1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الأزمة الخليجية.. وسيناريوهات الربح والخسارة

علاء جمعة
٧ يوليو ٢٠١٧

يرى مراقبون أنّ "قطر ما بعد الحصار"، لن تكون أبدا مثل "قطر ما قبل الحصار"، ووفقا لتقارير اقتصادية فإنّ منطقة الخليج بأسره تضررت من حصار قطر، ما هي الدول الرابحة وما هي الخاسرة في هذه المعادلة.

https://p.dw.com/p/2gAte
Ägypten Kairo Außenminister Treffen
صورة من: Picture alliance/Zumapress/APA Images/Stranger

بعد اتهام الدول الخليجية المقاطعة الجمعة (السابع من تموز/ يوليو 2017) قطر بـ"إفشال الجهود الدبلوماسية" لحل الأزمة بين الطرفين، تأخذ الأزمة مسارا متصاعدا خاصة بعد تأكيد الدول الخليجية أن المطالب المقدمة للدوحة أصبحت لاغية وسيتبعها "في الوقت المناسب" مزيد من الإجراءات بحق الدولة الخليجية.

وقالت الدول الأربع في بيان مشترك نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن "تعنت الحكومة القطرية ورفضها للمطالب التي قدمتها الدول الأربع يعكس مدى ارتباطها بالتنظيمات الإرهابية، واستمرارها في السعي لتخريب وتقويض الأمن والاستقرار في الخليج والمنطقة"، مؤكدة أن "الحكومة القطرية عملت على إفشال كل المساعي والجهود الدبلوماسية لحل الأزمة". ومع رفض الدوحة لمطالب الدول المقاطعة فإنّ الأزمة الخليجية قطر تفرض سؤالاً مستحقاً حول الخاسر والرابح في الأزمة الراهنة؟

الخليج بأسره في عداد الخاسرين

يرى رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم اللندنية عبد الباري عطوان في حوار مع DW عربية أنّ الخاسر والرابح في الأزمة الخليجية هي الدول الخليجية بلا استثناء، "فدول الخليج العربي بشكل عام تميزت بأنها كانت منطقة استقرار، سوقت نفسها بأنها دول متجانسة ومستقرة. وحتى مع بداية الربيع العربي، حاولت دول الخليج أن تتدخل لمنع وصول هذا الربيع و الذي يمثل اللا استقرار إلى محيطها الجغرافي".

إلا أنّ الخاسر الأكبر بحسب رأيه ستكون دولة قطر، ويوضح الكاتب والصحفي الفلسطيني أنّه "بالرغم من الثراء الذي يميز هذا البلد الخليجي، إلا أنه بالنهاية بلد ضعيف، ومطلوب منه مواجهة 3 دول كبرى السعودية الإمارات ومصر وبدرجة أقل البحرين. قطر معزولة أرضيا، ليس لها منفذ. إلا من خلال الجو. هذه الدول تملك إمكانيات ضخمة، وعلاقات ضخمة واقتصاد قوي".

Abdelbari Atwan
رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم اللندنية عبد الباري عطوان صورة من: privat

وكان تقرير نشرته وكالة “بلومبيرغ” المتخصصة في الاقتصاد قد ذكر أنّ استثمارات الدول التي اتخذت قرار حصار قطر تواجه مصاعب اقتصادية، إذ تشهد معظم أسواق الأسهم هبوطا حادا في منطقة الخليج، كما أورد التقرير أنّ “شركة الخليج للسكر، أكبر مصفاة للسكر في العالم، الموجودة في الإمارات، هي من أبرز الخاسرين من جراء الحصار، وشرح التقرير أن المملكة العربية السعودية والإمارات توقفتا عن تصدير السكر الأبيض إلى قطر”. كما تعتمد شركة المراعي السعودية لإنتاج الألبان على دول الخليج بأكثر من ربع إيراداتها المالية.

الولايات المتحدة ..الرابح الأكبر

وفيما يرى مراقبون أنّ الرابح الأكبر هما إيران وتركيا، يرى عطوان أنّ الولايات المتحدة هي المستفيد الأول وذلك لأن الجميع في هذه المرحلة يطلب ودها، وهذا معناه صفقات أسلحة أكبر، ومشاريع أكثر وتمويل خليجي أكبر. أما المستفيد الثاني بحسب الإعلامي الفلسطيني فهي إيران، وذلك "لأنها تريد شق الصف السني الخليجي ضدها وهذا ما حصل" بحسب قوله.

ويرى عطوان أنّ تركيا وإن كانت رابحة اقتصاديا على المدى القصير إلا أنها مرشحة لضرر اقتصادي كبير إن استمرت في سياستها الحالية، موضحا أن وضعها الاقتصادي سئ جدا الآن، فصادراتها أقل من المتوقع، والعملة التركية في حالة هبوط، إلا أنّ الربح التركي (في قطر) لا يقاس بما يمكن أن تخسره في أسواق السعودية والإمارات ومصر. ويقول "الاستفادة التركية قليلة جدا، قطر دولة صغيرة، 2 مليون نسمة، لو خسرت تركيا هذه الأسواق فتركيا ستتضرر اقتصاديا بشكل كبير".

ويؤكد الإعلامي المقيم في لندن أنّ الورقة الأقوى التي قد تنفذها الدول المقاطعة هو فرض المقاطعة على كل من يتعامل مع قطر، بمعنى أنّ الدول المقاطعة اذا فرضت معادلة "من يعمل مع قطر سنقاطعه"، فإنّ قطر ستكون الخاسر الأكبر لأنّ رأس المال سيفضل التحالف مع الدول المقاطعة.

الأردن ..خسائر بالملايين

وأوضح تقرير لوكالة الأناضول حول خسائر الأردن بسبب الأزمة الخليجية أنّ الأزمة الدبلوماسية بين دول خليجية وعربية وبين قطر، كبدت قطاعات تصديرية في الأردن خسائر بملايين الدنانير الأردنية منذ بدايتها وأضاف المصدرون، في أحاديث مع "الأناضول"، إن الصادرات الأردنية إلى قطر براً توقفت بشكل كامل، منذ بدء سريان قرار مقاطعة قطر. من جانبه، قال نقيب تجار المواد الغذائية، خليل الحاج توفيق، إنّ "العديد من مصانع المواد الغذائية ترتبط بعقود مع جهات قطرية، وإن بعض هذه الصناعات يكاد يخسر العقود نتيجة تأخر توريد منتجاتهم إلى قطر وتحصيل أثمانها، لاسيما المخصصة منها للمطاعم". ووفقا للتقرير فقد تراجعت صادرات الأردن إلى السوق القطرية من نحو 500 طن يومياً إلى ما يقارب 150 طناً فقط، تشحن جواً إلى قطر وبتكاليف أعلى بكثير مقارنة بالنقل البري". فيما أكدت نقابة أصحاب الشاحنات الأردنية "أن خسائر القطاع منذ إغلاق الحدود البرية بين السعودية وقطر تجاوزت 6 ملايين دينار أردني (8.5 ملايين دولار)

وبالرغم من هذه الأرقام يرى عبد الباري عطوان أنّ الأردن حالة خاصة، وهو "أستطاع اختيار أهون الضررين" بحسب تعبيره، ويوضح "الأردن قام بحساباته، فطلب من السفير المغادرة، لم يقطع العلاقات، كان موقفه رمزيا مع السعودية، علاقات الأردن كانت دائما سيئة مع قطر". 

ويتابع  رئيس تحرير رأي اليوم " هناك 300 ألف أردني في السعودية وحوالي 150 ألف أردني في الإمارات وآلاف الاردنين في البحرين مقابل 20 ألف أردني في قطر، فكان من الأسلم للأردن هذا التصرف، وذلك لعدم تكرار ما حدث مع العمالة الأردنية في الكويت أيام حرب الخليج:

Katar Doha - Passagiere warten am Flughafen
قطر بلد لا يملك سوى منفذ بري واحد عبر السعوديةصورة من: Getty Images/AFP/K. Jaafar

قطر ما بعد الحصار

ويرى عطوان أنّ هذا الحلف يتميز عن غيره من التحالفات بأنه "جدي ومتين" ويقول "هذه الدول يجمعها البغض لقطر، وهي تريد تغيير سياسة قطر، التحالفات السابقة السعودية كانت تحالفات فاشلة، إعلامية على الورق وغير إستراتيجية وتنطوي على التسرع، إلا أنّ هذه الدول دائما على تحالف، يوجد خلافات إلا انه يوجد اتفاق على العداء لقطر، وهذا العداء سيستمر".

ويقول قطر لديها ثاني أضخم أسطول جوي عربيا، الحصار بحد ذاته ليس مشكله لقطر، إلا أن تبعاته ستكون مكلفة". ويرى عبد الباري أن الدول المقاطعة ستحاول إنهاء الأزمة إما عن طريق انقلاب داخلي، أو ثورة داخلية، أو غزو خارجي، ويرى أنه في حال تم تغيير النظام سيكون منسجما مع الدول الأربع، سيتخلى عن ارث وسياسات النظام السابق.

وكان وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أكد الخميس في خطاب له أمام الإعلام "أن دول الحصار تدعوا إلى تغيير النظام" لافتا إلى طلبات تلك الدول بضرورة إتباع الدوحة للسياسات الخارجية للرياض وأبو ظبي.

وخلص عطوان الى القول "حتى لو فشلت هذه المخططات جميعها، فقطر ما بعد الحصار لن تكون أبدا قطر الحالية"

علاء جمعة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد