وزير الداخلية الألماني يرفض انتقادات ساسة بلاده لأردوغان
١٥ فبراير ٢٠٠٨انتقد وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شويبله تصريحات الساسة الألمان، الذين طالبوا بوضع نهاية لمفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بسبب الكلمة، التي وجهها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للأتراك في ألمانيا خلال زيارته الأخيرة للبلاد.
وقوبلت كلمة أردوغان التي ألقاها في مدينة كولونيا الألمانية، وحذر فيها مواطنيه الذين يعيشون في ألمانيا من "الانصهار التام" في المجتمع، بانتقادات حادة من قبل بعض الساسة الألمان خاصة في صفوف الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الذي يشكل مع الحزب المسيحي الديمقراطي ما يعرف بالتحالف المسيحي الديمقراطي.
الاقتناع بمبادئ الديمقراطية الحرة
وقال شويبله، الذي ينتمي للحزب المسيحي الديمقراطي، برئاسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في تصريحات نشرتها صحيفة "زود وديتشه تسايتونغ" اليوم الجمعة (15 شباط/ فبراير 2008) إن كلمة أردوغان أمام المهاجرين الأتراك في ألمانيا تتوافق مع "انفتاح ديمقراطيتنا". ورفض الوزير الألماني في الوقت نفسه الاتهامات التي وجهت لأردوغان ووصفه بالتشدد، قائلا: "انطباعي هو أن أردوغان مقتنع تماما بمبادئ الديمقراطية الحرة". كما أشاد الوزير الألماني بدور أردوغان في تجاوز تداعيات حادث الحريق في مدينة لودفيغسهافن، الذي راح ضحيته تسعة من الأتراك. فبعد أن تحدثت تقارير صحفية تركية عن احتمال وجود دوافع عنصرية وراء الحادث، دعا أردوغان مواطنيه المقيمين في ألمانيا إلى الوثوق بالسلطات الألمانية وانتظار نتائج التحقيقات.
اتهامات بنشر القومية التركية في ألمانيا
وكان أردوغان طالب أيضا خلال زيارته بإنشاء مدارس وجامعات تركية في ألمانيا، الأمر الذي قوبل بعدم تأييد حتى من قبل المستشارة ميركل نفسها، التي شددت على أهمية إجادة الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا للغة الألمانية، حتى لا تفوتهم الفرص المتاحة في المجتمع.
وفي السياق نفسه اتهم بعض الساسة الألمان أردوغان بمحاولة نشر "القومية التركية" على الأراضي الألمانية وخلق مجتمعات موازية داخل المجتمع الألماني. ورداً على تلك الانتقادات قال الوزير الألماني: "إنها ليست المرة الأولى التي يطلب فيها أردوغان من مواطنيه تعلم اللغة الألمانية. إنه لا يعمل ضدنا، لأنه لم يكن يقصد سوى أن المرء ليس مجبراً على التخلي عن هويته وثقافته".