احتدام السباق نحو البيت الأبيض وتحذيرات من نتائج استطلاعات الرأي

مع بدء العد التنازلي لسباق الرئاسة الأميركية واقتراب لحظة الحسم يحتدم التنافس بين المرشح الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين، وخاصة في الولايات التي يعتقد بأن نتائجها ربما تكون صاحبة الحسم في الانتخابات التي ستجرى يوم الثلاثاء المقبل (4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 ).

وفي معركته الانتخابية من أجل الوصول إلى المكتب البيضاوي أمضى مكين أمس السبت في تعزيز حملته الانتخابية بولايتي فرجينيا وبنسلفانيا اللتين يعتبرهما المراقبون بأنهما ولايتان حاسمتان لآماله من أجل الفوز. كما أمضى وقتا طويلا في ولاية فيرجينيا وهي الولاية التي لم يفز فيها أي ديمقراطي بانتخابات الرئاسة منذ عام 1964، غير أن استطلاعات الرأي الحالية تشير إلى تقدم أوباما فيها وهو أمر يقض مضاجع الجمهوريين.

تقدم أوباما في استطلاعات الرأي

ويشير أحدث استطلاع للرأي أجري لحساب رويترز وسي-سبان ومعهد زغبي نشرت نتائجه اليوم الأحد أن تقدم باراك أوباما زاد بشكل طفيف إلى ست نقاط، في الوقت الذي لم يتبق فيه سوى يومين على السباق للوصول للبيت الأبيض. كما أظهرت استطلاعات الرأي تقدم أوباما في ثلاث ولايات كان الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش فاز بها في انتخابات عام 2004 وهي نيفادا وكولورادو وميزوري وهي ولايات يمكن أيضا أن تكون نتائجها حاسمة بالنسبة للمرشح الديمقراطي.

وفي حملته الانتخابية في هذه الولايات وعد اوباما باتباع "سياسات جديدة لعهد جديد"، مؤكدا أن "رياحا من العدالة" تدفعه إلى الاقتراع. إلا أنه دعا الناخبين إلى التزام الحذر وألاّ يتصوروا أن "هذه الانتخابات انتهت". في حين وفي رسالة الكترونية وجهها إلى نحو خمسة ملايين ناخب، أكد ريك ديفيس مدير حملة ماكين أن النصر في متناول يد الجمهوريين.

وفي سياق متصل وفي ظل اشتداد حمى الحملة الانتخابية تشير بعض التقديرات إلى أن الحملة الانتخابية الأمريكية لهذا العام هي الأكثر تكلفة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث تقدر بنحو 2.4 مليار دولار.

تحذيرات من نتائج استطلاعات الرأي

في هذه الأثناء حذرت صحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية واسعة الانتشار اليوم الأحد من خداع استطلاعات الرأي قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية. وذكر تقرير للصحيفة أن التفوق الواضح في استطلاعات الرأي لصالح المرشح الديمقراطي باراك أوباما ربما لا يعكس رأي الناخب الأمريكي وهو محل شكوك مبررة.

وأشارت الصحيفة إلى الصعوبات الكبيرة التي تجدها مراكز استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة في ظل إحجام أعداد كبيرة من الناخبين عن الإعراب عن رأيهم صراحة وبشكل علني، فضلا عن صعوبة توقع الأعداد التي لن تذهب للإدلاء بأصواتها. وتؤكد الصحيفة أن لون بشرة أوباما الداكن سيظل أحد العوامل التي تساهم في عدم الاعتداد بنتائج استطلاعات الرأي.