1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شبح التطرف يخيم على الأحياء الفقيرة في برمنغهام

٢٤ مارس ٢٠١٧

بعد الهجوم الإرهابي في وستمنستر تقوم الشرطة أيضا بتحقيقات في برمنغهام. هناك في الأحياء الأكثر فقراً نجد غالبية السكان من المسلمين الذين يخشون الآن اتهامات عشوائية موجهة لهم بالتطرف. أي انقسامات ومشاكل تهيمن على برمنغهام؟

https://p.dw.com/p/2ZsjW
Großbritannien Birmingham Razzia nach Terroranschlag in London
صورة من: Reuters/E. Keogh

قبل منتصف الليل الذي أعقب الهجوم الإرهابي في حي البرلمان بلندن اقتحم رجال شرطة مسلحون قُبيل منتصف الليل شقة وألقوا القبض على ثلاثة أشخاص. إنها مداهمة من بين ستة نُفذت في لندن وبرمنغهام بعدما قام إسلامي مشتبه به بعد الظهر في العاصمة البريطانية بقتل ثلاثة أشخاص وجرح نحو 40 آخرين.

وتبعد برمنغهام نحو 200 كلم شمال العاصمة، وقد ورد اسم ثاني أكبر مدينة لأسباب مشبوهة في عناوين الصحافة: ففي سبتمبر/ أيلول 2015 تسببت القناة الأمريكية فوكس نيوز في موجة غضب عندما أعلنت برمنغهام كمنطقة محظورة على المسلمين. وسبق لسكان برمنغهام أن دافعوا عن أنفسهم لرد هذا النوع من الاتهامات: "في كل مرة عندما أسمع بعمل إرهابي أقول في نفسي: آمل أن لا يكون المتورط مسلماً أو باكستانياً ولا ينحدر من برمنغهام"، يقول فرحان من حي سمول هيث في برمنغهام. "نخشى جميعاً من ردود الفعل".

وتعيد ليلة الاعتداء في وستمنستر إلى الأذهان عام 2005، فبعد أسبوعين من السابع من يوليو/ تموز عندما فجر أربعة أشخاص في غضون ساعة قنابل في قطارات الأنفاق وحافلات في لندن، ألقي القبض على أحد الإرهابيين في مخبئه في حي سمول هيث.

انقسام عميق

تحتضن برمنغهام فئات واسعة من مجموعات عرقية ودينية مختلفة. وتفصل هذه المجموعات حواجز عميقة. أحدها لا يقع بعيداً عن وسط المدينة الذي تم ترميمه مجدداً بمبانيه الإدارية الجديدة ومتاجر التسوق. وبعد المشي بعض الأمتار في شارع آلوم روك تظهر المحلات العربية مثل المكتبات وبائعي الخضر الباكستانيين ومحلات اللحم الحلال. وكيفما كانت هذه المناطق السكنية وسط المدينة تعج بالحركة، فإنها تعكس أيضا مظاهر الحاجة الاقتصادية.

وكشف الإحصاء الشعبي في 2011 أن 21.8 في المائة من سكان برمنغهام مسلمون. وقد ارتفعت نسبتهم مع كل إحصاء، وهي تتجاوز بوضوح المتوسط الوطني في حدود 4.8 في المائة.

Mahnwache nach Anschlag in London
صورة من: picture-alliance/empics/PA Wire/L. Hurley

وينحدر 13.5 في المائة من مجموع سكان برمنغهام من باكستان، والكثير منهم من منطقتي أساد جامو وكشمير وكذلك شمال البنجاب. وفي الوقت الذي تتوزع فيه مجموعات عرقية أخرى على مناطق مختلفة في المدينة، تعيش غالبيتهم في أحياء فقيرة وسط المدينة بجانب أشخاص منحدرين من الصومال وكوسوفو والشرق الأوسط.

وجاءت موجة الهجرة الأولى للباكستانيين إلى برمنغهام عندما كانت مركزاً صناعياً. لكن مع تراجع النشاط الصناعي فقدوا مثل الآخرين مواطن عملهم. ولم ينالوا قسطهم من الانتعاش الاقتصادي من خلال توسع قطاعي الخدمات والتجارة لتكون البطالة متفشية في أوساط المسلمين في برمنغهام ثلاث مرات أكثر من غير المسلمين.

أرض خصبة

وتُعد التركيبة بين الفقر والالتزام الديني أرضاً خصبة للتطرف. وتحاول عدة مجموعات متطرفة هنا تجنيد أنصار له بين المهاجرين مثل المقبوض عليه حالياً أنجيم شوداري.

والآباء في هذه المناطق يعبرون عن خشيتهم من الخطر المزدوج بسبب الإسلاميين والعصابات الإجرامية. إضافة إلى حالة الإحباط من الظهور كمجموعة مشتبه بها رغم أن غالبية المسلمين في برمنغهام تعيش في سلم وتحترم القانون.

وتقول شبانا محمود التي تمثل دائرة ليدي وود داخل البرلمان في لندن:"هناك فرق شاسع بين المحافظة الدينية والتطرف". وأضافت: "السياسيون يبحثون عن صيغة سهلة للتعرف على متطرفين محتملين والعمل ضد ذلك. هذا مخيف. هنا يتم تصنيف العلاقة الخاصة لكل شخص مع ربه. وهذا ليس له علاقة بأي ايدولوجيا سياسية".

وفي 2010 نصبت الشرطة في حيي ووش وود وسبارك بروك كاميرات مراقبة بتكلفة نحو 3.5 مليون يورو ممولة من ميزانية مكافحة الإرهاب الحكومية. ورأى منتقدون في ذلك شبهة عشوائية وبعد احتجاجات طويلة تم إبعاد تلك الكاميرات في 2011 .

خبير الشؤون الإجرامية عمران أوان من جامعة برمنغهام يقول: "المسلمون يتم تصنيفهم في جميع أنحاء البلاد كمجموعة مشتبه بها، ولذلك فإن كل ما يتصل بمكافحة الإرهاب يقلق الناس في هذه المناطق".

سميرة شيكل/ م.أ.م

بعد هجوم لندن الأضواء تسلط على برمنغهام

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد