1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

المقابر في برلين: عبق تاريخي وفن معماري

دويتشه فيله (أ.أ)٢٨ يونيو ٢٠٠٧

مارلين ديتشرين، فيللي براندت، روزا لوكسمبورج أو كال ليبكنشت، هيجل، بريخت، أسماء بعض المشاهير الذين يجمع بينهم شيء واحد وهو أن مقابرهم جميعاً تقع في العاصمة الألمانية برلين وتجذب السائحين من كل مكان.

https://p.dw.com/p/AJzd
مقبرة دوروتيينشتاتيشه فريدهوف وسط عاصمة برلين عامل جذب للسائحين في المدينةصورة من: dpa Zentralbild

يوجد في العاصمة الألمانية برلين مائتان وستون مقبرة مختلفة في الحجم والشكل، تمتد على مساحة تبلغ أكثر من 1.200 هكتار في العاصمة وحولها. الكاتب هيلموت بوران يرى أن كثرة عدد المقابر في برلين يرجع إلى تاريخ المدينة، التي كانت في الماضي عبارة عن منطقة ريفية. ولم تتحول برلين إلى مدينة عالمية كبيرة إلا عام 1920 بعد أن امتدت لتشمل عدداً كبيراً من القرى والمدن الصغيرة المحيطة بها، كان لكل منها مقبرته الخاصة. هارتمان ألف الكتاب، الذي صدر مؤخراً عن مدافن فريديناو البرلينية حيث توجد قبور مارلين ديترش أسطورة هوليوود.

مقابر تتميز بالجمال الفني

Jüdischer Friedhof Weißensee
أحد المقابر اليهودية في برلينصورة من: dpa - Report

تملك ولاية برلين تسعين مدفنا من مدافن برلين، بينما تملك الكنيسة الإنجيلية 118 مدفناً وتملك الكنيسة الكاثوليكية تسعة آخرين، هذا بالإضافة إلى خمس مدافن مخصصة لليهود، من بينها أكبر مدفن يهودي في أوروبا في مقاطعة مدينة فايسينسي. كما أن هناك مقبرة للمسلمين، ومقبرة خاصة بالكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ومقبرة الكومنولث البريطانية الخاصة بضحايا الحربين العالميتين من الجنود.

يذكر أن بعض مقابر برلين دمرت خلال الحرب العالمية الثانية، كما أغلق بعضها عام 1961 عندما بني سور برلين بسبب وقوعها في المنطقة الفاصلة بين شرق وغرب المدينة. وباستثناء هذه المقابر التي دمرت وأغلقت، تحتفظ مدافن برلين الأخرى بجمالها نتيجة ترميمها المستمر على أيدي بعض المتطوعين.

وتعد هذه المقابر عامل جذب هام للسائحين في المدينة على حسب قول بورين هارتمان الذي يضيف: "تجذب هذه المدافن على الأخص سكان برلين السابقين الذين غادروها، والذين يقومون بجولات بمصاحبة مرشد سياحي لمشاهدة أشهر المقابر، ويشعرون بذلك أنهم يعيدون إحياء التاريخ".

مدافن تمثل أعمالاً فنية

Bertolt Brecht Grab Dorotheenstädtischer Friedhof in Berlin
قبر الشاعر الألماني بيرتولت بريخت في وسط برلينصورة من: AP

ويعد بورين هارتمان عضواً فاعلاً في شبكة العناية بالمقابر التاريخية في برلين والتي تأسست قبل عشرة أعوام، وعملت على اقتفاء آثار المقابر المحلية وتاريخ حياة الأشخاص المدفونين فيه؛ لأن هذه المقابر في رأيهم تعتبر جزءاً من التاريخ، كما تعكس فن النحت في القرن التاسع عشر كما يؤكد هارتمان قائلاً: "لقد عاش في برلين آنذاك أكثر من 400 نحات، قاموا بالكثير من التماثيل البرونزية والرخامية والنقوش المختلفة والأعمال التذكارية. كل هذه الأعمال ممثلة في المقابر المختلفة الموجودة في برلين".

من بين هذه المنحوتات أعمال لفنانين اشتهرت أعمالهم بالخارج مثل شادو وتيك وراوخ وزيمرينج وشيبر وبيجاس وتواليون وجول. فالنصب التذكاري لجورج واشنطن في ولاية فيلادلفيا الأمريكية على سبيل المثال صنع في برلين وهو من تصميم رودلف زيمرينج، الفنان الألماني الموهوب وغيرها من الأعمال المنتشرة في أمريكا الجنوبية وروما.

عمليات ترميم المقابر

الكثير من الأعمال الفنية دمرت أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث تمت إذابة الكثير من التماثيل البرونزية لاستخدام البرونز في أغراض أخرى. كما قام الشيوعيون بإبعاد تمثال شهير من العصر البروسي من وسط مدينة برلين إلى كوخ بعيد في بوتسدام، ولم تتم إعادته إلى موقعه الأصلي إلا في أواخر السبعينيات بموافقة إريش هونكير، رئيس ألمانيا الشرقية آنذاك.

ويمثل إيجاد تمويل لصيانة هذه المقابر صعوبة كبيرة بالنسبة للقائمين عليها، ولولا المساعدات الفردية وتبرعات المؤسسات المختلفة لما كان هذا الأمر ممكناً، فقد قل دخل المقابر نتيجة ارتفاع متوسط الأعمار بالإضافة إلى تفضيل البعض حرق جثثهم بدلاً من دفنها.

مقابر المشاهير

Artisten üben am Brandenburger Tor Beschreibung
تمثال بوابة براندنبورج الشهير

ومن ضمن المقابر التي تجذب عدداً كبيراً من الزائرين من كل عام مقبرة دوروتيينشتاتيشه في منطقة ميته وسط برلين. في ركن هادئ هناك يقع قبر الشاعر الألماني الكبير وأب المسرح الحديث بيرتولت بريخت، الذي كتب عليه اسمه فقط.

كذلك تجد هناك أيضاً قبر النحات الألماني جوتيفرد شادو، مصمم تمثال كادريجا الشهير فوق بوابة براندنبورج، بالإضافة إلى قبر الفيلسوف الألماني الشهير جيورج فيلهلم هيجل، الذي ذاع صيته على المستوى العالمي في بدايات القرن التاسع عشر.

وفي مقبرة أخرى تقع في كنيسة الثالوث المقدس في منطقة كرويتسبيرج جنوبي برلين، يرتاح الموسيقار الألماني فيليكس ميندلسون بارتولدي في مدفنه، الذي بقي طويلاً غير معروف إلى أن وجده أحد قادة الجيش الأمريكي في أوائل السبعينيات. فأرسل رسالة قصيرة إلى عمدة برلين مقترحاً إقامة حفل خاص بموسيقى ماندلسون تكريماً له في الذكرى الـ 125 لوفاته. ويبدو أن هتلر ونظامه النازي قد أمروا بمسح ذكرى هذا الموسيقار الراحل، نظراً لكونه يهودياً، لكن منذ ذكراه الـ125، يقام له مهرجاناً سنوياً في برلين بالإضافة طبعاً إلى تحويل مقبرته المجهولة إلى نصب تكريمي مهيب.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد