1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نقابة الصحفيين العراقيين... تهديد حقيقي لحرية الصحافة

٢٧ نوفمبر ٢٠٠٨

سهيل أحمد بهجت

https://p.dw.com/p/G328

تمثل الصحافة و مكوناتها من تلفزيون و إذاعة و صحافة لبّ الدولة الديمقراطية الحديثة، و إنضاج هذه السلطة الأولى التي تمثل مرآة الشعب لإدراك نفسه و حكومته و واقعه بكل ما فيه من مشاكل و معوقات، هذا النضوج و التطور سينعكس حتما على الدولة و النظام ككل بشكل إيجابي، لكن إن تحولت الصحافة إلى لعبة بأيدي السلطة و الأحزاب – الفاسدة أصلا – فإن الشعب سيبدأ في فقدان إمكانياته في مواجهة الفساد و القمع و التفرد بالسلطة سواء كان هذا التفرد من قبل شخص أو جماعة أو حتى فكرة.

و للأسف يمكنني وصف "نقابة الصحفيين العراقيين" بأنها أحد أكثر الجهات تخريبا و تشويها للصحافة و الديمقراطية و الحرية، فالنقابة و منذ أيام المرحوم شهاب التميمي و إلى الآن في ظل مؤيد اللامي، و النقابة تعمل على تمييع الصحافة كمهنة و إظهارها أو جعلها فعليا طابورا خامسا للسلطة، و كما نعرف فإن العبد لا يمكن أن يفارق طبع العبودية، فهو يستبدل سيدا بآخر و ينتقل من طريقة للارتزاق إلى أخرى، و ما نخشاه حقا هو أن يرسخ هذا الداء في العراق فنعاني من "العقل القديم" حتى بعد التغيير، و هذا الأمر حصل في دول الاتحاد السوفيتي السابق حيث تسلل "الشيوعيون" و أعوان النظام المنهار إلى مؤسسات الدولة المتشكلة حديثا ليكونوا نواة لدكتاتوريات جديدة، و هنا فعلينا نحن العراقيين أن نستغل التنوع الموجود على الأرض العراقية لصالح التغيير الإيجابي و منع المرتزقين السابقين من أن يحكمونا مرة أخرى.

إن زيارة بسيطة إلى موقع نقابة الصحفيين العراقيين و الموقع هو:

www.iraqjs.org

ستمكن كل زائر من اكتشاف نوعية و ماهية الثقافة التي يحملها أرباب هذه النقابة، مع ملاحظة أن الموقع نفسه يظهر حجم الدعم الضخم و المشبوه للنقابة، فالديمقراطية كمصطلح و ممارسة غائبة تماما غياب الموتى عن الحياة و لا كلام عن خروقات السلطة – لا المركزية و لا الأقاليم أو المحافظات – و الإشارة الوحيدة التي يمكننا العثور عليها هنا هو صورة الجندي الأمريكي الذي يفتش صحفيا، و كل البيانات و النشاطات الموجودة تدور في فلك النقابة و رئيسها الذي يريد تكرار تجارب الدول العربية و الإسلامية و حتى تجربة النظام المقبور في جعل الصحفيين مجرد "أدباء" يناقشون الخــــــبر و السياسة من جهة البلاغة اللفظية و النحو و الصرف و ما إلى ذلك من تفاهات الثقافة البائدة، و من هنا يمكن العبور بالصحفيين ليكونوا جزءا من ماكنة الفساد الضخمة التي تتحكم بالأمور، بالتالي فإن من واجبنا الأخلاقي و الوطني و الإنساني مواجهة مخططات هذه النقابة الفاسدة و المعروفة بعلاقاتها مع نقابات لا تؤمن إلا بالطاعة العمياء للحاكم الأوحد و الثقافة الوحيدة و تمجيد التراث.

لو كانت علاقات هذه النقابة مرتبطة بدول عريقة في الديمقراطية و حرية التعبير و التطور مثل أمريكا و بريطانيا و ألمانيا، لكان لنا موقف مختلف تماما، لكن حينما تكون مؤسسة ما كنقابة الصحفيين – و هي كمؤسسة تهدد الحريات الصحفية إن تسلل إليها من لا يؤمن بالحرية – على علاقة قوية بدول كالإمارات و مصر و اليمن و ليبيا و البحرين و غيرها، و هي الدول المعروفة بخرقها لأبسط حقوق الصحفيين بل و اضطهادهم و اعتقالهم و تمويل و دعم المرائين و المتملقين و المنافقين لذوي السلطة و النفوذ، فإننا بالتأكيد نضع ألف علامة استفهام حول هذه النقابة و ممارساتها، و أنها بالتالي لا تملك أي حق في أن تتكلم بالنيابة عن الصحفيين، بل و تحاول أن تخاطب الحكومة و الجهات المسؤولة المحلية و الدولية كناطق رسمي و "وحــــــــــــــيد" للصحافيين، من هنا نطالب الحكومة العراقية و البرلمان في عدم حصر التمثيل للصحفيين بهذه النقابة كون هذا الأمر يشكل تهديدا حقيقيا لحقوق و حريات الصحفيين.

و بالعراقي نقول لهذه النقابة أن تمثيلية – محاولة اغتيال اللامي – لن تنفعكم و بكلمات عراقية نقول:

"روحوا دورولكم على غير شغلة" تسترزقون منها، فترتيب الكلمات و تسفيط الحكي لن ينفع أحدا في أن يظهر نفسه كصحفي، و إذا كانوا نجحوا مؤقتا في خداع بعض أبناء الشعب العراقي الذي بدأ للتو يتعلم من الديمقراطية، فإن هذا لن ينفعهم في المستقبل، و على الصحفيين عمل كل ما يلزم لخلق نقابة جديدة يؤسسها ديـــــــــــــمقراطيون إنسانيون عراقيون حقيقيون يقدسون الصحافة كتجلي للحرية و كرامة الإنسان.

Website: www.sohel-writer.i8.com

Email: sohel_writer72@yahoo.com