1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ألمانيا - متقاعدون متطوعون في خدمة اللاجئين

مناسي غوبلاكريشنان، م.أ.م٢٢ أغسطس ٢٠١٦

يقدم مئات الآلاف من المتطوعين في ألمانيا يد المساعدة للاجئين الفارين من بؤر الحروب والتوترات لتجاوز العقبات الأولى في بناء حياة جديدة. التقرير التالي يلقي الضوء على تجربة أكاديمي متقاعد ينشط في مساعدة سوريين منذ عامين.

https://p.dw.com/p/1Jmqb
Wedig von Heyden und sein Schützling Nidal Rashow
صورة من: DW/M.Gopalakrishnan

فيديش فون هايدن شغل سابقا منصب الأمين العام للمجلس الألماني للعلوم بمنظقة بون. لدى زيارتي له في منزله، سأل فون هايدن:"هل يمكن لي أن أقدم لك بعض الشاي"، وهو يصعد سلما إلى غرفة في أعلى بيته. فون هايدن وُلد في هامبورغ شمال ألمانيا، وعمل طوال 45 عاما في قطاعات سياسة التعليم العالي والعلوم، واشتغل أيضا في وزارة العلوم بمدينة بون.

استعداد لتقديم الدعم

بعد سنوات على بداية تقاعده عام 2008 سمع فون هايدن عن اللاجئين الذين يعبرون البحر المتوسط للمجيء إلى ألمانيا، ويتذكر قائلا: "فكرت أنه يمكن لشخص مثلي، يتوفر على الوقت الكافي ويعيش في ظروف جيدة أن يقوم بعمل تطوعي وهو أمر مهم ومعقول".

Wedig von Heyden ehemaliger Jurist
المتطوع فيديش فون هايدن - مساعدات في تجاوز المتاهات البيروقراطيةصورة من: DW/M.Gopalakrishnan

اتصل فون هايدن بعدها بمنظمة الإغاثة الكاثوليكية كاريتاس. ويضيف قائلا: "ظنوا بداية أنني رجل عجوز- ولكن الأمور تمت بخير- وسألوني هل بمقدوري تولي رعاية شاب سوري قدم لتوه آنذاك إلى ألمانيا. وهذه الرعاية هي ما أقوم با منذ سنتين".

لا توجد أرقام رسمية حول العدد الحقيقي للمتطوعين في ألمانيا الذين يساعدون اللاجئين، إلا أن دراسة لمؤسسة برتلسمان تفيد أن عددهم قد يترواح بين 500 ألف ومليون شخص. وتقول الدراسة إن المتقاعدين يلعبون دورا متزايدا في مساعدة اللاجئين. وهناك عدد كبير من الأكاديميين المتقاعدين الذين يعلمون لفائدة اللاجئين. وغالبا ما يتصل أفراد هذه الشريحة مباشرة بمؤسسات مساعدة اللاجئين، بحثا عن روابط اتصال بعائلات مهاجرة.

آمال وتحديات

الشاب السوري نضال رشوف الذي حظي برعاية فون هايدن حقق ما يحلم به الكثير من اللاجئين. فالشاب البالغ من العمر 30 عاما حصل على وظيفة بحصة جزئية في أحد دور الشباب بمدينة بون وهو يدرس في شعبة العمل الاجتماعي، وأمله هو الحصول على مهنة ذات دخل أفضل. فون هايدن ساعد اللاجئ نضال في تجاوز المتاهات البيروقراطية بألمانيا وبالتالي الحصول على عمل وتعلم الألمانية ومواصلة التكوين المهني.

في غضون ذلك استمر فون هايدن المتقاعد يهتم بشؤون نحو 20 سوريا. ويقول: "أتولى رعايتهم بشكل أو آخر، بالطبع ليس بشكل شامل مثل نضال، ففي الغالب يتعلق الأمر بزيارة الطبيب أو البحث عن سكن". ويشير المتقاعد فون هايدن إلى أنه لم تعترضه أبدا مشاكل، وأنه يذكر فقط اللاجئين بتجديد لقاحاتهم. وقد يكون نجاحه مرتبطا بعمره، لأنه قلما يواجه مشاكل، ويقول بأن الناس المتقدمين في السن يلقون الاحترام، كما أنه يعرف جيدا البيروقراطية الألمانية.

Nidal Rashow Flüchtling Bonn
نضال رشوف في بون - أمل في الحصول على عملصورة من: DW/M.Gopalakrishnan

استطلاعات رأي متباينة

فون هايدن ناجح في جهوده من أجل إدماج اللاجئين في المجتمع الألماني، وحافظ على تفاؤله رغم الاعتداءات الإرهابية الأخيرة وأثرها السلبي، والعنف المتزايد ضد اللاجئين. ويضيف: "لم تطرأ تغيرات لا عندي ولا عند السوريين. ما عدا أني ألاحظ أنهم يشعرون بشيء من الارتباك، لأنهم يتخوفون من نعتهم مثل أولائك الأشخاص".

وقد أجرت الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا استطلاعا للرأي شمل 2000 شخص، حيث إنها سألتهم عن موقفهم تجاه اللاجئين. الاستطلاع كشف أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 39 عاما تنتابهم شكوك تجاه القادمين الجدد. في حين أن الشباب والكبار بين 60 و 69 عاما كانوا متفائلين. لكن المشاركين في الاستطلاع من شرق ألمانيا كانوا أكثر تخوفا من اللاجئين. وكشفت الدراسة أن المتشائمين أبدوا تخوفات أكثر سلبية عند الحديث عن إمكانيات الاندماج والتكاليف المادية.

ميركل: "سننجح في هذه المهمة"

يعبر فون هايدن عن اعتقاده أن الاقتصاد المزدهر لألمانيا شكل سببا أساسيا خلف رغبة العديد من الألمان في مساعدة اللاجئين، ويرى أن ألمانيا نجحت في الوفاء بوعد المستشارة أنغيلا ميركل القائل "سننجح في إنجاز المهمة". وأوضح أن الألمان قادرون على تجاوز هذا التحدي في إطاره الحالي، لكن في حال تزايد أعداد اللاجئين وتدهور الاقتصاد، فإن القوة الاستيعابية للمجتمع الألماني ستكون محدودة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد