1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التمثيل عشقه الأبدي.. جان مصطفى من لاجئ إلى ممثل!

علاء جمعة
٢٦ يوليو ٢٠١٧

كل لاجئ لديه قصص يحتاج لمن يستمع إليه. جان مصطفى واحد من هؤلاء اللاجئين الذين حالفهم الحظ وضحك لهم القدر. حيث وصل إلى ألمانيا وبدأ يحكي قصصه عبر أفلام يمثل فيها ويشارك في انتاجها. ولكن لا يزال لديه حلم يطمح لتحقيقه!

https://p.dw.com/p/2h8Gv
Deutschland Jan Mostafa ein syrischer Flüchtling
صورة من: privat

 

للجوء أوجه متعددة وقصص وتجارب لا تنتهي. فكل لاجئ يحمل في جعبته الكثير من الحكايا التي تلخص أسباب هروبه والتجارب القاسية التي مر بها، وفشله أو نجاحه في الوصول إلى ما مبتغاه. وحتى لو وصل اللاجئ إلى هدفه، فإن القصص التي بجعبته لا تنتهي، حيث أنه يصل إلى عالم جديد، لا يعلم عنها شيئا سوى ما سمعه من الآخرين، ولتبدأ بعدها رحلة المقارنة بين ما سمع وما يراه ويواجهه على أرض الواقع، ويبدأ فصلا جديدا في رواية الهجرة والحنين إلى الأهله وأصدقاء والوطن.

اللاجئ السوري جان مصطفى واحدا ممن ينطبق عليهم هذا الوصف، وقد يكون ما عاناه يمثل جزءا من معاناة لاجئين آخرين. إلا أنه قرر أن يتكلم عن تجاربه ويوثقها وذلك ليفهم الأخرون قصته، ولأن الكلام قد يخفف عما يدور بداخله من قلق وشوق وحنين.

ترجم مصطفى كلامه وأفكاره إلى أفلام وثائقية تعبر عن انفعالاته وأحاسيسه وما واجه من مصاعب. وعن ذلك يقول مصطفى: "لم يكن وصولي إلى ألمانيا بالأمر السهل، لقد جربت الوصول برا وبحرا أكثر من عشر مرات، وفي كل مرة كنت أفشل فيها، كنت أصمم أكثر في قرارة نفسي على المتابعة والوصول" ويضيف "بعد وصولي إلى ألمانيا، التقيت بالمخرجة باربرة ديفيد، وأخبرتها أنني أريد أن أقص للعالم كل ما شهدت وأن أروي لهم التفاصيل التي عشتها عبر رحلة لجوئي الطويلة التي استمرت عدة أعوام".

تجسيد معاناة اللاجئين

اللقاء بين جان مصطفى والمخرجة بابرة ديفيد كان مفيدا، إذ أثمر التعاون بينهما عن عدة أفلام قاما بإنتاجها بمشاركة لاجئين آخرين. وعن هذا اللقاء تقول المخرجة الألمانية من فرايبورغ، إنها عندما إلتقت جان، أدركت أنه سيكون ممثلا بارعا، "إذ أن حركاته وإيماءاته كانت عاملا مساعدا كي أسمع قصته، واتفقنا على عمل فيلم قصير يتحدث عن معاناة اللاجئ للوصول إلى أوروبا. ثم أعقب هذا الفيلم، أفلام أخرى  حتى بلغ ما أنتجناه من أفلام عن اللاجئين حوالي 7 أفلام لحد الآن كان أبرزها Weit vom Auge-Weit vom Herz  "بعيد عن العين بعيد عن القلب"، وفيلم Asyl in Deutschland "لاجئ في ألمانيا".

Deutschland Jan Mostafa ein syrischer Flüchtling
الفنان جان مصطفى إلى يمين المخرجة الألمانية باربرة ديفيدصورة من: privat

المتابع لهذه الأفلام يجدها تتحدث عن محطات عديدة في حياة اللاجئين، فهي تعرض مثلا معاناتهم أثناء القدوم إلى أوروبا والمخاطر التي واجهوها، ومعالجة موضوع العنصرية وتقبل الآخرين للاجئ في فيلم وكذلك الحديث عن الأهل والحنين والشوق إليهم وإلى الوطن والأصدقاء.

كما أن هذه الأفلام من الطرفة والدعابة أيضا، فبالرغم من المواضيع الحزينة التي تتناولها، لابد للمشاهد من الضحك للكوميديا السوداء التي يراها. كما يعالج أحد الأفلام الصورة النمطية لدى اللاجئين عن "الفردوس الأوروبي" وما يحلمون به من حياة أفضل، لكن بعد وصولهم يفاجئون بواقع مختلف تماما عما كانوا يتصورنوه.

"لا يزال هناك الكثير في جعبتي"

يلعب جان دور البطولة في فيلم "لاجئ في ألمانيا" إذ أنه يمثل دور اللاجئ القادم إلى ألمانيا، حيث يبدأ بقطف النقود التي تنمو على الأشجار، إلا أنه  يفاجئ بأن ألمانيا لا يوجد فيها أكياس كيضع فيها النقود التي قطفها ولا يدري كيف يمكن أن يحمل كل هذه الأوراق النقدية.

وينقلنا الفيلم إلى مقابلات لجان مع لاجئين في أحد مراكز الإيواء، حيث يرى المشاهد المفارقة حين يشكو اللاجئ من أنه لا يجد ما يأكله والحياة هنا بائسة، وأنه لو علم أن هذا ما ينتظره لما قدم أبدا إلى هنا.

ويقول جان "كل فيلم مثلت فيه أو شاركت في انتاجه شعرت أنني أتكلم عن قصة حصلت معي أو تجربة من تجاربي. وبالرغم من هذا العدد من الأفلام، إلا أنه لا يزال هناك الكثير في جعبتي". ويتابع "أعتقد أن هذه الأفلام تساعد اللاجئ على التفريغ النفسي وعلى  نقل ما يدور في خلده، وبنفس الوقت تساعد المجتمع الألماني على فهمنا وماذا تركنا وراءنا، لنتمكن من الوصول إلى هنا".

ويحلم جان في أن يصبح ممثلا كبيرا ونجما سينمائيا:"أرغب في أن أصبح ممثلا مشهورا يشار له بالبنان، حاليا أنا أعمل في أوروبا بارك في فرايبورغ وأتعلم اللغة الألمانية، إلا أنني واثق من نجاحي، ومن أنني سأحقق يوما ما أطمح إليه".

الكاتب: علاء جمعة

حقوق النشر مهاجر نيوز

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد