1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

بوش يرسل مزيدا من القوات الى العراق ويعترف بارتكاب أخطاء

دويتشه فيله + وكالات (ط.أ)١٠ يناير ٢٠٠٧

الرئيس الأمريكي يعلن أخيرا عن استراتيجيته الجديدة بشأن العراق. الاستراتيجية تتضمن إرسال المزيد من الجنود الى بلاد الرافدين وزيادة الضغط على حكومة المالكي و المعارضون الديمقراطيون يرفضون القرار ويعتبرونه خطأً.

https://p.dw.com/p/9g42
تزايد الضغوط على الرئيس الأمريكي جورج بوش بشأن سياسته في العراقصورة من: AP

أبلغ الرئيس جورج بوش الأمريكيين المتشككين انه سيرسل نحو 21500 جندي أمريكي آخرين الى العراق. وقال في اعتراف نادر أنه أخطأ في الماضي بعدم إشراكه عددا أكبر من الجنود في الحرب التي لا تحظى بتأييد شعبي. وقال بوش في كلمة من البيت الأبيض على شاشات التلفزيون "الوضع في العراق غير مقبول للشعب الأمريكي وغير مقبول لي. وحيثما وقعت أخطاء فان التبعة تقع على كاهلي." ومع الاستياء المتزايد بين الأمريكيين من اسلوب ادارته للحرب، قال بوش انه سيمارس ضغوطا أكبر على العراقيين ليعيدوا الامن والنظام في بغداد. واستخدم الرئيس الأمريكي ألفاظا قاسية لتحذير رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من ان "التزام امريكا ليس مطلقا." وقال بوش "اذا لم تنفذ الحكومة العراقية وعودها فسوف تخسر تأييد الشعب الأمريكي وستخسر تأييد الشعب العراقي." وأضاف قوله ان استراتيجيته الجديدة التي تقضي بان يتولى العراقيون مسؤولية الأمن في كل المحافظات الثماني عشرة بحلول نوفمبر تشرين الثاني بدلا من ثلاث محافظات فحسب في الوقت الحالي "لن تؤدي الى نهاية فورية للتفجيرات الانتحارية" وحوادث العنف الأخرى.

US Soldaten in Deutschland Heidelberg
الخبراء يرون أن العراق بحاجة إلى الحلول السياسية بدل العسكريةصورة من: AP

وأضاف بوش قائلا: "العام الحالي سيتطلب مزيدا من الصبر والتضحية والحزم." وقال ان محاولات سابقة لتأمين بغداد باءت بالفشل لانه "لم تكن توجد قوات عراقية وأمريكية كافية لتأمين الأحياء التي تم تطهيرها من الإرهابيين والمتمردين" وان القوات هناك تخضع لقيود كثيرة. وكان ذلك اعترافا نادرا بالخطأ من جانب بوش. وقال ان قادته العسكريين راجعوا الخطة الجديدة وأكدوا له انها تعالج المشكلات. واتهم ايران وسوريا بالسماح للإرهابيين والمتمردين باستخدام أراضيها في دخول العراق والخروج منه وتعهد "باننا سنقطع تدفق الدعم من سوريا وايران."

معارضة ديمقراطية للاستراتيجية الجديدة

وقبل زيارة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس للشرق الاوسط قال بوش ان السعودية ومصر والاردن ودول الخليج "يجب ان تفهم ان هزيمة امريكا في العراق ستخلق ملاذا جديدا للمتطرفين وخطرا استراتيجيا على بقائها." وجاء قرار الرئيس ارسال مزيد من القوات الامريكية الى الحرب التي مضى عليها نحو أربعة اعوام .. 17500 الى بغداد و4000 الى محافظة الانبار المضطربة تحديا للديمقراطيين الذين وصفوه بانه تصعيد للحرب. ولم يحدد بوش جدولا زمنيا لنشر قوات جديدة. ويرى الديمقراطيون ان سيطرتهم على الكونجرس الأمريكي في انتخابات نوفمبر اشارة من الناخبين الى انه حان الوقت للبدء باعادة القوات الى الوطن. ودعوا الى بدء "انسحاب مرحلي" للقوات في غضون اربعة الى ستة اشهر. ويقول الزعماء الديمقراطيون في الكونجرس انهم يعتزمون اجراء عمليات تصويت رمزية في مجلسي النواب والشيوخ على خطة الرئيس. وقالت باربرة ميكولسكي السناتور الديمقراطية عن ماريلاند "نحن في حفرة في العراق والرئيس يقول ان المخرج هو ان نحفر اكثر. هل هذا معقول.. حينما تكون في حفرة هل يكون الحل ان تحفر اكثر."

USA Wahlen Kongress George Bush hat gewählt
فقدان الحزب الجمهوري للاغلبية في الكونجرس سيحد من قدرة الرئيس بوش على تسويق استراتيجيته الجديدة.صورة من: AP

أما السناتور الديمقراطي ادوارد كنيدي عن ولاية ماساتشوستسفقد قال أن "الشعب الامريكي يطالب بتغيير المسار في العراق. وبدلا من ذلك فان الرئيس يعجل بالمسار الفاشل نفسه الذي سلكه طيلة اربع سنوات. يجب عليه ان يفهم ان الكونجرس لن يوافق على هذا المسار." في غضون ذلك قال مسؤولون كبار في الحكومة الامريكية ان بوش سيطلب من الكونجرس تخصيص حوالي 6ر5 مليار دولار لتمويل زيادة القوات و2ر1 مليار دولار اخرى لبرامج الاعمار والتوظيف التي تهدف الى ايجاد فرص عمل للعراقيين ومنعهم من الانضمام الى صفوف الميليشيات.

"الحرب على العراق صراع لا تلوح له نهاية"

وفي خضم هذه التطورات دعا عدد من المحللين والخبراء السياسيين إلى البحث عن الحلول السياسية وتفعيل لغة الحوار بدل الخيارات العسكرية. وفي هذا السياق وصف المحلل الاستراتيجي زبغنيو برجينسكي، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر "سياسة الولايات المتحدة في العراق بالفاشلة"، وذلك في مقابلة أجرتها معه الصحيفة الألمانية الأسبوعية الرصينة "دي تسايت Die Zeit". كما أوضح بأن الحرب على العراق أدت "إلى زعزعة الثقة في مشروعية الدور الأمريكي العالمي ومصداقيتة، إذ أدخلت هذه الحرب الولايات المتحدة الأمريكية في صراع لا تلوح له نهاية". ولكنه أشار في الوقت ذاته إلى أنه "لم يفت الأوان بعد لإحداث تغييرات إيجابية في التوجهات السياسية للولايات المتحدة الأمريكية لمعالجة التوترات الدولية".

USA Soldat aus dem Irak Krieg wird in Arlington beerdigt
الديموقراطيون يدعون إلى حوار إقليمي حول العراق وسط تزايد الخسائرالأمريكية البشريةصورة من: AP

كما أعرب المحلل الاستراتيجي برجينسكي عن تأييده لتعزيز التعاون عبر الأطلسي وتوسيعه ليضم أيضا بعض الأطراف الآسيوية. وفي سياق متصل دعا أيضا إدارة الرئيس بوش إلى "مراجعة سياستها الخارجية وتبني أسلوب جديد للحوار لمعالجة القضايا المعقدة مع الابتعاد عن تقسيم الأمور إلى صواب و خطأ أو خير وشر"، على حد قوله. جدير بالذكر أن بيرجينسكي عرف بالعديد من النظريات السياسية والمؤلفات المثيرة للجدل مثل كتابه "الفوضى" و كتاب "رقعة الشطرنج" و"الإخفاق الكبير" وكتاب "بين عصرين"

وفي سياق متصل اعتبر الباحث في "مجموعة الأزمات الدولية" يوست هيلترمان في مقابلة أجرتها معه مجلة "ديرشبيغل" الألمانية الواسعة الانتشار بأن "الخيار العسكري لحل أزمة العراق محكوم عليه بالفشل وإن بعثت الولايات المتحدة بخمسين ألف جندي إضافي إلى العراق". وفي الوقت ذاته اعتبر الخبير السياسي هيلترمان بأن: "الحلول الأمريكية الانفرادية من دون مشاركة الدول دائمة العضوية في الأمم المتحدة لا تتمتع بالمصداقية". وأضاف: "بأن الحل الأفضل يتمثل في مبادرة مشتركة برعاية مجلس الأمن الدولي ومشاركة الدول الست المجاورة للعراق بما في ذلك إيران وسوريا".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد