ميركل متفائلة بانخفاض معدلات البطالة والمعارضة تهاجم سياستها الاقتصادية

عرضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم أمس الأربعاء الانجازات الاقتصادية التي حققها ائتلافها الموسع على مدار العامين الماضين في كلمة لها أمام البرلمان/ بوندستاج، وذلك خلال جلسة لمناقشة الميزانية. وقالت ميركل في تعليقها على انخفاض أعداد العاطلين عن العمل بواقع مليون شخص منذ توليها منصبها في تشرين ثاني/نوفمبر 2005: "إن آثار التحسن الاقتصادي تصل إلى الشعب، فهذه هي رسالة الحكومة الأجمل". كما شددت ميركل في كلمتها على ضرورة القيام بكل ما هو ممكن للعمل على خفض معدلات البطالة التي لا تزال تشير إلى وجود 3.7 مليون شخص عاطل عن العمل وفقا لإحصائيات رسمية.

غير أن البيانات التي أصدرها معهد أبحاث السوق في ألمانيا جي.إف.كيه اليوم لا تتفق مع ما طرحته المستشارة ميركل في كلمتها أمام البرلمان، إذ أظهرت استمرار تراجع ثقة المستهلكين في الاقتصاد الألماني للشهر الرابع على التوالي. وذكر المعهد ومقره مدينة نورنبرج الألمانية أن مؤشر ثقة المستهلكين وصل إلى أدنى مستوى له منذ صيف 2005 بسبب المخاوف من ارتفاع الأسعار. وذكر المعهد أن "تحسن مزاج المستهلكين غير محتمل حتى مع اقتراب موسم عطلة نهاية العام".

الاشتراكيون ماضون في دعمهم لميركل رغم الخلافات

وأكدت ميركل في كلمتها أيضا على أهمية الترابط العضوي بين قضايا حقوق الإنسان والمصالح الاقتصادية، في إشارة منها إلى الخلاف مع الصين إثر استقبال المستشارة للزعيم الروحي للتبت الدلاي لاما. وعلق في هذا السياق بالقول: "السياسة الألمانية سواء الداخلية أو الخارجية منها تقوم على منظومة قيمية يجب أن تبقى محركا لكل أنماط سياساتنا".

وبدوره عبر الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم، وعلى لسان بيتر شتروك، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، عن رغبته في الاستمرار في العمل مع المستشارة على الرغم من وجود بعض الخلافات في عدد من المسائل وأنه لن يسعى للبدء في حملة انتخابية مبكرة تقوض أساس العمل المشترك بين الحزبين.

أحزاب المعارضة تهاجم سياسة ميركل الاقتصادية

وأما أحزاب المعارضة فقد وجهت سهام نقدها لسياسات ميركل وخاصة الاقتصادية والاجتماعية منها، إذ اعتبر جيدو فيسترفيله، رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي، أن برنامج عمل الحكومة الاقتصادي "يفتقد إلى المصداقية". في حين قالت ريناتا كوناست، رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، إن المستشارة ميركل "تقدم صوراً جميلة واحدة تلو الأخرى لإنجازاتها ولكن في نهاية الأمر لا يتعدى ذلك عرضا مسرحيا لا يرقى إلى درجة الإصلاح والتغيير". وأما رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الاشتراكية الديمقراطية، جيروغر غيزي، فقد اعتبر أن ميركل "تخاطب فقط 10 بالمائة من المواطنين عندما تتحدث عن وجود انتعاش اقتصادي". وأضاف أن ألمانيا من خلال السياسات الاقتصادية القائمة الحالية مازالت بعيدة عن "تحقيق مفهوم العدالة الاجتماعية".