1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجسد والفن - سلاحان من أجل إسقاط بوتين

١٧ أبريل ٢٠١٢

منذ شهر مارس وثلاث ناشطات حقوقيات يقبعن وراء القضبان تحت ذمة التحقيق بسبب أنشطتهن السياسية المنتقدة لسياسة بوتين وتحالفه مه الكنيسة. وتستعد هيئات حقوق الإنسان لتنظيم حملات تضامن لاستباق صدور حكم قضائي بالسجن 7 سنوات.

https://p.dw.com/p/14bdd
ITAR-TASS: MOSCOW, RUSSIA. FEBRUARY 21, 2012. Masked members of Pussy Riot feminist punk group perform during their 'flashmob'-style protest inside Moscow's Cathedral of Christ the Savior. The girls were marched by guards out of the cathedral. (Photo ITAR-TASS/ Mitya Aleshkovsky)
صورة من: picture-alliance/dpa

المزاح في روسيا مع فلادمير بوتين غير مقبول بتاتا، خصوصا اذا كان ذلك في مسيرة احتجاجية في قالب فني داخل أحد أهم الكنائس الأرثدوكسية ضد رئيس الوزراء والرئيس القادم لروسيا. هذه هي الحقيقة التي وصلت إليها ماريا ألجوشينا و نديشلا طليكونيكوفا وجيكاترينا سموسفيتش. فمنذ بداية شهر مارس/آذار وثلاث أعضاء من الحركة الاحتجاجية النسوية " المهبل المتمرد" (المرأة المتمردةPussy Riot) في حبس على ذمة التحقيق، وقد تصدر في حقهن عقوبة سجينة تصل إلى سبع سنوات. الناشطات الثالث مهددات بتلك العقوبة بسبب تنظيم تظاهرة بلباس مستفزة داخل كنيسة "إغلوزر" موجهة ضد بوتين بتاريخ 21 فبراير/شباط الماضي. وكانت التظاهرة عبارة عن محاولة منهن للتنديد بالتقارب الوثيق بين السياسيين الروس وبين الكنيسة الأرتدوكسية.

حركة المهبل المتمرد تقسم المجتمع الروسي

وقد قسمت حركة "المهبل المتمرد" المجتمع الروسي إلى مؤيد ومعارض. ويرى العديد من المحافظين الدينيين أن هذه الحركة عديمة الذوق ويشعرون بالإهانة بسببها. ويرى المحافظون الدينيون أنه بعد هذا الشكل من "سب الذات الإلهية" ليس هناك مجال للتسامح مع هذه الحركة كما عبر بذلك كيريل الأول أسقف الكنيسة الروسية الأرثوذكسية وبطريرك موسكو. وعبر 46 بالمائة من الروس خلال استطلاع للرأي أن عقوبة السجن المرتقبة ضد الناشطات النسويات ملائمة.

Police detain a participant during an opposition protest in Moscow March 5, 2012. Russian police detained at least 100 people at protests calling on Vladimir Putin to resign after a presidential election they say was unfairly skewed in his favor. REUTERS/Mikhail Voskresensky (RUSSIA - Tags: POLITICS ELECTIONS CIVIL UNREST)
أجهزة الأمن تقمع كل تظاهرة ضد بوتينصورة من: Reuters

جمعيات حقوق الإنسان تندد

أما المدافعين عن حقوق الإنسان فلهم رأي آخر في الموضوع. فلودميلا أليفيجفا، رئيسة مجموعة موسكوـ هلسينكي الحقوقية، تقول إن حالة الحركة النسوية "المهبل المتمرد" ذات دوافع سياسية. أما منظمة أمنسيتي العالمية لحقوق الإنسان فقد وجهت انتقادات كبيرة للعدالة الروسية وتطالب بالإطلاق الفوري لسراح الناشطات النسويات. وقالت منظمة أمنسيتي في أحد البيانات الصحافية أن التهم الموجهة للناشطات لا تستحق إلقاء القبض عليهن، ورد فعل السلطات الروسية ليس صائبة تجاه ما قامت به الناشطات من تعبير سلمي لمواقفهن السياسية. لهذا السبب فأمنيستي تعتبر الناشطات معتقلات سياسيات مع الإشارة أن التظاهرة الفنية داخل كنيسة " مهينة للكثيرين".

الموسيقى واليوتوب كسلاح في وجه بوتين

الحملة التي نظمتها الحركة النسوية "المهبل المتمرد" داخل كنيسة "إغلوزر" يمكن مشاهدتها عبر موقع الانترنيت يوتوب. ففي الشريط الذي لا تتجاوز مدته دقيقتان يشاهد المرء الفتيات بأقنعة وجه مزركشة وبجوارب وسترات قصيرة وهن يرقصن ويقفزن أمام هيكل الكنيسة. لاحقا تمت إضافة عناوين تحتية للشريط وهي عبارة عن كلمات أغنية تدعو الآلهة إلى طرد رئيس الوزراء بوتين. وتقول مؤسِِسات حركة "المهبل المتمرد" في حديث مع DW قبل القبض عليهن، أن مثل هذه الأشرطة هي الهدف الحقيقي للحركة. "الأشرطة بالنسبة لنا هي أهم شيء" تقول احدى النساء التي لا تريد أن تكشف عن هويتها. وترى الحركة أن المستهدفين بالأشرطة المنجزة في الانترنيت ليس فقط سكان العاصمة موسكو بل سكان المدن الأخرى.

A participant looks on during a protest demanding fair elections in central Moscow March 5, 2012. International monitors said Russia's presidential election was clearly skewed to favour Vladimir Putin, a verdict that could spur protesters planning to take to the streets to challenge his right to rule. REUTERS/Anton Golubev (RUSSIA - Tags: POLITICS ELECTIONS CIVIL UNREST)
الحركة النسوية في مقدمة المطالبين بالتغيير السياسيصورة من: Reuters

الربيع العربي كعامل إلهام

ظهرت حركة "المهبل المتمرد" في شتاء 2011 قبل الانتخابات البرلمانية الروسية كفرقة لموسيقى الروك وتعتبر نفسها "فرقة روك سياسية". وقد حاولت الفرقة أن تربح الأصوات ضد فلادمير بوتين وحزب "روسيا الموحدة". وجاءت كل هذه الحملات بإلهام من الربيع العربي. ففي احدى الأغاني يرددن " الهواء المصري جيد للرئة ويجعل من الساحة الحمراء في موسكو ساحة تحرير". لحدود الساعة فقد نظمت أعضاء الفرقة الموسيقية أنشطة قليلة في الساحة الحمراء أو في محطة مترو الأنفاق وأمام أحد السجون. وتقول ناشطة في الفرقة "ما يهمنا هو الأداء في الأماكن الممنوعة". وتعيد مثل هذه الأنشطة للأذهان حركة "فيمن" الأوكرانية التي تدافع منذ سنوات عن حقوق المرأة الحقوق الاجتماعية. لكن بخلاف الأوكرانيات اللواتي يحاولن إيصال رسائلهن السياسية عبر إبراز تفاصيل أجسادهن العارية، فإن الناشطات الروسيات يحتفظن بملابسهن لأنهن لا يردن أن يسقطن في فخ إعادة إنتاج الصورة النمطية تجاه المرأة، لهذا يفضلن موسيقى الروك على نزع ستراتهن.

غونشارنكو رومان/ عبد الرحمان عمار

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد