1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"موقف كيري من عزل مرسي اعتراف بإرادة الشعب المصري"

حسن زنيند٣ أغسطس ٢٠١٣

في تحول ملفت اعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الجيش المصري كان "يستعيد الديمقراطية" عندما عزل الرئيس محمد مرسي، وهو ما يرى فيه المحلل والناشط السياسي جمال فهمي في الحوار التالي اعترافا بإرادة الشعب المصري

https://p.dw.com/p/19J1I
صورة من: Jacquelyn Martin/AFP/Getty Images

:DWكيف تفسر الموقف الأمريكي الجديد من الوضع المصري، بعدما برر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عزل الرئيس محمد مرسي بقوله إن ملايين المصريين طلبت تدخل الجيش؟

جمال فهمي: هذا اعتراف بالواقع ورضوخا له. تصريح وزير الخارجية الأمريكي يعتبر مع ذلك اعترافا متأخرا. إنها حقيقة حاولوا مقاومة الاعتراف بها لفترة دامت أسابيع، لكني كنت متأكدا، أنهم في النهاية، وبالنظر لحجم بلد شديد الأهمية كمصر، لا يملكون إلا أن ينصاعون للحقائق على الأرض. فقد خرج عشرات الملايين من المصريين إلى الشوارع في مشهد تاريخي، بل دعني أقول، إنه مشهد خرافي. هذه الملايين خرجت لإسقاط جماعة فاشية، صعدت إلى الحكم في سياق لا يمكن وصفه بأنه ديمقراطي.

لما وصلت جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة فعلت، كما الجماعات الفاشية في التاريخ، وعملت على إعادة هندسة الدولة والمجتمع على مقاسها، إضافة إلى فشلها الذريع في إدارة شؤون الدولة، وتوفير أبسط احتياجات الناس، فانهار الوضع الاقتصادي. ففي أقل من 11 شهرا بلغ حجم الديون الخارجية، تقريبا نفس المستوى الذي تراكم خلال عشرات السنين قبل وصولهم إلى السلطة. فقد حاولوا الهيمنة على الدولة وتحويل الانتخابات التي حصلوا فيها على أقل من 52% إلى الانتخابات الأولى والأخيرة.

الإخوان المسلمون ارتكبوا بلا شك أخطاء كثيرة ونجحوا في استعداء الجيش وكل الأطراف السياسية، ولكن هل يبرر ذلك دعما لانقلاب عسكري، هو في نهاية المطاف ضد رئيس انتخب ديمقراطيا؟

أنا لا أعرف الفرق بين التدخل الذي قام به الجيش بعد 25 يناير، بعد خروج الملايين لإسقاط نظام حسني مبارك، وبعد تدخله مرة ثانية بعد خروج ملايين أكثر طالبت بإسقاط محمد مرسي. لماذا الأمر مقبول في الحالة الأولى ومرفوض في الثانية؟

لأن مرسي منتخب ديمقراطيا، ثم إن المصريين خرجوا أيضا خلال الفترة الانتقالية التي تلت سقوط مبارك، وطالبوا بإنهاء حكم العسكر!

كانت مظاهرات للاحتجاج على أخطاء ارتكبها الجيش وهو يحكم، إلا أنها لم تكن مظاهرات ضد وجوده. ثم إن التاريخ أثبت أن صناديق الاقتراع والآليات الديمقراطية استعملت في الماضي الإنساني القريب من قبل قوى فاشية لا تريد أي ديمقراطية على الإطلاق.

Ägypten Proteste von Mursi-Anhängern 31.07.2013
أنصار مرسي يتظاهرون في ميدان رابعة العدويةصورة من: picture-alliance/AP

مشكلة الإخوان أنهم تصوروا أن الزمن لم يتغير وأنهم يستطيعون استعادة هذه المشاهد من التاريخ ويعيدون إنتاجها. أود أن أقول هنا إن الأمريكيين لم يكن بوسعهم تجاهل الحقائق. لقد استثمرت إدارة أوباما في جماعة الإخوان المسلمين وكانت تعتبرها أداة وظيفية لها في المنطقة. إن الأمريكيين اعترفوا اليوم بأن الشعب المصري أسقط جماعة الإخوان.

ولكن هل لديكم ضمانات بأن الجيش سينسحب ويترك السلطة في نهاية المطاف للمدنيين؟

سبب الاطمئنان عندنا هو هذا الوعي المرهف الذي أثبته الشعب المصري، فلا يستطيع أحد أن يتحدى إرادة الشعب المصري في المستقبل في سبيل بناء دولة ديمقراطية ومدنية حقيقية. هذه هي الضمانة الأكبر، فضلا عن تاريخ الجيش المصري الذي يملك موقعا فريدا داخل المجتمع المصري، لا يمكن مقارنته مثلا بالنموذج التركي. فطبيعة المجتمع المصري مختلفة تماما عن النموذج التركي، فالجيش المصري ليس جيشا معزولا عن المجتمع. والضمانة الحقيقية في النهاية هي وعي الشعب المصري.

الإخوان كانوا يعرفون أنه ليس بمقدورهم الذهاب مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع، وهو الطلب الذي أجمعت عليه كل القوى الوطنية في مصر، ولكن كانت لديهم خطة للهيمنة والسيطرة والأخونة. فضلا عن إظهارهم لقدر كبير من عدم الكفاءة في إدارة شؤون الدولة.

وماذا عن الموقف الألماني، وزير الخارجية غيدو فيسترفيله كان أول رئيس دبلوماسية غربي يزور مصر بعد عزل مرسي. هل هناك تميز في الموقف الألماني والأوروبي بشكل عام؟ أم أنه لا يختلف في العمق عن الموقف الأمريكي؟

ليس هناك اختلاف كبير بين الموقفين، فالموقف الألماني موقف مضطرب بنفس درجة اضطراب الموقف الأمريكي للأسف. ونحن نعرف أن أوروبا عملاقة، لكنها تسير في النهاية خلف السياسات الأمريكية. فتصريحات وزير الخارجية الألماني في القاهرة مختلفة إلى حد ما عن تصريحاته في برلين. فقد تحرك على الأرض والتقى بكل القوى السياسية، والتقى بالشباب الذين صنعوا حركة تمرد. لا ننسى أن محمد مرسي نجح بأصوات حوالي 13 مليون، فيما حركة "تمرد" جمعت 23 مليون.

أجرى الحوار: حسن زنيند

جمال فهمي صحافي وكاتب مصري، عضو ناشط في جبهة الإنقاذ، تعرض لمضايقات قضائية خلال فترة حكم محمد مرسي.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد