1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إيطاليا بطلة العالم 2006 ونهاية مؤلمة لزين الدين زيدان

١٠ يوليو ٢٠٠٦

إيطاليا تفوز بكأس العالم 2006 في ألمانيا بعد فوزها على فرنسا في الركلات الترجيحية. النجم الفرنسي الكبير زين الدين زيدان يُنهي مشواره الرياضي بكابوس عكر عليه صفو مسيرته الاحترافية إثر طرده من الملعب في الشوط الإضافي الأول

https://p.dw.com/p/8kFw
الايطاليون يحتفلون بالحصول على اللقب في قلب العاصمة روماصورة من: AP

في مباراة مثيرة وساخنة نجح المنتخب الإيطالي في إحراز لقب بطولة العالم لكرة القدم للمرة الرابعة في تاريخه إثر تغلبه على نظيره الفرنسي بستة أهداف لأربعة في الركلات الترجيحية. كان الشوطان الأول والثاني انتهيا بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما، الأمر الذي استدعى الاحتكام إلى شوطين إضافيين يستمر كل منهما 15 دقيقة.

WM 2006 Finale Italien Frankreich Jubel Italien
الإيطاليون يحتفلون بالفوز بكأس العالمصورة من: AP

وفي الوقت الإضافي لم يستطع أي من الفريقين حسم النتيجة لصالحه من خلال اللعب ليحتكم الفريقان إلى الركلات الترجيحية، وكأن بطولة العالم الرائعة التي استضافتها ألمانيا من الـ 9 من يونيو حتى الـ 9 من يوليو 2006 لم ترغب في إيجاد نهاية لها. لكن الإيطاليين كانوا الأقوى معنوياً وربما الأوفر حظاً في الركلات الترجيحية. إذ نجح كل من بيرلو وماتيراتسي ودي روسي وديلبييرو وغروسو في التسجيل من ضربة الجزاء، بينما فشل تريزيغيه في التسجيل للفرنسيين لتنتهي المباراة بفوز الفريق الأزوري بستة أهداف لأربعة في الركلات الترجيحية مٌُحرزاً بذلك لقب بطولة العالم للمرة الرابعة بعد 1930 و1934 و1982.

زين الدين زيدان يُحرز هدف التقدم لفرنسا

جاءت المباراة حقيقة على عكس التوقعات، إذ كان الكثيرون يتوقعون أن تشهد المباراة معركة حقيقية للدفاع عن المرمى وأن يُركز الفريقان على تعزيز الدفاع بالدرجة الأولى والاكتفاء بالهجمات المرتدة. لكن الصورة كانت غير ذلك تماماً، إذ بادر كلا الفريقين منذ صافرة البداية بالهجوم سعياً منهما لإحراز هدف مبكر والسيطرة على مجريات اللعب. وقدّم الجانبان أداء سريعاً مع توفر العديد من الفرص الجيدة للتسجيل للطرفين.

WM 2006 Finale Italien Frankreich Torjubel Frankreich
زيدان يتلقى التهاني بإحرازه هدف التقدم لفريقه الفرنسيصورة من: AP

وبعد مرور 5 دقائق على البداية حصل المدافع الإيطالي زامبروتا على البطاقة الصفراء الأولى في المباراة بعد أن ارتكب خطأ ضد الفرنسي مالودا. وبعد ثواني قليلة عرقل المدافع الإيطالي الثاني ماتيراتسي اللاعب الفرنسي نفسه مالودا في منطقة الجزاء ليحتسب الحكم ضربة جزاء لفرنسا. وكانت هذه فُرصة جيدة لزين الدين زيدان لوضع بصماته على فوز محتمل بلقب كأس العالم في نهاية مشواره الرياضي. وبالفعل انبرى النجم الفرنسي الكبير لضربة الجزاء محرزاً هدف التقدم لفريقه من تسديدة فنية ارتطمت بالعارضة الإيطالية قبل أن تتخطى خط المرمى.

ماتيراتسي يُدرك التعادل لإيطاليا

تسبب هدف التقدم لفرنسا بصدمة للإيطاليين الذين نجحوا في التخلص منها سريعاً عبر تكثيف هجومهم على الدفاع الفرنسي. وفي الدقيقة الـ 19 نجح ماتيراتسي في تصحيح الخطأ الذي ارتكبه حين تسبب بضربة الجزاء لفرنسا، إذ استطاع المدافع الإيطالي المتألق في إدراك التعادل لفريقه من كرة رأسية سددها بقوة في المرمى الفرنسي بعد أن تلقى الكرة من ركلة ركنية نفذها نجم خط الوسط الإيطالي بيرلو. وكان البعض يعتقد أن الفريقين سيتراجعان الآن إلى الوراء لتعزيز خطي الدفاع.

WM 2006 Finale Italien Frankreich Tor Materazzi
هدف التعادل لإيطاليا أحرزه المدافع ماتيراتسيصورة من: AP

لكن ذلك لم يحدث، إذ واصل الفريقان الهجوم والأداء القوي إلى الأمام، لا سيما الفريق الإيطالي الذي كان الأقرب إلى تحقيق التقدم. غير أن لوكا توني فشل في الدقيقة الـ 35 في إيداع الكرة في المرمى الفرنسي. وبعد لحظات قليلة تلقى المهاجم الإيطالي لوكا توني الكرة من ركلة ركنية نفذها بيرلو ليُسددها رأسية قوية تكفلت العارضة الفرنسية في التصدي لها. وهكذا انتهى الشوط الأول بالتعادل الإيجابي بهدف لكل من الفريقين.

سيطرة واضحة للفريق الفرنسي على الشوط الثاني

وبعد الاستراحة عاد الفرنسيون إلى أرض الملعب بمعنويات عالية وثقة عالية بالنفس، بخاصة المهاجم الخطير هنري الذي نجح مرات عديدة في اختراق الدفاع الإيطالي وشكّل خطورة كبيرة على خط الدفاع الإيطالي بقيادة المدافع البارز كنافارو الذي يعتبره الخبراء أفضل مدافع في العالم. لكن الحارس الإيطالي بوفون الذي يُعتبر هو الآخر أفضل حارس مرمى في العالم تألق مرات عديدة في الحفاظ على شباكه نظيفة. يُشار إلى أن شباكه لم تُهز خلال بطولة العالم 2006 من خلال اللعب إلا مرة واحدة فقط، وذلك بطريق الخطأ حين سجّل كريستيانو زكاردو هدفاً بطريق الخطأ في مرماه في المباراة التي جمعت الفريق الأزوري مع نظيره الأميركي. وهكذا نجح بوفون في الحفاظ على شباكه نظيفة، على الرغم من الهجوم العنيف الذي شنه الفرنسيون على مرماه. وكانت سيطرة الفرنسيين على خط الوسط واضحة، إذ نجح لاعب خط الوسط ماكيليله في تحييد نجم فريق روما الإيطالي فرانشيسكو توتي بالكامل.

WM 2006 Finale Italien Frankreich Zidane Gattuso
زيدان في صراع مرير على الكرة مع الإيطالي غاتوسوصورة من: AP

وهذا ما دفع المدرب الإيطالي مارسيلو ليبي إلى إجراء بعض التبديلات. إذ أشرك ليبي المهاجمين ديلبييرو وإكوينتا ليُكمل الفريق الإيطالي المباراة بثلاثة مهاجمين. لكن ذلك لم يؤت بثماره، وفي الربع الأخير من الشوط الثاني حدث ما كان المشجعون يخشونه قبل بداية المباراة وهو أن تتخذ المباراة طابعاً دفاعياً وأن يُركز كلا الفريقين على الهجمات المرتدة فقط. وهكذا انتهى الشوط الثاني أيضاً بالتعادل ليحتكم الفريقان إلى شوطين إضافيين انتهيا دون أن ينجح أي من الفريقين في هز شباك الآخر وحسم المباراة من خلال اللعب. لذا كان على الفريقين الاحتكام إلى الركلات الترجيحية التي ابتسمت للفريق الإيطالي.

نهاية كئيبة لزين الدين زيدان

ليس هناك أدنى شك في أن زين الدين زيدان واحدٌ من أبرز وأفضل لاعبي كرة القدم في العالم خلال العقدين الماضيين. لكن مشواره الرياضي الحافل بالانتصارات والنجاح والتألق لم يكُن خالياً من بعض الأحداث الدرامية التي لا تُقلل من قُدرات وكفاءات ومهارات النجم الفرنسي الجزائري الأصل، لكنها تبقى في ذاكرة عشاقه الذين يرغبون في بقائه شُعلة مضيئة في عالم كرة القدم وقُدوة حسنة للأجيال القادمة. لكنه هو أيضاً إنسان يُمكن أن يفقد أعصابه ويُقدم على تصرّف لا يليق بمكانته وشخصيته.

WM 2006 Finale Italien Frankreich Rot für Zidane
زيدان يحصل على البطاقة الحمراء التي تسببت في نهاية حزينه لمشواره الرياضيصورة من: AP

وهذا ما حدث له في مباراة اليوم قبل 10 دقائق من نهاية مسيرته الاحترافية، إذ نطح النجم الكبير المدافع الإيطالي ماتيراتسي برأسه ليُلقيه أرضاً، الأمر الذي دفع حكم المباراة إلى إشهار البطاقة الحمراء في وجهه وطرده من المباراة. ربما استفزه المدافع الإيطالي وأسمعه كلمات غير لائقة، لكن على الرغم من ذلك كان عليه أن يمسك أعصابه في مثل هذه الحالة وأن لا ينجرّ إلى عمل لا يتناسب مع الروح الرياضية التي ينبغي أن يتحلى اللاعب بها. لكنه وللأسف لم يفعل ذلك واعتدى على ماتيراتسي بنطحة رأسية قوية على صدره ليُلقيه على الأرض, وهكذا شهد زين الدين زيدان نهاية حزينة وكئيبة وكما ذكرت قبل قليل، غير لائقة له ولمشواره الرياضي الحافل.

علاء الدين موسى

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات