ألمانيا تساهم في تحسين الخدمات البحرية في الأردن ودول المنطقة

تضم المنطقة الاقتصادية للعقبة مشاريع مينائية وبحرية واقتصادية ضخمة. وتتركز المساهمة الألمانية فيها بالخصوص على تزويد محركات الديزل المرتبطة بقطاع توليد الطاقة الكهربائية وتسيير السفن والبواخر وذلك من خلال شركة (مان ديزل آند تيربو) "MAN Diesel& Turbo" التي فتحت لها أخيرا  فرعا في مدينة العقبة الأردنية المطلة على البحر الاحمر تحت اسم شركة (مان ديزل آند تيربو الأردن) "MAN Diesel& Turbo Jordan“.

ويقول  المدير التنفيذي للشركة إبراهيم الخطيب إن الشركة كانت تعتمد في السابق على شبكة من الوكلاء العاملين في مختلف أنحاء العالم ولكنها نهجت في الفترة الأخيرة استراتيجية التوسع وفتحت أكثر من 100 فرع لها حول العالم. وكان آخرها فرع منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة. ويشير إلى أن سبب اختيار هذه المنطقة يعود إلى الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي إضافة إلى وجود حوافز للمستثمرين تمكنهم من التملك إلى جانب انخفاض ضريبة الدخل وتوفر الأيدي العاملة المحلية وتسهيل إجراءات استقدام الخبراء والأيدي العاملة من الخارج.#bbib#

"ثقة بسمعة التكنولوجيا الألمانية"

بداية كان من المفترض أن يغطي هذا الفرع الأردن فقط لكنه توسع  ليشمل الآن لبنان ومن المقرر أن يغطي دولا أخرى في مجال الخدمات البحرية على المستوى الإقليمي.

ويوضح المدير التنفيذي لشركة (مان ديزل آند تيربو) أن الأردن والدول المجاورة تفتقر لهذا النوع من الخدمة المتخصصة بمعايير شركة عالمية مثل شركة مان ديزل النشطة منذ 250 عاما، وهي من أكبر الشركات المحترمة في السوق الألمانية حيث إنها تعكس الثقة بسمعة التكنولوجيا الألمانية "فكثيرا من طلبات الشراء وعقود العمل والصيانة تم توقيعها اعتمادا على المكانة المحترمة للشركة ومستوى الخدمة المقدمة " وعبر هذه الشركة سيتم  نقل الخبرات الألمانية إلى الأردن كما سيتم عقد دورات تدريبية في ألمانيا والدنمارك.

ويؤكد الخطيب وجود خطة استثمارية للشركة في الأردن على مدى 3 سنوات، السنة الأولى تتعلق بإنشاء مكاتب تضم خدمات مهندسين للصيانة وفي السنة الثانية سيتم إقامة ورشات تتضمن أعمال الصيانة على مستوى معين وفي السنة الثالثة سيتم إقامة ورشات ميكانيكية شاملة لكافة أعمال الصيانة ومختلف التطبيقات الصناعية.

"مان ديزل" تستثمر في العقبة

وتعد شركة (مان ديزل) مشاريع استثمارية في المدينة الصناعية الدولية  للعقبة ويقول الرئيس التنفيذي للمدينة شيلدون فينك إن الانطلاق الفعلي كان منذ عام 2006 وقد تم ذلك من خلال استثمارات محلية أردنية قبل استقطاب استثمارات من دول مثل العراق وتركيا. ومنذ انطلاق المدينة باتجاه العالمية بدأت "استثمارات ألمانية و برازيلية وروسية وكندية وهناك رغبة لاستقطاب مزيد من الاستثمارات العالمية".

ويقول فينك إن (مان ديزل) بالإضافة لكونها تحمل اسما مميزا ومعروفا في العالم يمكن الاعتماد عليها  للوصول الى مزيد من النجاحات عبر استثمارات أخرى من ألمانيا ترتبط بالتطوير الصناعي بشكل عام "فالتطور يقاس بالسنوات وليس بالأشهر"، كما يضيف المتحدث.

ويؤكد الرئيس التنفيذي لمدينة العقبة الصناعية الدولية  أن المدينة تنتظر قرارا من (مان ديزل) لتوسيع استثماراتها " فعندما تشارك الآخرين في قصة نجاح فهذا يشدهم إلى أن يأتوا ويروا ماذا يحدث في المنطقة" وهذا ما تخطط له المدينة.

"نقل المعرفة والخبرات إلى العمالة الأردنية"

ويضيف شيلدون فينك أنه بوجود مثل هذه الشركات العالمية الألمانية والبرازيلية والكندية والروسية يتحقق نقل المعرفة والخبرات إلى العمالة الأردنية و"على سبيل المثال يوجد مستثمر كندي بصدد نقل بعض المعدات التي تعمل بتكنولوجيا الليزر ليتم إدارتها من قبل مجموعة من العمالة المحلية الأردنية بعد تدريبهم على استخدامها".

ويضيف أن المدينة متخصصة في الصناعات المعدنية والهندسية ومن الأمثلة على ذلك وجود مصنع للمعدات والقطع الخاصة بمحطات توليد الكهرباء وكذلك وجود مصنعين لتصفيح السيارات بالإضافة إلى الخدمات التي تقدمها شركة (مان ديزل) تقليديا  كما أن هناك مصانع تعمل في قطاع الخدمات اللوجستية  وصناعة البلاط والسيراميك والصناعات الغذائية وغيرها.

فرص عمل بالمئات

ويؤكد فينك أن المدينة تسعى خلال عام 2013 إلى الاهتمام بصناعات صديقة للبيئة حيث "تم توقيع اتفاقية حول إعادة تدوير بعض النفايات إلى ديزل حيوي".

وينعكس هذا التطور ايجابيا على المجتمع المحلي في العقبة فقد وفرت المدينة الصناعية حتى الآن ، حسب شيلدون فينك، 900 فرصة عمل "أكثر من 60 بالمائة منهم عمالة أردنية" وهي تحاول الرفع من عدد هذه الفرص إلى ما يقارب 3 آلاف فرصة، هذا بالإضافة إلى العمالة الموسمية في الميناء ووسائل النقل والشحن "فهذه كلها فرص عمل إضافية تم تحقيقها من خلال الاستثمارات الموجودة في المدينة الصناعية الدولية للعقبة ".