1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا تسعى إلى إقامة مزارع الرياح البحرية لمواجهة أزمة إمدادات الطاقة

دويتشه فيله + د.ب.أ (س.ك)١٥ يوليو ٢٠٠٨

في ظل الارتفاع المستمر في أسعار النفط والغاز،تسعى ألمانيا إلى إقامة 30 مزرعة طاقة رياح قبالة السواحل الألمانية لتوليد الكهرباء، لكن المشروع يواجه الكثير من العقبات كما أن أثره البيئي والصحي مازال مثيراً للجدل.

https://p.dw.com/p/Ecv6
طاقة الرياح أمل المستقبلصورة من: Statoil-Hydro/presse

­ يبدو أن الارتفاع المستمر في أسعار النفط والغاز سوف يجبر أغلب دول العالم على إعادة حساباتها وترتيب أولوياتها من جديد بالنسبة لمشروعات الطاقة، بحثا عن مصادر أقل عرضة لتقلبات السوق في المستقبل. وربما لهذا السبب أعدت ألمانيا خططا طموحة لبناء مزارع رياح عملاقة داخل مياه بحر البلطيق وبحر الشمال، لتحويل الرياح إلى طاقة كهربائية تغطي نحو 15% من احتياجاتها من الكهرباء بحلول عام 2030 .


والمعروف أن ألمانيا من الدول الرائدة في مجال طاقة الرياح على مستوى العالم، حيث تنتج بالفعل مزارع طاقة الرياح في ألمانيا حوالي 23 ميجاوات تغطي حوالي 7% من احتياجاتها من الكهرباء ككل. كان فولفجانج تيفنزيه وزير النقل والتشييد والشؤون الحضرية في الحكومة الألمانية قد أعد مؤخرا هذه الخطة الطموحة لاستغلال طاقة الرياح من خلال إقامة 30 مزرعة طاقة رياح قبالة السواحل الألمانية. وقد تمت مراعاة الاعتبارات البيئية في اختيار مواقع هذه المزارع، بحيث لا تعوق طرق هجرة الطيور فوق بحري البلطيق والشمال إلى جانب الحفاظ على المنظر الجمالي للسواحل.


خطة طموحة وخبرة محدودة


Gaspreise Ein Gaszaehler zeigt am Montag, 9. Juni 2008, die aktuelle Verbrauchszahl eines Haushalts in Bremen. Vor einer Abkoppelung der Erdgaspreise vom Öl warnt das Hamburgische Weltwirtschaftsin
الارتفاع المستمر لأسعار الطاقة يدفع الدول للبحث عن حلول بديلةصورة من: AP

لكن أولف جيردر، المتحدث باسم اتحاد طاقة الرياح الألماني قال في هذا الإطار: "نحن ندعم الخطط الجديدة، لكننا لن نشارك في هذه الخطة الحماسية". جيردر اعترف بوجود مجموعة كبيرة من العقبات التقنية، التي تواجه تركيب توربينات رياح في البحر على بعد 40 كيلومتر من الشاطئ، مؤكداً أنهم لا يملكون الخبرة في هذا المجال.


ورغم أن الدنمارك وهولندا وبريطانيا أقامت محطات رياح قريبة من الشواطئ، فإنه لا توجد دولة ولا جهة تمتلك الخبرات التراكمية الكافية لإقامة مثل هذه المحطات داخل مياه البحر وعلى بعد يصل إلى 40 كيلومتر من الشاطئ. وذكر جيردر أن تكلفة بناء محطة كهرباء تعمل بطاقة الرياح بطاقة ميجاوات واحد على الأرض تصل إلى مليون يورو (1.6 مليون دولار). في حين هذه التكلفة يمكن أن تتضاعف مرة أو مرتين في حالة إقامتها على بعد 40 كيلومتر من الشاطئ. ورغم ذلك توقع جيردر أن تمتلك ألمانيا محطات طاقة رياح في البحر، تنتج 10 آلاف ميجاوات بحلول عام 2020، في حين ستصل الطاقة الإنتاجية لمحطات طاقة الرياح على الأراضي الألمانية إلى 45 ألف ميجاوات. يستند اتحاد طاقة الرياح في تقديراته إلى افتراض عمل محطات الرياح الأرضية على مدار 2500 ساعة سنويا في حين يصل عدد ساعات عمل المحطات البحرية إلى 3500 ساعة سنويا بفضل توافر الرياح بدرجة أكبر.


حوافز استثمارية لمشروعات الطاقة المتجددة


Deutschland Marburg Klima Energie Solarenergie wird Pflicht
دعم الطاقات المتجددةصورة من: AP

يذكر أن القوانين الألمانية تمنح مشروعات الطاقة المتجددة حوافز استثمارية سخية حيث ستحصل محطات طاقة الرياح البحرية على دعم حكومي قدره 15 سنت أوروبي لكل كيلووات ساعة تنتجها مقابل 9.2 سنت لكل كيلووات ساعة من المحطات الأرضية. في الوقت نفسه فإن البعد البيئي لمثل هذه المشروعات مازال مثيرا للجدل. مثل هل ستؤثر المراوح العملاقة التي سيتم تثبيتها في عمق البحر على الطيور البحرية ؟ وإلى أي مدى ستؤثر عمليات بناء هذه المحطات داخل البحار على البيئة؟ وهل ستكون هناك تأثيرات كهرومغناطيسية صادرة عن الكبلات البحرية التي ستحمل الكهرباء من التوربينات إلى اليابسة؟


وقد بدأت منظمة الصحة العالمية إجراء دراسة عن المجال الكهرومغناطيسي. وتقول إحدى وثائق منظمة الصحة العالمية إن بعض الخبراء يرون أن المجال الكهرومغناطيسي للكبلات الكهربائية تحت سطح البحر يمكن أن يؤثر على القدرات الملاحية للكائنات البحرية القريبة من هذه الكابلات. وقال أندريه بروهيلنج المتحدث باسم قطاع الطاقة في فرع منظمة جرين بيس البيئية بألمانيا إن المستهلكين في ألمانيا سوف يتشككون سريعا في فوائد طاقة الرياح البحرية عندما يرون التأثيرات السلبية لهذا المشروع على الحياة البحرية. ورغم تأكيد المسئولين الحكوميين أهمية هذا المشروع بالنسبة لألمانيا على المدى الطويل فإن هناك الكثير من الشكوك التي تحيط به ولا يبقى سوى الانتظار لنرى إلى أين يتجه مستقبل الطاقة في ألمانيا والعالم.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد