1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الكويت - هل تنجح رؤيتها الجديدة وسط منافسة خليجية شرسة؟

١٢ فبراير ٢٠١٧

تبدو رؤية "كويت جديدة 2035" غير واقعية. لكن الموقع الجغرافي وغيره من العناصر تؤهلها للحصول على حصة في سوق المنافسة القوية على الاستثمارات والتجارة في منطقة الخليج. فما هي أبرز نقاط القوة في هذه المنافسة؟

https://p.dw.com/p/2XMO1
Kuwait Hafen City skyline viewed from Souk Shark Mall
صورة من: picture-alliance/robertharding/G. Hellier

بعد "رؤية السعودية 2030" هاهي الكويت تعلن الآن عن رؤيتها "كويت جديدة 2035" والتي تهدف كما هو الأمر بالنسبة للسعودية إلى تنويع مصادر الدخل والتحرر من هيمنة النفط الذي تعتمد عليه الميزانية الكويتية وموازنات خليجية أخرى بشكل شبه كامل. تتضمن الرؤية الكويتية الجديدة عشرات المشاريع التنموية والإستراتيجية لتطوير السياحة والبنية التحتية والطاقة والنقل وصناعة البتروكيماويات والتجارة. كما تتضمن توفير بئية استثمارية وإدارية فاعلة وجاذبة ورأس مال بشري إبداعي وعالي الكفاءة. ومن أهدافها الأساسية تحويل البلاد إلى مركز جاذب للاستثمار والتجارة في منطقة الخليج  من خلال الاعتماد على مبدأ الشراكة مع القطاعين الخاص المحلي والأجنبي.

تجربة رؤية سابقة لم تكن ناجحة

Börse von Kuwait
بورصة الكويت تعاني من تدهور أسعار النفط وضعف الاهتمام الخارجيصورة من: AP

تأتي "رؤية الكويت 2035" الطموحة هذه على ضوء العجز المتزايد والقياسي في الميزانية الحكومية بسبب تدهور أسعار النفط التي تشكل نحو 90 بالمائة من إيرادات الدولة. وتذهب التقديرات الكويتية الرسمية لأن يصل هذه العجز إلى نحو 22 مليار دولار خلال السنة المالية المقبلة 2017/2018 مقابل 15 مليار دولار في السنة المالية 2015/ 2016.  غير أن البيروقراطية والمحسوبية والفساد إضافة إلى الصراعات السياسية في بلد ينفرد بديمقراطية نسبية بين دول الخليج، تزيد الشكوك حول إمكانية تطبيق هذه الرؤية. ويزيد من هذه الشكوك نتائج إطلاق رؤوية سابقة قبل 12 عاما بهدف تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري في منطقة الخليج، غير أن هذا المشروع  لم يتحقق منه سوى القليل على أرض الواقع لأن الصراعات وغياب الإصلاحات الإدارية عملت على عرقلة تنفيذه. 

فرص الرؤية الجديدة

الخبير الاقتصادي والمحلل المالي ميثم الشخص يعتقد وعلى خلاف المشككين في حوار مع DW عربية أن الخطة الجديدة ابتعدت عن "رومانسية سابقتها" وتركز على الجوانب العملية التي تنطلق من تطوير بيئة تشريعية وإدارية جاذبة للاستثمارات الخاصة بشكل متواز مع تحديث البنية التحتية واللوجستية. وحسب الخبير ميثم فإنه تم البدء فعليا بالخطوات الأولى لتحقيق هذا الهدف والمتمثلة في "إعادة هيكلة المؤسسات الإدارية الحكومية المعنية بقوة العمل ومناقشة قانون ضريبي جديد سيتم إصداره لاحقا". غير أنه ورغم الزخم الذي يبدو قويا منذ البداية على صعيد تطبيق الخطة المتعلقة بالرؤية فإن هناك عوامل قد تفرض ضرورة إحداث تغييرات في الخطة أو تغيير اتجاهاتها. ويوضح الخبير ذلك بالقول: "تم تخطيط الرؤية على أساس سعر محدد لبرميل النفط، وفي حال تراجع السعر إلى مستويات أدنى من السعر الذي تم اعتماده في الخطة، فإن ذلك سيعني عدم توفر الموارد المالية اللازمة لتنفيذ جميع المشاريع. وعندها ستكون الحكومة مضطرة إلى شطب بعضها".

Kuwait Öl-Industrie
صناعة البتروكيماويات الكويتية بحاجة لمليارات الدولارات من أجل تطويرهاصورة من: Getty Images/AFP/Y. Al-Zayyat

على صعيد متصل تشير تجربة الكويت في التنمية والإصلاحات الاقتصادية إلى صدامات متكررة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية حول أولويات هذه الإصلاحات. وهو الأمر الذي عرقل على سبيل المثال تنفيذ الكثير من الخطوات المتعلقة بمكافحة الفساد والحد من الهدر الحكومي وإصلاح سياسات الدعم الحكومي لبعض السلع وإصدار قرارات استثمارية وتشريعية أفضل. ومن شأن تجربة كهذه أن تلقي بظلالها السلبية على الخطوات المتعلقة بإنجاز "رؤية كويت جديدة 2035".

هل تستطيع الكويت منافسة جيرانها؟

من خلال نظرة إلى محيط الكويت نلاحظ أيضا وجود عوامل إقليمية تعترض تحقيق أهداف الرؤية الكويتية، فالإمارات تعد اليوم الوجهة المالية والسياحية والتجارية الأولى في الخليج. وتعد المنامة عاصمة البحرين من أهم أسواق المال في منطقة الشرق الأوسط. ومقارنة مع السعودية التي تتمتع بسوق كبيرة وبثروات طبيعة ضخمة ومساحة شاسعة ونحو 30 مليون مستهلك، فليس من السهل على الكويت كبلد صغير بعدد سكان لا يتجاوز 4.2 مليون نسمة جذب استثمارات، لاسيما الأجنبية منها. غير أن ميثم الشخص يرى فرصة قوية للكويت كمركز استثماري ومالي وتجاري في إطار المنافسة مع الدول المجاورة بسبب استمرار تمتعها بتصنيف ائتماني جيد مقارنة بالسعودية ودول خليجية أخرى تم تخفيض تصنيفها الائتماني بعد تدهور أسعار النفط. وتعرض الحكومة الكويتية تمويل عشرات المشاريع الضخمة بقيمة 100 مليار دولار حتى عام 2020 عن طريق الاكتتاب العام والشراكة مع القطاع الخاص من خلال شركات عالمية ذات خبرة وسمعة جيدتين، حيث سيتم البدء في مشروع محطة الزور الشمالية لإنتاج الطاقة وتحلية المياه.

Künstliche Inseltwelt in Dubai
دبي منافسة قوية لكل دول الخليج في مجالات السياحة والتجارة والاستثمارصورة من: AP

إضافة إلى ذلك فإن الكويت، والكلام للخبير ميثم الشخص، تجاور العراق وإيران وتتمتع بعلاقات طيبة وجيدة معهما، ويمكن أن تجعل من مرافئها - وفي مقدمتها ميناء مبارك الضخم الذي يتم إنشائه حاليا على الجانب الغربي من خور عبدالله شمال الخليج - مدخلا للتجارة البرية وبالتالي إحياء طريق الحرير عبر السوقين العراقية والإيرانية اللذين يعتبران من أكبر أسواق الشرق الأوسط. ويمكن شرح الدور المستقبلي المنافس للكويت من خلال الهجوم الذي قامت به مؤخرا شخصيات سياسية عراقية على اتفاقية "خور عبدالله" التي تنظم الملاحة البحرية بين الكويت والعراق على ضفة الخليج الشمالية. الخبير لا يستبعد أن يكون وراء ذلك الضجيج الذي قام به أشخاص - وليس الحكومة العراقية - وبعض الدول الخليجية التي لا تريد أن ترى الكويت دولة منافسة لها في عالمي المال والتجارة على مستوى الشرق الأوسط. كما لا تود هذه الدول أو يكون للعراق علاقات طيبة مستدامة مع العراق وإيران.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد