1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

israelische Soldaten: Armee war rücksichtslos in Gaza

١٥ يوليو ٢٠٠٩

ذكر جنود إسرائيليون شاركوا في الحرب على غزة أن قادتهم حثوهم على المبادرة بإطلاق النار قبل التمييز بين المدنيين والمقاتلين، والجيش الإسرائيلي من جانبه يرفض هذه انتقادات ويصفها بالإشاعات، متعهدا بالتحقيق في أي شكاوي.

https://p.dw.com/p/IphF
التقرير استند على شهادات لبعض الجنود الذين شاركوا في حرب غزةصورة من: AP

نشرت حركة "لنكسر الصمت" "Breaking the silence" – وهي مجموعة من الجنود الإسرائيليين سابقاً تنشط في مجال حقوق الإنسان – اليوم الأربعاء 15 يوليو/تموز 54 شهادة مكتوبة ومصورة لجنود إسرائيليين شاركوا في الحرب على غزة، يقولون فيها إن قادتهم حثوهم ـ أثناء تلك الحرب ـ على المبادرة بإطلاق النار قبل التمييز بين المدنيين والمقاتلين، وبناء على ذلك دخلت القوة غزة وهي تطلق النار. ويقول أحدهم أن ملخص التعليمات خلال العملية التي استمرت 22 يوما من 27 من ديسمبر/كانون الأول إلى 18 من يناير/كانون الثاني حسبما فهمها كانت "أن تصيب بريئا أفضل من أن تتردد في استهداف عدو".

وترى جماعة "لنكسر الصمت" أن شهادات هؤلاء الجنود تثبت أن الجيش الإسرائيلي قد "تخلى عن الأخلاق" خلال تلك الحرب. ويرى يهودا شاول، أحد مؤسسي الجماعة أن حرب غزة كانت بمثابة "ثقب أسود" بالنسبة لمعظم الإسرائيليين، فالرأي العام الإسرائيلي -على حد قوله- لم يعرف أي تفاصيل حتى الآن عما أطلق عليه "عملية الرصاص المصبوب"، ولذلك لم يستطع أي مواطن أن يكون صورة واضحة للحرب.

أحد الجنود: "الجيش الإسرائيلي كان يريد تقليل خسائره بأي ثمن"

ومؤخراً، وجدت حركة "لنكسر الصمت" ثلاثين جندياً إسرائيلياً ممن خدموا في كل القطاعات أثناء حرب غزة مستعدين للتكلم عما عاشوه، طبعاً دون ذكر أسمائهم، حيث أن الجنود لديهم أوامر دائمة بعدم التحدث إلى وسائل الإعلام. ويقول التقرير المنشور اليوم إن أغلب هؤلاء الجنود مازالوا يخدمون في وحداتهم العسكرية، وأنهم لجأوا إلى حركة "لنكسر الصمت" وهم في حالة "حزن شديد على التدهور الأخلاقي لجيش الدفاع الإسرائيلي"، وفقا لما جاء في تقرير الحركة.

Israel greift Hamas mit Panzern an
"استخدام الدبابات والمدفعيات يعني أنهم لم يفعلوا كل ما بوسعهم لحماية المدنيين"صورة من: AP

وأضاف الجنود في الشهادات التي نشرت اليوم، أن هَم الجيش الإسرائيلي الأول كان تقليل خسائره إلى أقل حد ممكن لضمان تأييد الرأي العام الإسرائيلي للعملية. وفي هذا الإطار قال أحد جنود سلاح الدبابات: "كانت مهمتنا الأولى هي تغطية عمل جنودنا من سلاح المشاة المسلحين. كانوا يدخلون إلى المنازل ويفجرون شيئاً ما، ويذهبون إلى منزل آخر، ليفجروا شيئاً آخر، ويخرجون. ليست لدي أدنى فكرة عما كان يعنيه هذا الأمر. لا أعرف فعلاً، لأننا لم نكن معرضين للخطر في محيطنا".

ووفقا للتقرير فقد أجمع الجنود الثلاثون تقريباً في شهاداتهم على أنهم لم يتعرضوا لهجمات من حركة حماس أثناء الحرب، وبالتالي، كانت ضربات الجيوش الإسرائيلية بكافة قطاعاتها عشوائية، ولم تكن موجهة فقط إلى القواعد العسكرية الخاصة بحركة حماس، لكنهم خربوا مناطق كاملة اعتماداً على القصف الجوي والمدفعي والشحنات الناسفة والجرافات المدرعة. ويتذكر أحد الجنود من سلاح المشاة تلك الفترة قائلاً: "طوال مدة إقامتنا هناك، والتي لم نكن نعرف إلى متى ستستمر، كان علينا مراقبة المحيط بأكثر قدر ممكن". و كلمة (مراقبة) كلمة منمقة للتدمير المنظم والموجه للمحيط"، حسب تعبيره.

يهودا شاول: "إسرائيل غيرت إستراتيجيتها وتخطت الحدود الأخلاقية"

Gaza Stadt Rauch steigt auf Israelische Militäroperation im Gaza-Streifen Überlagernde Grafik Amnesty International
كانت منظمة العفو الدولية قد وجهت انتقادات لإسرائيلصورة من: AP/DW-Grafik

يهودا شاول الذي كان جندياً هو أيضاً، يرى أن إسرائيل قد غيرت سياستها المعتادة خلال تلك الحرب، قائلاً: "أكثر ما يميز عملية الرصاص المصبوب هو أن الجيش الإسرائيلي استخدم تكتيك حربي في مدينة فلسطينية. أي أن الجيش الإسرائيلي غير إستراتيجيته المعتادة دون إخبار المواطنين. ولأول مرة يتخذ الجيش هذا الموقف في عمليته وهو أننا نريد تقليل الخسائر بقدر الإمكان والاستعداد بالقيام بأي شيء، لئلا نعرض جنودنا للخطر، ولا يعنينا إن كنا نعرض المدنيين للخطر أم لا. لقد تخطى الجيش الحدود الأخلاقية للحرب".

ويوضح شاول قائلاً إن الجيش حارب ضد حركة حماس، مستخدماً أدوات تستخدم عادة في الحرب بين جيوش، مثل تلك التي استخدمها مثلاً ضد مصر وسوريا. وهو ينتقد مثلاً استخدام المدفعيات، قائلاً: "طالما بدأ المرء في قذف مناطق سكنية باستخدام المدفعية، فلا يمكن القول بأنه قد تم القيام بكل ما هو ممكن لحماية المدنيين". وهو ما يؤكده أحد الجنود في شهادته قائلاً، إن كل من كانت لديه تساؤلات أخلاقية أو تساؤلات حول مصير المدنيين الأبرياء، كان يواجه إجابة قائلة "إننا في حالة حرب، وعلينا أن ندمر كل ما نعتبره تهديداً دون التفكير في العواقب ودون تردد". وعلى حد تعبير شاول، فهذا الموقف غير المكترث بقتل المدنيين غريب عن الجيش الإسرائيلي الذي يعرفه هو كجندي سابق، ويضيف: إن "الجيش الذي طالما التزم بمسئوليته الأخلاقية، تخلى عنها في حرب غزة".

الجيش الإسرائيلي يرفض الانتقادات الموجهة إليه

لكن الجيش الإسرائيلي من جانبه، رفض ما تعرض له من انتقادات ووصفها بأنها تقوم على إشاعات، كما تعهد في بيان بالتحقيق في أي شكاوى رسمية من سوء السلوك، قائلا إن قواته راعت القانون الدولي خلال المعارك المعقدة والصعبة.

وأضاف الجيش أن "غالبية الشهادات لم تكشف مصادرها وتنقصها تفاصيل كانت لتسمح للجيش بإجراء تحقيق وبتأكيد هذه الشهادات أو نفيها". من ناحيتها نددت "رابطة مناهضة التشهير" الإسرائيلية بمنظمة العفو الدولية لوصفها ما قامت به إسرائيل بأنه تدمير "معتمد" وقالت إن المنظمة "تتهم الجيش الإسرائيلي على نحو مشين بارتكاب جرائم حرب".كما كان ايهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي قد أكد بعد الحرب أن إسرائيل لديها أكثر الجيوش أخلاقية في العالم.

الكاتب: سيباستيان إنغلبريشت/ سمر كرم

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد