصات يقال أن الإسرائيليين تمكنوا من تركيب منصات على الأحدث منها لإطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية. واعتبرت الصحيفة أنه سيكون من الصعب جدا على برلين رفض الطلب الإسرائيلي بتمويل المزيد من الأسلحة المطلوبة منها علما أن ثمة تخوف من استخدام الغواصات في هجوم على المراكز النووية في إيران، "وإسرائيل تفعل القليل للتخفيف من هذه التخوفات"، حسب الصحيفة.

وجرت أول مباحثات حكومية مشتركة في إسرائيل عام 2008 وكان مقررا عقد الجلسة الثانية في برلين أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، إلا أن وعكة صحية ألمت بناتنياهو على حد ما قيل في حينه فرضت تأجيلها إلى الشهر الحالي. وتعبِّر الجلسات الحكومية المشتركة عن مستوى عال من الصداقة بين ألمانيا وإسرائيل وإشارة إلى المصالحة التاريخية بين البلدين بعد الماضي الأسود لألمانيا النازية والمحرقة. ولألمانيا اليوم علاقات مميزة واجتماعات حكومية مشتركة مع كل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبولندة.

العشرات يتظاهرون أمام مقر المستشارية

"دولفين" واحدة من ثلاث غواصات صنعتها ألمانيا لإسرائيل
"دلفين" واحدة من ثلاث غواصات صنعتها ألمانيا لإسرائيلصورة من: dpa

وتظاهر بالقرب من مقر المستشارية الألمانية العشرات من المتظاهرين العرب والألمان بدعوة من حركات السلام الرافضة لبيع السلاح إلى إسرائيل والمنددين بالحصار الإسرائيلي على غزة ومواصلة الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية. كما دعا حاخامات يهود أرثوذكس إلى تجمع احتجاجي ضد الزيارة رافضين تسليح إسرائيل.

وحض سفير إسرائيل الأسبق في ألمانيا آفي بريمور في حديث مع صحيفة "برلينر تسايتونغ" برلين على بذل حركة نشطة لإعادة تحريك علمية السلام في الشرق الأوسط والمبادرة إلى طرح تشكيل قوات أمنية أوروبية في المنطقة لضمان أمن إسرائيل والفلسطينيين مشيرا إلى أن المشكلة الأمنية "هي العائق الأكبر أمام الوصول إلى حل سلمي، ولا يمكن تجاوزها إلا بمساعدة الشركاء الدوليين. ورغم تشديده على مستوى العلاقات الجيدة بين البلدين انتقد السفير الإسرائيلي السابق شيمون شتاين موقف ألمانيا والاتحاد الأوروبي من النزاع القائم مع إيران وطالبهما باتخاذ موقف نوعي متشدد لفرض العقوبات عليها. وعن صفقة الغواصات الألمانية قال شتاين إنه لا ينتظر حسم الموضوع خلال المحادثات الحالية بين الجانبين مؤكدا "حق إسرائيل في رفع قدرة دفاعها في منطقة لم يعد أعداؤها يكتفون بالتسلح بالسلاح التقليدي". وأضاف إن الغواصات "تخدم الدفاع في الدرجة الأولى" مشيرا إلى أهمية تقوية البحرية الإسرائيلية "من أجل حماية الحدود ومكافحة الإرهاب".

الكاتب: اسكندر الديك

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات