هولي: عيد الربيع والألوان في الهند
يعتبر عيد "هولي" من أهم الأعياد في الهند، ويُحتفل بألوانه الزاهية بحلول فصل الربيع في البلاد، وانتصاره على فصل الشتاء. في هذا العيد تكتسي شوارع المدن الهندية بالألوان الزاهية، ويرشق المحتفلون بعضهم بالألوان.
عيد السعادة
يتراشق المحتفلون بعيد "هولي" في الهند بمساحيق ملونة. هذا العيد يعود إلى الأساطير الهندوسية، ويتم الاحتفال به عند اكتمال آخر قمر في شهر فبراير/ شباط أو مارس/ آذار. ويُحتفل بهذا العيد خاصة في شمال الهند وغربها وشرقها. وخلال العام الحالي، سيحل عيد "هولي" في السابع والعشرين من مارس/ آذار.
تقليد عمره مئات السنين
ويرمز عيد "هولي" أيضاً إلى انتصار الحق على الباطل، وفي المساء الذي يسبق العيد، اعتاد الناس على إيقاد نيران كبيرة ترمز إلى القوة القادرة على تدمير القوى الشيطانية والهدامة. لكن هذا التقليد يلقى انتقادات واسعة من قبل حماة البيئة في الهند.
اختلافات محلية
في منطقة برسانا بولاية أوتار بارديش، يتم استخدام عصي إضافة إلى الألوان. ويقوم الرجال بتأدية أغان لعوبة، بينما تحاول النساء المحتجبات جزئياً ضرب الرجال بشكل رمزي باستخدام العصي.
"هولي كريشنا"
أما في منطقة ماتورا في شمال الهند، والتي نزل فيها الإله كريشنا إلى العالم بحسب الأساطير الهندوسية، فيستمر عيد "هولي" 16 يوماً. وفي البداية تقام صلاة تسمى "بوجا"، وبعدها يتراشق المحتفلون بالمساحيق الملونة ويغنون أغان تكرم كريشنا وعشيقته رادا.
الكل يحتفل بعيد الألوان
وبغض النظر عن العمر أو الجنس، فإن هذا العيد للجميع. وفيه يزور الناس أصدقاءهم أو أقاربهم، ويرمون الألوان أو يدهنون بعضهم البعض بها، كما توضح هذه الصورة. وبعد ذلك، يشرب الجميع الشاي أو، كما هي العادة في العديد من مناطق البلاد، مشروباً مخدراً من أوراق وأزهار نبتة الحشيش، مخلوطاً بالحليب. ويسمى هذا المشروب "بهانغ".
أغان وشتائم شعبية!
في شمال الهند، وخاصة في مقاطعة كوماون، يغني المحتفلون أغان شعبية على أنغام طبلة هندية تسمى "دول". ويرتدي الرجال والنساء أزياء تقليدية ملونة خاصة بهذا العيد. كما يوجد تقليد فريد من نوعه موجود حتى اليوم في ولاية راجستان، وهو السماح بإطلاق السباب والشتائم المقرعة خلال هذا العيد.
سر الألوان
وبالإضافة إلى الأزياء الملونة، تُستخدم المساحيق الملونة المصنوعة من النباتات والأزهار والجذور المختلفة للنباتات. ويتم أحياناً استخدام هذه المساحيق في "قنابل" مصنوعة من بالونات صغيرة مملوءة بالمساحيق والماء، وهي محبوبة بشكل خاص لدى الأطفال. وحالياً يتم تصنيع معظم هذه المساحيق الملونة من مواد كيميائية، ولذلك باتت هناك بشكل متزايد حالات من الحساسية والتهابات الجلد في أيام العيد.
البلاستيك بدل الذهب والفضة
جرت العادة على أن تُحفظ المساحيق الملونة في أوعية مصنوعة من الذهب أو الفضة أو النحاس. لكن اليوم يجد المرء الأسواق مملوءة بأوعية ومسدسات مائية مصنوعة من البلاستيك، وهي مادة لا تتميز بمقاومتها العالية للألوان وحسب، بل وسعرها أرخص بكثير.
احتفالات "هولي" خارج الهند
لا يقتصر الاحتفال بعيد "هولي" في الهند فقط. فالجاليات الهندية التي تعيش في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا، مثلاً، لا تترك هذه المناسبة تمر دون الاحتفال بها. وفي ألمانيا يتم تنظيم احتفالات بهذا العيد في عدد من المدن الكبرى، ويجذب إليه عدداً كبيراً من الشباب بالخصوص.