1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تحديات جديدة تواجه استراتيجيات الحرب على القاعدة في شمال افريقيا

كيرستن كنيب/ ريم نجمي٢٥ يناير ٢٠١٣

شكلت عملية "عين أميناس" فرصة لاختبار قوة الجزائر في الحرب على الإرهاب. غير أنها أظهرت، كما ينبه خبراء، نقاط ضعف، منها ما هو مرتبط بالوضع الداخلي في الجزائر، ومنها ما هو مرتبط بأوضاع الدول المجاورة كمالي.

https://p.dw.com/p/17QF7
An Algerian military truck drives past a road sign indicating the city of Ain Amenas where hostages have been kidnapped by islamic militants at a gas plant , Friday, Jan. 18, 2013 The hostage crisis in the remote desert of Algeria is not over, Britain said Friday, after an Algerian raid on the gas plant to wipe out Islamist militants and free their captives from at least 10 countries unleashed bloody chaos. (Foto:Anis Belghoul/AP/dapd)
صورة من: dapd

كان الإرهابيون في أتم الاستعداد، فلم تكن معهم فقط الأسلحة الثقيلة، ولكن كانت لديهم خريطة لمنشأة إنتاج الغاز في عين أميناس في شرق الجزائر. لقد قاموا بالتجسس على الموقع بتفصيل بواسطة عملائهم، الذين يعملون هناك. في البداية كانت هناك رغبة في التفاوض مع محتجزي الرهائن، حسب ما قال رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال، غير أن مطالب الإرهابيين كان من المستحيل تلبيتها. لذلك تم التوصل إلى قرار الهجوم بالرغم من كبر المنشأة التي تبلغ مساحتها أكثر من أربعة هكتارات، أما حقل الغاز نفسه فتبلغ مساحته عشرة هكتارات.

REFILE - CLARIFYING THE NAME AND LOCATION OF THE GAS PLANT Smoke rises above following demining operations at the Tiguentourine Gas Plant, located about 50 km (30 miles) from the town of In Amenas January 20, 2013. Algeria said on Sunday it expected heavy hostage casualties after its troops ended a desert siege, but Western governments warned against criticising tactics used by their vital ally in the struggle with Islamists across the Sahara. REUTERS/Louafi Larbi (ALGERIA - Tags: CIVIL UNREST POLITICS ENERGY)
منشأة إنتاج الغاز في عين أميناس في شرق الجزائرصورة من: AP

تحرير محفوف بالمخاطر

عملية تحرير الرهائن كانت عملية في منتهى الخطورة، حيث أنه في النهاية قتل 37 رهينة على الأقل. كما كان هناك تخوف من وجود المزيد من الضحايا، فبعض الجثث لم يتم التعرف عليها بعد. كما قتل في العملية 32 إرهابيا، أما البقية فتم إلقاء القبض عليهم. وقد اعتبر عبد المالك سلال هذه العلمية" إشارة واضحة". كما قال رئيس الوزراء إن" الجزائر أتبثت قدرتها العالية في إطار الحرب على الإرهاب، بقيامها بهذه العملية. لقد اعترفت كل الدول بهذه القدرة وبتعامل الجزائر مع أزمة الرهائن."

بيد أن عواصم غربية انتقدت طريقة إدارة السلطات الجزائرية لأزمة الرهائن، بالنظر لكلفتها البشرية الفادحة. ووجهت انتقادات للعملية بصفة خاصة من اليابان والنرويج وبريطانيا، وهي بلدان يعمل أعداد كبيرة من مواطنيها في مجال الغاز.
وقد استدعت وزارة الخارجية اليابانية السفير الجزائري اعتراضا على الغارة وأعربت عن "أسفها العميق". من جانبه، قال وزير الخارجية النرويجي اسبن بارث ايدي إن أوسلو "كانت تود لو تم إطلاعها مسبقا على العملية"، مرددا مضمون ما قاله متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ذكر ان بريطانيا "كانت تفضل أن يتم التشاور معها مسبقا". وفي وقت لاحق من نهاية العملية تفادت واشنطن وباريس توجيه انتقاد للجزائر، واكتفت بإعلان نيتها تقديم مساعدات للجزائر في مجال مكافحة الارهاب.

In this image made from video, a group of people believed to be hostages kneel in the sand with their hands in the air at an unknown location in Algeria. An Algerian security official says de-mining squads searching for explosives found "numerous" bodies Sunday, Jan. 20, 2012 at a gas refinery where Islamic militants took dozens of foreign workers hostage. (Foto:Ennahar TV/AP/dapd) ALGERIA OUT, TV OUT
عملية التحرير كانت محفوفة بالمخاطرصورة من: AP

قوات الأمن الجزائرية كانت مستعدة تمام الاستعداد للقيام بهذه العملية، فقوات الأمن الجزائري لها تاريخ طويل مع الإرهابيين وهذا النوع من العمليات. يقول ويليام لورانس الخبير في شؤون الشرق الأوسط من بيت الحكمة " المجموعة الدولية للأزمات" في حديث له مع DW:"لقد بقيت قوات الأمن الجزائرية المتخصصة في الإرهاب حتى بعد الحرب الأهلية التي شهدتها سنوات التسعينات." ويضيف الخبير:"صحيح أن الجزائر أعلنت في 2002 نهاية العشرية السوداء، غير أن المتورطين في ذلك الماضي الأسود مازالوا موجودين." صحيح لقد خف الخطر و"لكنهم لم يختفوا من الوجود."

تراجع إلى منطقة الساحل

لكن هناك شيء تغير حسب ما صرح به رشد أوعيسى الخبير السياسي من جامعة ماربورغ في حوار له مع DW:" الحرب على الإرهاب أدت إلى خلو شمال البلاد تقريبا من الإرهابيين." ويضيف:" غير أن هذا أدى إلى نزوح الإرهابيين باتجاه الجنوب، في منطقة الساحل غير المستقرة، حيث استأنفوا نشاطهم هناك." ويتابع أوعيسى:" يصعب التحكم في هذه المنطقة، بل صار الأمر أكثر صعوبة بعد سقوط نظام القذافي في البلد الجار ليبيا." ويضيف الخبير السياسي:"هذا بالإضافة إلى التدهور الذي تشهده مالي منذ عشر سنوات."

Professor Rachid Ouaissa von der Uni Marburg. Rechteinhaber ist Herr Ouaissa selbst.
رشيد أوعيسى الخبير السياسي من جامعة ماربورغصورة من: Rachid Ouaissa

لقد وجد الإرهابيون في الشريط الحدودي بين الجزائر ومالي، منطقة مثالية للإنكفاء فيها، كما يقول ويليام لورانس الخبير في شؤون الشرق الأوسط، حيث يشعر الإرهابيون بالأمان في منطقة الصحراء "يتحركون بسرعة في آلاف الكيلومترات. والحدود لا تلعب أي دور في الحد من تحركاتهم.“

أما ما يشكل للإرهابيين ميزة، فهو أن دولة مالي لا تسيطر بشكل جيد على تلك المنطقة.“وبالتالي يستغل الإرهابيون نقاط الضعف للقيام بعملياتهم: يهربون المخدرات، والأسلحة، والناس أيضا. كما يقومون بعمليات اختطافات." إضافة إلى ذلك يقومون باستغلال المشاكل السياسية والاجتماعية التي تتخبط فيها مالي للتوغل في البلاد والحصول على المزيد من الأتباع.

epa03540444 An undated handout photograph taken from a video released by the IntelCenter on 16 January 2013 showing Mokhtar Belmokhtar the leader of Group that claimed to have taken around 41 hostages at the British Petrolium (BP) Gas Field in Algeria. Reports on 17 January 2013 state that three of the foreign workers being held hostage by Islamist gunmen in Algeria have appealed to the Algerian army to halt its fire to allow negotiations to begin, al-Jazeera television reports. A British, a Japanese and an Irish hostage made the appeal in a telephone conversation with the broadcaster. One of the hostage-takers also demanded the withdrawal of the army as a condition for the start of negotiations. EPA/INTELCENTER / HANDOUT MANDATORY CREDIT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES (zu dpa 0099 "Islamisten wollen mit Geiselnahme Offensive in Mali stoppen" am 17.01.2013) +++(c) dpa - Bildfunk+++
ما يشكل للإرهابيين ميزة، هو أن دولة مالي لا تسيطر بشكل جيد على المنطقة الحدوديةصورة من: picture alliance / dpa

خطط تخريبية في شمال افريقيا

لكن ليست الأعمال الإجرامية هي الشغل الشاغل للإسلاميين كما يوضح رشيد اوعيسى. فبعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 أصبح للإرهاب بعد آخر. حيث أنه يعمل على التأثير على ميزان قوى الدول المجاورة لأوروبا. " بداية استهدفوا المنطقة التي كان يطلق عليها في السابق" العالم الثالث" ثم وضعوا الشرق الأوسط نصب أعينهم والآن هم يذهبون بعيدا ويتوجهون نحو أفريقيا."

ما يساعدهم على ذلك هو أن هذه البلدان التي كانت مستعمرة وحصلت على استقلالها تتغير فيها الأنظمة السابقة ويظهر فيها نظام جديد تتفكك من خلاله هذه البلدان." كما يظهر فاعلون جدد يُعقدون الوضع السياسي أكثر." لم يعد الأمر يتعلق بالدكتاتوريين في مالي ولكن مع فاعلين جدد أيضا."

استراتيجيات وتحديات جديدة

ما يحدث الآن سيؤدي إلى وضع غير مستقر في الكثير من البلدان كتشاد ومالي والنيجر وربما أيضا موريتانيا، كما لا ينبغي استبعاد أن هذه الدول غير مهيكلة بالشكل الجيد ولها نظم جديدة نسبيا، على عكس الجزائر التي خرجت قوية من أزمة الرهائن. يقول أوعيسى:"ستصبح الجزائر دولة ذات قوة في المنطقة بعد استعراض قوتها في عملية عين أميناس، كما ستكون شريكا ممتازا بالنسبة للغرب."

في نفس الوقت لا ينبغي إغفال ضرورة تقوية الجزائر، فالهجوم على حقل الغاز أظهر نقاط ضعف أيضا، كما كتبت صحيفة "الفجر". عملية احتجاز الرهائن أظهرت أيضا الحاجة إلى استراتيجيات جديدة لمحاربة الإرهاب. "فالجيش ليس قادرا بمفرده على حل المشاكل. أطراف أخرى مطالبة أيضا بالمشاركة، كالمدارس والمؤسسات الدينية، بالإضافة إلى الدولة والبرلمان، فالدولة لا يمكن لها التسلح فقط بالأسلحة. المطلوب كذلك هو سياسة اقتصادية واجتماعية. فالإرهاب يتغذى من النقائص الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد