1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بمناسبة عيد العمال: احتجاجات ومطالب لا تجد من يصغي لها

دويتشه فيله١ مايو ٢٠٠٦

في الأول من شهر أيار/مايو من كل عام يحتفل العمال بعيدهم في شتى أنحاء العالم. بغداد تستنكف هذا العام ونقابات ألمانيا نظمت مسيرات حاشدة تحت شعار "كرامتك هي مقياسنا" من أجل المنادة بتحسين أوضاع الطبقة العاملة في ألمانيا.

https://p.dw.com/p/8KsJ
مظاهرات صاخبة مصحوبة بالعنف في اندونيسيا بمناسبة يوم العمالصورة من: AP

نظم عشرات الالاف من العمال مسيرات في أنحاء مختلفة من العالم اليوم الاثنين في مظاهرات سلمية احتفالا بعيد العمال للمطالبة بتحسين ظروف العمل. ففي أندونيسيا شارك العمال في احتجاجات في نحو 12 من بينها احتجاج في العاصمة جاكرتا جذب اكثر من عشرة الاف شخص ضد خطط الحكومة لتعديل قانون العمل الصادر عام 2003 الذي يقول رجال الاعمال انه لين للغاية مع العمال وانه يعوق الاستثمارات. وتجمع غالبية محتجي جاكرتا في الطريق الرئيسي في المدينة والقصر الجمهوري والبرلمان حيث احرق العمال نعشا خاويا. وكانت الاسلاك الشائكة ومدافع المياه واضحة في تلك المواقع بوسط جاكرتا ولكن بحلول منتصف النهار لم ترد تقارير عن حدوث أعمال عنف كبيرة. وفي الفلبين سار الاف في وسط العاصمة مانيلا تحت مراقبة نحو 5000 من قوات مكافحة الشغب الجاهزة لاحباط اي تكرار لاضطرابات عيد العمال عام 2001 حين اقتحم انصار الرئيس السابق جوزيف استرادا قصر الرئاسة. وتحت اشعة الشمس الحارقة حملت جماعات عمالية وانصار استرادا الرايات واللافتات داعين الى رفع الاجور وخفض اسعار الوقود وتنحية رئيسة الفلبين جلوريا ماكاباجال ارويو. وفي كمبوديا فرقت شرطة مكافحة الشغب مسيرة سلمية لكن لم يصرح بها في عيد العمال نظمها مئات من عمال العاصمة فنومبينه وقادها زعيم المعارضة سام رينسي بعد ان تسببت في توقف الحركة في المدينة نحو ساعتين. كما سار العمال اليابانيون في مظاهرة في عيد العمال في طوكيو.

لا مسيرات في بغداد

Anschlag auf Schiitenmoschee in Bagdad Abtransport eines Opfers
هموم العراقيين تتعلق بالبقاء على الحياة أكثر من الحصول على عملصورة من: AP

وفي بغداد وقال مصدر في الحزب الشيوعي العمالي العراقي طلب عدم الكشف عن اسمه ان "المنظمات العمالية قررت عدم اقامة مسيرات الاول من ايار/مايو هذا اليوم (الاثنين) بسبب الاحتياطات الامنية". وتقيم نقابات العمال في بغداد مسيرات يشارك فيها آلاف العمال في هذه المناسبة كل عام. ووجه الرئيس العراقي جلال طالباني تهنئة الى عمال العراق بهذه المناسبة. وقال ان "العمال الذين يشكلون شريحة واسعة من الشعب العراقي, تعرضوا مع سائر أبناء هذا الشعب إلى الاضطهاد والحرمان والتعسف في العهود الماضية". واضاف "مع سقوط الدكتاتورية فتحت آفاق جديدة لمساهمتهم الفعالة والملموسة في بناء العراق الديموقراطي والدفاع عن مصالحهم الاقتصادية لضمان حقوقهم المهنية وممارسة نشاطاتهم النقابية". واوضح طالباني ان "عمال العراق الذين شاركوا بنشاط في الكفاح ضد نظام الجور والاستبداد, يشاركون اليوم في إرساء صرح العراق الجديد الذي يوفر العمل والضمان للجميع في ظل احترام كرامة الانسان العامل".

"كرامتك هي مقياسنا"

"إننا نمر بأوقات عصيبة، لاسيما وأنه قد بات من الممكن المساس بكرامة الانسان"، هكذا يعلل ميشائيل سومر، رئيس اتحاد النقابات الألمانية، سبب اختيار شعار "كرامتك هي مقياسنا" لإحياء ذكرى عيد العمال هذا العام. وبدون ذكر العولمة على وجه التحديد يتحدث سومر عن تداعياتها السلبية على الألمان، إذ يرى سومر أن العمل بات لا يحمي الناس من الفقر. فأكثر من 2.5 مليون شخص في ألمانيا يتقاضون أجوراً تحت متوسط الدخل، الذي يبلغ 1.442 يورو. وخمسة ملايين آخرين يحصلون على أجور منخفضة للغاية. وتتطابق تصريحات سومر مع البيانات، التي نشرها المكتب الاتحادي للإحصاء مؤخراً، والتي تشير إلى انخفاض نسبة الألمان، الذين يستطيعون تغطية نفقاتهم من خلال العمل، كما تشير البيانات إلى أن ثلث العمال الألمان يحصلون على دعم مادي من الأهل والأقارب، لأن دخولهم لا تسمح بتغطية نفقاتهم المعيشية.

Menschen demonstrieren mit einem Transparent
البطالة أصبحت الموضوع الاول المسيطر على شعارات العمال في الاول من مايو كل عامصورة من: AP

ويدفع ذلك اتحاد النقابات الألمانية إلى تبني مطالب عديدة، وأهمها تحديد حد أدنى للدخل وألا يتقاضى المرء أقل من سبعة يورو ونصف في الساعة. كما يطالب اتحاد النقابات الحكومة الإتحادية بعدم تسهيل اجراءات تسريح العمال، لأن لذلك أضرار جسيمة بالاقتصاد، فالعاملون، الذين ليس لديهم وظيفة ثابتة، يتجهون للإدخار ولا يقدمون على الاستهلاك، بالاضافة إلى المطالبة بعدم رفع سن التقاعد من 65 إلى 67 سنة، إذ سن التقاعد الطبيعي هو الـ 60 ورفعه لا يعني سوى تقليص المعاشات مما سيؤدي إلى الفقر، حسب رأي النقابيين. كل هذه المطالب سيتوجه بها رؤساء النقابات إلى الحكومة في مسيرات عيد العمال، التي تشهدها مختلف المدن الألمانية اليوم. "لكن هذه المطالب من شأنها أيضاً إضفاء صورة سلبية على النقابات كونها أصبحت قوى دفاعية محافظة تعمل على التشبث بالقديم. مما يجعلها غير قادرة على مواكبة الحاجة إلى التغيير والاصلاح، التي يقتنع بها عدد كبير من المواطنين الألمان"، على حد قول المحلل رولف فينكيل.

لكن من يصغي لمشاكل العمال؟

China: 1. Mai in Beijing
الدول الشيوعية مثل الصين تعتبر يوم العمال احد أقدس ايام السنةصورة من: AP

ويذهب فينكيل إلى: "إنه من الطبيعي ألا يحرص الكثيرون على الانخراط في النقابات الألمانية. فالعاملون في الشركات الصغيرة والمتوسطة والقطاعات الحديثة كتكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى الشباب والنساء لا يقدمون على أن ينادوا بمطالبهم عبر النقابات." وينتقد فينكيل النقابات بالقول: "أنه من السهل على النقابيين التفوة بكلمات رنانة ككرامة الانسان والتضامن وحق التعبير والمشاركة العادلة، لكنهم لا يقدمون حلولاً أو حلولاً بدلية للمشاكل، التي يواجهها المجتمع. وبالرغم من الانتقادات الموحهة للنقابات يرى يورغن بيترس، رئيس نقابة صناعة المعادن في ألمانيا، أن "معاناة خمسة مليون مواطن من البطالة في المانيا تجعلهم يحيون على حافة المجتمع، مما يشكل بحد ذاته إهداراً لكرامتهم." لذلك يتهم بيترتس الحكومة بانتهاك الدستور، الذي يحظر المساس بكرامة الانسان. أما كارل جوزيف لاومان، خبير شئون العمل بالاتحاد المسيحي الديمقراطي ووزير العمل بولاية شمال الراين وستفاليا، فيرى في البطالة تحد كبير أمام المجتمع الألماني، لعدم قدرة نسبة كبيرة من المواطنين من المشاركة في المجتمع.

عيد العمال.. لمحة تاريخية

Proteste in Berlin gegen neue Dienstleistungsrichtlinie
زعماء النقابات الالمانية في احدى مظاهرات الاول من مايو/أيارصورة من: AP

تعود ذكرى عيد العمال إلى القرن التاسع عشر، وترتبط بواحد من أكثر الأيام التي مرت على العمال قسوة ودموية. فلقد شهد القرن التاسع عشر ثورة صناعية كبرى، أقيمت فيها المصانع العملاقة وعمل فيها الملايين في ظروف غير انسانية ولمدد طويلة بدون راحة. ولم تلق مطالب العمال المتكررة أي أذن صاغية لدى أصحاب رؤوس المال الذين لم يهتموا سوى بدوران عجلة الإنتاج. حتى جاء عام 1886 فانطلقت الشرارة من مدينة شيكاغو الصناعية الأمريكية، حيث نجحت مجموعة من القيادات النقابية فى تكوين هيئة قومية للعمال وهى "الاتحاد الأمريكي للعمل" وتبنى هذا الاتحاد الدعوة لاعتبار يوم الأول من مايو 1886 يوم للإضراب العام من أجل مطلب تخفيض ساعات يوم العمل إلى ثمانى ساعات فى جميع الصناعات. وجاء أول مايو ليشهد أكبر عدد من الإضرابات العمالية فى يوم واحد فى تاريخ أمريكا حيث وصل عدد الإضرابات التى أعلنت فى هذا اليوم نحو خمسة آلاف إضراب واشترك فى المظاهرات 340ألف عامل وكان الشعار المشترك لأحداث هذا اليوم هو "ثمانى ساعات للعمل- ثمانى ساعات راحة-ثمانى ساعات للنوم ".

وفي اجتماع حركة العمال الأوروبية عام 1889 تم اعتبار يوم الأول من مايو/آذار يوماً للعمال. وخرجت عام 1890 مظاهرة فاقت كل التوقعات في امريكا واوروبا واستراليا للمطالبة بحقوق العمال وتخفيض ساعات العمل. ومن يومها بدأ تقليد الاحتفال السنوي بهذا اليوم عن طريق المسيرات والإحتفالات التي تتناول أوضاع العمال إضافةً إلى الموضوعات السياسية الرئيسية للعام. وتلقفت الدول الاشتراكية هذا اليوم واعتبرته عيداً قومياً لها، ثم سرعان ما انتشر هذا التقليد في دول أخرى كثيرة، منها دول رأسمالية لا تشاطر الفكرة الشيوعية القائلة بالصراع الطبقي وحكم البروليتاريا. أما أمريكا التي اندلعت منها شرارة الثورة فلا تحتفل بهذا اليوم معتبرة أنه يخلد ذكرى مثيري شغب، وتحتفل عوضاً عن ذلك في سبتمبر/أيلول بيوم العمل "Labour Day".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد