تسليم كارادجيتش إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي

وصل إلى هولندا صباح اليوم (30 يوليو/ تموز 2008) زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كارادجيتش المتهم بارتكاب جرائم حرب. ووضع الزعيم الصربي قيد الاعتقال في لاهاي، حيث ستجري محاكمته أمام المحكمة الدولية هناك. وتم نقله من مطار روتردام إلى مركز الاعتقال عن طريق مروحية لتجنب أعمال شغب قد تهدد عملية تسليمه إلى المحكمة.

مظاهرات مساندة للزعيم السابق

وكان آلاف الشباب القوميين المتشددين من الصرب قد تجمعوا في مظاهرة أمس الثلاثاء في بلجراد لدعم الزعيم السابق كارادجيتش والمطالبة بعدم تسليمه للمحكمة الدولية. وزادت حدة الاشتباكات عندما ألقى بضع عشرات من الشباب المشاعل والحجارة والقمامة على شرطة مكافحة الشغب، بينما ردت قوات الأمن بالعصي وإطلاق الغازات المسيلة للدموع. كذلك أغلقت السفارة الأمريكية في صربيا أبوابها مبكراً أمس الثلاثاء، ونصحت رعاياها بتفادي التواجد وسط بلجراد خشية تجدد أعمال العنف ضدهم. يذكر أن متظاهرين اقتحموا السفارة الأمريكية في بلجراد في شباط/ فبراير الماضي وأضرموا النار فيها احتجاجا على دعم الولايات المتحدة لإعلان كوسوفو الاستقلال عن صربيا.

تسليم كارادجيتش خطوة للتقرب من الاتحاد الأوروبي

ويواجه كارادجيتش اتهامات بارتكاب أعمال إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب البوسنة التي دارت رحاها في الفترة بين عامي 1992 و1995 والتي قدر عدد ضحاياها بنحو 100 ألف شخص. ووقع وزير العدل الصربي سنيزانا مالوفيتش مذكرة ترحيل كارادزيتش في الرابعة صباحا تقريبا بسبب عدم وصول استئناف قرار ترحيله إلى المحكمة. وكانت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد حذرت سلطات بلجراد من أن صربيا لا يمكنها تحقيق تطلعاتها بالاندماج في الاتحاد الأوروبي دون تسليم كارادجيتش للمحكمة الدولية. وألقي القبض على الأخير في الحادي والعشرين من الشهر الجاري في العاصمة الصربية بلجراد بعد 12 عاماً قضاها هارباً، لتنتهي بذلك قصة أحد أشهر الملاحقين في العالم.

جولات سياحية لتتبع خطوات الزعيم السابق أثناء هربه

وقد أثار زعيم صرب البوسنة السابق دهشة العالم بهويته المزيفة، حيث عمل طوال مدة هربه في بلجراد كمعالج في مجال الطب البديل تحت اسم الدكتور دراجان دابيك، بعد أن أطال لحيته وشعره مغيراً بذلك مظهره تماماً. وظل متخفياً وراء تلك الشخصية طوال 12 عاماً، تنقل خلالها في رحلات جريئة إلى كرواتيا والنمسا. الأمر الذي تنوي إحدى شركات السياحة المحلية استغلاله، للقيام برحلات لزيارة الأماكن التي كان يتردد عليها كارادجيتش أثناء فترة هروبه، حيث صرحت دراجانا توبيتش، المتحدثة باسم شركة فيكول السياحية لوكالة الأنباء الألمانية أن الشركة ستبدأ في تنظيم هذه الجولات قريباً وأضافت: "ثمة طلب هائل والناس مهتمة بالفعل".

وستشملالجولات زيارة بار لودا كوكا/ المنزل المجنون حيث كان كارادزيتش أو دكتور دابيتش يلعب الجوسل وهي آلة وترية معروفة في جمهورية الجبل الأسود (مونتونيجرو). وتقول فيكول إن الجولة تتضمن أيضا محل البقالة الذي كان يشتري منه الخبز والنبيذ والمكان الذي استقل منه الحافلة ومن ثم اعتقل، والمطاعم التي كان يتناول فيها البيتزا والفطائر المحلاة. كما سيكون بمقدور السياح شراء أعداد قديمة من مجلة "هيلثي لا يف" ­ أو "حياة صحية"، التي كان يكتب فيها باسمه المستعار. وقالت توبيتش " لقد نظمنا بالفعل جولة "تيتو" وجولة "تيسلا" وكانتا تحظيان باقبال شديد بين السياح الأجانب. وأظن أن هذه الجولة أيضا ستحقق نجاحا كبيرا".