التسامح

إذا كان الناس يريدون أن يعيشوا معا بسلام، فإن التسامح يعد هنا الشرط الأكثر أهمية، فهو يمثل الأساس لمجتمع عادل، حيث يستطيع كل فرد أن يعيش حياته كما يريد.

التسامح من أهم الشروط  التي يجب تحققها لنعيش معا في سلام. التسامح يعني قبول الآخرين كما هم بآرائهم وميولهم، حتى لو كانوا يعيشون بطريقة يعتقد المرء مجانبتها للصواب. ويعني التسامح أيضا ألا يضع المرء وجهة نظره الخاصة فوق وجهات النظر الأخرى، حتى إذا كان يعتقد أنه على حق. المتسامحون يبرهنون على قوتهم من خلال تقبلهم للآراء ووجهات النظر المختلفة.


تحقيق الحرية عبر التسامح

التسامح لا يمهد الطريق للتعايش السلمي فحسب، وإنما له ميزة أخرى، وهي أنه يُمكن المرء من تطوير شخصيته، عبر التعرف على وسائل التفكير المختلفة. فكلما توسعت معرفة الإنسان حول الأفكار والآراء المختلفة في هذا العالم، كلما ساهم ذلك في تمكننا من فهم العالم بشكل أفضل.
ولعل أفضل هدية يمكن تقديمها للأطفال، هو تعليمهم التسامح، إذ ينبغي ألا يترعرع الأطفال وهم يشعرون بالكراهية والاحتقار تجاه الآخرين. فالأطفال الذين يكبرون وهم يحملون الحقد والحسد في نفوسهم، سيصبحون مستقبلاً أناساً تعساء. وكذلك الأطفال الذين يُجبرون على تبني آراء معينة، فلن يكونوا  أشخاصاً مستقلين وأحراراً عندما يكبرون. وفي المقابل، عندما يُمنح الأطفال الحب ويعيشون في جو من التسامح، فإن هذه التجربة تطبع حياتهم في المستقبل ليعيشوا حياتهم بسلام وانسجام.

 

الفضول للتعرف على الأفكار الجديدة
يلعب التسامح دورا كبيراً في المجتمع الألماني. وبالرغم من وجود أناس على سبيل المثال، لا يتعاملون بتسامح مع المهاجرين، إلا أن غالبية الألمان تتعامل بانفتاح وتسامح مع الناس من الثقافات الأخرى، وهي تتقبل أيضاً التقاليد والعادات المختلفة، طالما أنها لا تخالف القوانين الألمانية.
في معظم الحالات يكون عدم التسامح هو نتيجة الجهل والمخاوف من المجهول.  ولكن ماذا يساعد؟ إنه الفضول والرغبة في التعرف على عوالم جديدة،فضلا عن  الآراء والأفكار. من خلال معرفة الغريب عنك، تفقد الخوف منه. وهذا يسري على الألمان الذين لديهم الكثير من التواصل مع الناس من جميع أنحاء العالم. مثل هذا الأمر يساعد أيضا القادمين الجدد إلى ألمانيا ولديهم اتصالات كثيرة مع الألمان. هذا التعرف وذلك التسامح يجعل الأطراف تفقد الخوف من بعضها البعض وتتقبل طريقة وأسلوب حياة الآخرين.
 

قبول قيم الآخرين

ليس من السهل أن يكون الشخص متسامحا. وبالرغم من أن التسامح لا يعني تخلي المرء عن القناعات والقيم الخاصة التي يؤمن بها، إلا أنه من المفيد أن يعيد الإنسان التفكير في قيمه الخاصة من زاوية مختلفة من وقت لآخر. ويجب أن يكون من الواضح أن الآخرين لديهم أيضاً  القيم والآراء، ويجب القبول بها، بنفس القدر الذي نطالب فيه الآخر بالقبول بنا وبقيمنا. ليس هناك بديل للتسامح، إذا كان المرء يرغب في العيش بسلام.