1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وما يزال البحث جاريا عن "رجل الدبابة"...

٢ يونيو ٢٠١٤

في الخامس من يونيو ستحل ذكرى "رجل الدبابة" الصيني الذي اكتسب شهرة عالمية خلال أحداث تيان انمين على الرغم من أنه بقي مجهولا، إلا أنه يجسد رمزا عالميا لعدم اللجوء إلى العنف أمام القمع المسلح.

https://p.dw.com/p/1CAhr
صورة من: Jeff Widener/AP

صورة "رجل الدبابة" هي صورة رمزية من صور القرن العشرين، وصورة تاريخية لا تنسى ما زالت تنسخ وتوزع وتستخدم وتحول لعدة أغراض رغم الرقابة الصارمة التي يفرضها النظام الشيوعي الصيني. وتجرأ ذلك الرجل في الخامس من حزيران/يونيو 1989 قبيل الظهر وغداة سحق ربيع بكين بشكل دام، على أن يوقف زحف رتل طويل من دبابات جيش التحرير الشعبي.

وكان وحيدا يرتدي قميصا أبيض وسروالا داكنا يمسك بكيسين في كل يد، وانتصب واقفا وسط شارع السلام الأبدي الموازي لساحة تيان انمين التي طرد منها طلاب كانوا يحلمون بالديمقراطية. وحاولت دبابة الطليعة مرارا الالتفاف على المتظاهر لكنه عاد كل مرة وانتصب أمامها حتى أن "رجل الدبابة" فتح حوارا غريبا مع سائقها قبل أن يزيحه من مكانه مجهولون، ربما من المارة أو من شرطيين بالزي المدني.

وببروزه لبضع دقائق بشجاعة في عاصمة حاصرها الجنود، تحول "المتمرد المجهول" إلى أسطورة لا تنسى، عززها اختفاؤه على الأرجح بين أيدي قوات الأمن. وقال المنشق المشهور هو جيا أن "ما فعله يرمز إلى أفكار شباب تلك الفترة". وسرت كل الفرضيات حول مصير "رجل تيان انمين" فقال بعضهم أن اسمه وانغ ويلين لكن ذلك لم يتأكد.

من جانبها لزمت السلطات الصمت الأبدي، وبعد سنة على تلك الوقائع أخرجت الصحافية المشهورة في التلفزيون الأميركي باربرا وولترز فجأة صورة "رجل الدبابة" خلال مقابلة مع جيانغ زيمين، الرجل الثاني في الصين. وسألته "ما الذي وقع لهذا الشاب؟" فحاول جيانغ المراوغة مشيرا إلى أن الدبابة لم تدهسه ثم أكد أنه لا يعرف مصيره.

وقد التقط تلك الصورة المصور في وكالة اسوشيتد برس جف ويدنر من شرفة فندق بكين. لكن رغم أنه لم يكن الشاهد الوحيد الذي رسم صورة "رجل الدبابة" على الشريط، كانت صورته هي التي حازت المجد ونشرت في العالم أجمع باستثناء الصين، واختارتها أميركا اون لاين واحدة من أشهر عشر صور في التاريخ.

ومنذ 25 سنة استخدمت الصورة مرات عدة من طرف منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان ومختلف أصناف المحتجين. وألهم ذلك الرمز فنانين من كل القارات واستعمل في الصناعة الدعائية ناهيك عن رسامي الكاريكاتير وحتى في مسلسل "سيمسون" التلفزيوني الذي أعاد المشهد مستخدما سيارات أجرة من نيويورك بدلا من الدبابات.

غير أن هذه الصورة تظل غير معروفة في الصين الخاضعة لرقابة شديدة، إذ أن "هو جيا" لم يكتشفها إلا بعد سنوات من رواجها في العالم أجمع. وقال "في فترة كان قليل من الناس يملكون أجهزة تصوير، هذه الصورة لا تقدر بثمن". ويضيف هو جيا تقريبا نفس الشيء "ربما قتل رجل الدبابة أو زج به في السجن أو هرب إلى الخارج، لكن لا يهم ذلك في الحقيقة لأنني أظن أننا كلنا رجل الدبابة، ومن هذا المنظور، سيعيش إلى الأبد".

ر.ن/طأ (أ.ف.ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد