1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الشباب في قطاع غزة - آمال كبيرة ومستقبل مظلم

٢٠ يوليو ٢٠٠٩

تلاميذ الثانوية العامة في قطاع غزة ينتظرون نتائج الامتحانات بعد أن فرغوا من أدائها. بيد أن الفرص المتاحة أمامهم لاستكمال دراستهم محدودة، إذ إن القطاع معزول عن العالم،وجامعاته مكدسة بالطلاب الذين لا يجدون عملا بعد التخرج.

https://p.dw.com/p/Irer
شبيبة غزة يحلمون بمستقبل أفضل من ذلكصورة من: picture-alliance/ dpa

حان الآن وقت العطلة الصيفية في قطاع غزة، حيث يلعب التلاميذ الصغار في الشوارع أو يشاركون في المعسكرات الصيفية التي تنظمها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أو حركة حماس. أما نظرائهم ممن هم أكبر منهم سنا فلا تتوفر لهم أي فرصة لقضاء فترة العطلة، كما يقول الشاب موسى البالغ من العمر ثمانية عشر عاماً.

آمال في مستقبل مشرق

Obdachlose Menschen in Gaza nach israelischen Militärangriffen
الوضع في قطاع غزة لا يوفر منظورات مستفبلية جيدةصورة من: AP

لقد فرغ هو وزملاؤه للتو من امتحاناتهم وهم في انتظار نتائجها. ولكن ماذا سيفعلون، عندما ينجحون في هذه الامتحانات، ويحصلون على شهاداتهم؟ في جوابه على هذا التساؤل يجيب الشاب يحيى بأنه يود دراسة طب الأسنان. أما صديقه محمد فيجيب بأنه يتمنى أن يدرس علوم السياحة في الخارج، مضيفاً أنه "يريد الحصول على منحة دراسية، وإذا تحقق له ذلك فسيسافر إلى عمه في المجر". أما زميلهما موسى فيرغب في تعلم مهنة التمريض. ويريد أشرف دراسة الحقوق.

آفاق مستقبلية واسعة وواقع مُقيد

بيد أن الآفاق المستقبلية أمام هؤلاء الشباب قاتمة، إذ لا تتوفر أماكن العمل، ويزداد في اطراد عدد الدارسين في الجامعات، وبالتالي عدد الباحثين عن العمل. وحتى الخريجون المؤهلون جيدا لا يجدون أي وظيفة. ولذلك يرعب الكثيرون من شباب قطاع غزة في مغادرته، بغية الحصول على مزيد من التعليم والتأهيل، أو تجربة الحياة في الخارج، كما يقول هشام الذي يعمل الآن في وزارة الصحة مساعدا في قسم الأشعة، بعد أن أنهى دراسته في هذا التخصص.

إن أكبر أمنية لهشام هي أن يسافر إلى أوروبا ولو لمرة واحدة، ويقول:" أحلم في أن أسافر إلى أوروبا لمدة أسبوع، وأزور فرنسا، فقد سمعت أنه لا حدود في أوروبا. ويمكن لأي شخص هناك أن يسافر بالهوية الشخصية إلى كل بلادها. إنني لا أستطيع الذهاب إلى القدس، ولا إلى بيت لحم، أو رام الله. إنها بلادي ولكن لا أستطيع الذهاب إليها بسبب الإسرائيليين، وبسبب الحدود".

شباب غزة يتطلع إلى مجتمع حديث هناك

Palästinenser an der Grenze nach Ägypten
شباب غزة يتطلعون إلى انتهاء عزلتهم عن العالم، والانفتاح على مستقبل مشرقصورة من: AP

غير أن هناك من شباب قطاع غزة من غادروه للدراسة في الخارج، ومنهم سامي عبد الشافي الذي قضى سبعة عشر عاما في الولايات المتحدة الأمريكية دراسة وعملاً. وفي عام 2003 تخلى عن حياته في بلدة سيليكون فالي بولاية كاليفورنيا، وعاد إلى قطاع غزة للمشاركة في تكوين مجتمع حديث هناك. عن هذا يقول عبد الشافي: "لا أكذب إذا قلت بأني على المستوى الشخصي أسفت بعض الشئ على مغادرتي أمريكا. ولكني على المستوى المهني، ومستوى الوطنية، لست آسفا على ذلك. كما لا أنوي مغادرة القطاع. وإذا حدث ذلك فسيكون بسبب ظروفي الخاصة، إذ لا أريد أن أُطرد من القطاع".

ويعمل عبد الشافي في مؤسسة كارتر مستشارا للمؤسسات السياسية ولرجال الأعمال. ويرى أن مستقبل قطاع غزة مظلم، ويقول إن سكان القطاع يعيشون فيه وكأنهم في بالونة صغيرة وغير صحية. إذ يتعاملون بعقلية المسجونين، فهم محبوسون في القطاع وكأنهم في سجن.

إن أكثر من نصف سكان قطاع غزة من الشباب تحت سن الثامنة عشرة. وهذا الجيل من الشباب معزول تماماً عن بقية العالم ويعيش في فقر مدقع، وفي ظل سيطرة حركة حماس على القطاع، التي يزداد اتصافها بعدم التسامح وبضيق الأفق. كما يعيش هؤلاء الشباب بدون أمل في التعليم والعمل والحرية. إن المستقبل بالنسبة لهم مظلم، كما يقول سامي عبد الشافي.

الكاتب: بيتينا ماركس / محمد الحشاش

مراجعة: عماد م. غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد