1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"المجتمع الدولي شريك في تحمل مسئولية ما يحدث في الأراضي الفلسطينية"

ايرني كيوباميكي/ إعداد: عبده جميل المخلافي٢٠ يونيو ٢٠٠٧

من يتحمل مسؤولية ما يحدث في غزة؟ حماس أم فتح أم الحركتان معا أم ربما المجتمع الدولي وعلى رأسه واشنطن والاتحاد الأوروبي وإسرائيل والدول الإسلامية؟ الخبير الألماني المعروف أودو شتاينباخ يحاول الإجابة على هذا السؤال الشائك

https://p.dw.com/p/AyUM
تدهور الأوضاع في الساحة الفلسطينية له اسباب داخلية وخارجيةصورة من: AP

لا تختلف زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت الأخيرة الى واشنطن اليوم الثلاثاء (19 يونيو/ حزيران) عن سابقاتها من حيث الطقوس المعتادة. لكن الخبراء يعتقدون أن هذا اللقاء ينظم بين اثنين من السياسيين الذين يلاحقهما الفشل في الوقت الراهن، وبالتالي فليس من المتوقع أن تتمخض عن هذه الزيارة قرارات خارقة للعادة فيما يتعلق بقضية السلام في الشرق الأوسط. وعلى ما يبدو أن رئيس الوزراء الاسرائلي ايهود اولمرت سافر هذه المرة إلى الولايات المتحدة متفائلا في إمكانية تحقيق تقدم في عملية السلام، وذلك بعد تعيين حكومة الطوارئ الفلسطينية. لذلك أبدى استعداده لتحويل مبلغ 400 مليون يورو من مستحقات الضرائب والجمارك الفلسطينية التي كانت محتجزة لدى إسرائيل. وبينما يبدي أصحاب القرار في الولايات المتحدة وإسرائيل تفاؤلا بإمكانيات التوصل إلى سلام محتمل في المنطقة، يبدو الخبراء في شؤون الشرق الأوسط متشائمين بخصوص فرص السلام المتوفرة. إذ يقول أودو شتاينباخ، مدير المعهد الألماني للدراسات الشرقية في جامعة هامبورج إنه لا يوجد سبب للتفاؤل، عازيا ذلك إلى أن الضفة الغربية لاتشكل كيانا سياسيا مستقلا تنفرد به فتح دون حماس. ويضيف الخبير أنه من شبه المؤكد أن حماس ستعمل كل ما في وسعها لعرقلة أي مفاوضات تتم بين فتح وإسرائيل، ناهيك عن عدم وجود أسس لتوقيع اتفاقية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وحتى لو وجدت فإنها ستشكل خطرا على محمود عباس، الذي سينظر إليه كخائن من قبل شعبه إذا وقع اتفاقية من هذا النوع مع إسرائيل، على حد قول الخبير.

المجتمع الدولي شريك في تحمل المسئولية

USA Israel Palästinenser Ehud Olmert bei George Bush
بوش و أو لمرت "سياسيان يلاحقهما الفشل"صورة من: AP

لعله من نافلة القول إن الغرب لم ينجح في تحريك عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل. كما أن الاسواء من ذلك أن حماس التي بسطت سيطرتها مؤخرا على قطاع غزة بعد أن وصلت حكومتها الائتلافية مع حركة فتح الى طريق مسدود، يتم تحريكها بضغوط خارجية كما أن الحكومة الفلسطينية لم تستطع الصمود أمام المتغيرات الخارجية التي عكست نفسها على حركتي حماس وفتح بشكل كبير. فالولايات المتحدة تدعم حركة فتح من خلال تدريب قواتها الأمنية ومدها بالسلاح. وإسرائيل جمدت الضرائب والجمارك المستحقة للفلسطينيين خوفا من استخدامها من قبل حماس لتنفيذ تفجيرات إرهابية ضدها. في هذا السياق يقول شتاينباخ إن الأسرة الدولية "شريكة في المسئولية عن التطورات في الأراضي الفلسطينية. ومن المعروف إن حركتي حماس وفتح كانتا قد توصلتا بعد مواجهات عنيفة بينهما الى اتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية من الحركتين، بوساطة سعودية، اختير للتوقيع عليها مدينة مكة بما يحمله ذلك من دلالات، لكن الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية عملتا من خلال وقوفهما ضد حماس على تفريغ الوساطة السعودية من شرعيتها،" كما يقول شتاينباخ. والنتيجة التي نراها اليوم هي تقسيم المناطق الفلسطينية سياسيا إلى ما يسمى تهكميا "بدويلة حماس" و"دويلة فتح"

غياب خطة سلام واضحة وشريك قوي للمفاوضات

ويرى شتاينباخ أن إقرار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يتطلب حاجة ماسة الى خطة سلام واضحة على المدى الطويل، لكن المشكلة تكمن ـ في رأي الخبير الألماني ـ في عدم وجود حكومات قادرة على إدارة المفاوضات في الوقت الحالي. فإدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش محاصرة في نهاية فترتها بالأغلبية الديمقراطية. وفي إسرائيل تنشغل حكومة ايهود اولمرت بالدفاع عن بقائها أمام مطالب الاستقالة على خلفية حرب لبنان. أما الاتحاد الأوروبي فإنه منهمك في البحث عن حل لأزمة الدستور الأوروبي الموحد، كما أن سياسته الخارجية تعاني من الشلل الناجم عن التغير السياسي في كل من باريس ولندن. وفي هذا السياق يصف مدير معهد الدراسات الشرقية الرئاسة الألمانية الدورية للاتحاد الأوروبي بأنها كانت "ضعيفة فيما يتعلق بلعب دور في صراع الشرق الأوسط"، منتقدا إياها بعدم تقديم تصور واضح للطريقة التي يمكن ان تخرج بها الاوضاع في المنطقة من عنق الزجاجة.

حرب بالوكالة في فلسطين؟

Deutschland Udo Steinbach Direktor des GIGA Instituts für Nahost-Studien
الخبير الألماني آودو شتاينباخصورة من: picture-alliance / akg-images

كما أن الدول الإسلامية شريكة في المسئولية عما يحدث في المناطق الفلسطينية، وذلك من خلال سياساتها الخارجية النارية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل. فسوريا وإيران تدعمان كما يُعتقد بشكل كبير حركة حماس بالسلاح والمال. من ناحيتها تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش على الجانب المضاد الى حشد الدول العربية المعتدلة كمصر والأردن ضد إيران، الدولة التي في طريقها لأن تصبح قوة نووية. وهذا لاشك يتطلب من واشنطن تحقيق تقدم ملموس على صعيد النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. يشار في هذا السياق إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين اولبرايت كانت قد طالبت حكومة بلادها بضرورة الحديث حتى مع أولئك الذين لا تحبهم أمريكا، لكن العكس هو ما حدث عندما قامت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بزيارة الى سوريا التي تخضع لحصار اقتصادي أمريكي منذ عام 2004. من جانبه، وجه لها الرئيس بوش نقدا لاذعا، معتبرا تصرفها هذا مضرا بالسياسة الخارجية الأمريكية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد