1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الاقتصاد والأخلاق: قيم جديدة للقرن الحادي والعشرين

٢٥ يناير ٢٠١٠

ما الذي يجمع بين المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، والمنتدى الاجتماعي العالمي في مدينة بورتو آليغر البرازيلية؟ لا شيء، هذا ما يمكن أن يجيب به المرء؛ ولكن هناك بعض القضايا المشتركة التي يناقشها المشاركون في المنتديين.

https://p.dw.com/p/LgL3
منتدى دافوس ملتقى كبار صناع السياسة والاقتصاد في العالم
منتدى دافوس ملتقى كبار صناع السياسة والاقتصاد في العالمصورة من: AP Graphics

يعقد المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس منذ أربعين عاماً، ويشارك فيه كبار رجال السياسة والاقتصاد في العالم الذين توجه إليهم دعوات رسمية لحضور المنتدى. أما المنتدى الاجتماعي العالمي الذي يعقد في مدينة بورتو آليغري منذ عشر سنوات، فإن الدعوة إليه مفتوحة، إذ يمكن لأي منظمة كانت أن تشارك فيه وتتبادل الخبرات والآراء مع المنظمات الأخرى حول عالم تتحقق فيه العدالة الاجتماعية.

مظاهرات المحتججين تعكر صفو أجواء دافوس
مظاهرات المحتججين تعكر صفو أجواء دافوسصورة من: AP

عولمة أكثر عدلا؟

رغم أن أهداف منتدى دافوس وبورتو آليغر تبدو مختلفة من النظرة الأولى، إلا أن هناك مواضيع مشتركة يناقشها المشاركون في المنتديين. والمنتدى الاجتماعي العالمي الذي تأسس كمنتدى لمناهضة العولمة، تغير الآن بعد مرور عقد على تأسيسه حيث بات المشرفون عليه يقبلون بالعولمة ومقتنعون بأنه لا يمكن العودة إلى الوراء، لذا فهم يكافحون الآن من أجل عولمة أكثر عدلاً.

وفي المقابل بات مؤسس منتدى دافوس، كلاوس شفاب، مقتنعاً بأن العولمة ليست شأناً اقتصادياً فقط، ويقول: "إننا نواجه اليوم عولمة شاملة، ما يعني وقبل كل شيء أن المشاكل باتت عالمية. لذا علينا أن نتعلم كيف يمكننا التعاون عالمياً. وحين نعود إلى الوراء أربعين عاماً، نرى أن الأمر كان يتعلق بمؤسسات وشركات وطنية، أما اليوم فقد أصبحت دافوس مكاناً ننظر فيه إلى العالم ككل متكامل".

دافوس والأزمة العالمية

هذا ويبدأ منتدى دافوس أعماله هذا العام يوم الأربعاء في السابع والعشرين من هذا الشهر، تحت شعار: "تحسين وضع العالم: تفكير جديد، تخطيط جديد، بناء جديد"، ولهذا أجرى المشرفون على منتدى دافوس استطلاعاً للرأي حول الأزمة الاقتصادية العالمية شمل 130 ألف شخص من مواطني عشر دول من دول قمة العشرين، وجاءت النتيجة بأن ثلثي الذين تم استطلاع رأيهم يرون بأن الأزمة ليست اقتصادية فقط، وإنما أزمة أخلاق وقيم أيضاً، وأن فقط ربع الشركات العالمية تراعي الأخلاق والقيم الإنسانية الايجابية في تعاملاتها الاقتصادية والتجارية.

وفي هذا السياق يرى كومراك كولينان، أحد أبرز المحامين المدافعين عن البيئة في العالم، أن الاقتصاد أيضا يحتاج إلى مقاييس أخلاقية جديدة: "المشكلة الرئيسية أننا نتمسك بالأوهام ونظن أننا السادة الوحيدون للكوكب. علينا أن نتخلى عن هذه الأفكار، وإذا بقينا جشعين لن تكفينا خمسون كرة أرضية أخرى أيضاً، لأننا دائماً نطلب المزيد".

الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا يتحدث أمام المشاركين في المنتدى الاجتماعي العالمي في بورتو آليغر في البرازيل
الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا يتحدث أمام المشاركين في المنتدى الاجتماعي العالمي في بورتو آليغر في البرازيلصورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb

وحسب رأي كومراك كولينان، وهو محام من جنوب أفريقيا، عمل في أكثر من عشرين بلد مدافعاً عن البيئة، علينا إعادة النظر في المنظومة الأخلاقية والحياتية التي نعيشها: "علينا جميعاً أن نعيد التفكير في التكنولوجيا التي نستخدمها، وفي أسلوب الحياة والعمل، وفي تعاملنا مع بعضنا البعض ومع المخلوقات الأخرى أيضا. إنه تحد كبير، ولكنه ملهم أيضاً لأن الأمر يتعلق وبالدرجة الأولى بإعادة تعريف الإنسانية أو ربما العودة إلى القيم الإنسانية السابقة التي ترى الإنسان عضواً صالحاً وليس طاغية".


أما عادل نجم، الباحث في مركز فريدريك اس لدراسات المستقبل في جامعة بوسطن، فإنه متفائل ويعلق الآمال، كما المشاركون في المنتدى الاجتماعي العالمي، على مجتمع مدني جديد ينظر بريبة إلى القيم الراهنة التي يقوم عليها الاقتصاد، ويعلق على ذلك بالقول: "إذا كان يجب أن يتغير شيء ما، وإذا كنا نريد إنقاذ أنفسنا، فإننا نحتاج إلى قيم عالمية ومعرفة أننا مواطنو هذا الكوكب. وأعتقد أن المستهلكين يلعبون دوراً أساسياً في هذا المجال لأن الاقتصاد العالمي يعتمد عليهم ويقوم على الاستهلاك. ويستطيع المستهلكون الضغط على الشركات أكثر مما تستطيعه الحكومات". إذن هناك الكثير مما يجب إعادة التفكير فيه وبحثه ومناقشته ليس في دافوس وبورتو آليغر فقط، وإنما في كل أنحاء العالم.

الكاتب: هيللي يبيزن /عارف جابو

مراجعة: حسن زنيند