1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تواصل العمليات العسكرية في العراق في ظل غياب الوفاق السياسي

دويتشه فيله/وكالات١٧ مارس ٢٠٠٦

لا تزال مشاورات تشكيل الحكومة العراقية تراوح مكانها في الوقت الذي تزداد فيه الأوضاع الأمنية سوءا خصوصا مع تواصل الهجوم الأمريكي في سامراء. استراتيجية أمنية أمريكية تعتبر أن إيران بجانب القاعدة هي العدو الرئيس لواشنطن

https://p.dw.com/p/87qy
عملية "الحشد" مستمرة في منطقة سامراءصورة من: AP

ثلاثة أشهر تقريبا مضت على اجراء الانتخابات النيابية في العراق ولا أمل بتشكيل الحكومة، على الأقل في المدى المنظور. صحيح أن نتائج الانتخابات ظهرت بعد ثمانية أسابيع من إجراءها، ثم جاء الطعن في صحة النتائج من بعض القوى ليؤخر من إعلان النتائج الرسمية، إلا أن ذلك ليس هو السبب الأساسي في عدم توصل القوى السياسية مختلفة الأهداف والمرجعيات الدينية والسياسية حتى الآن إلى اتفاق بشأن ملامح وطبيعة الحكومة القادمة. وقد برز هذا الخلاف في أجلى صوره أمس في الجلسة الأولى للبرلمان العراقي المنتخب. هذا البرلمان انفض وكأنه لم يكن، دون الاتفاق على رئيس له أو على الأقل على موعد لعقد الجلسة القادمة. ان التمترس الحاد وراء مطالب ومصالح حزبية وطائفية بحتة وعدم استعداد أي طرف للتنازل عن مطلب واحد من مطالبه هو السبب الحقيقي لهذا المأزق السياسي، ناهيك عن الخلافات المكبوتة داخل الحزب الواحد، لاسيما في الائتلاف العراقي الموحد. هذه الحقائق لا تنبئ بحدوث انفراج حقيقي في الوضع السياسي العراقي في الفترة القريبة القادمة، كما أن هذا التعثر في عملية الاتفاق السياسي على تشكيل الحكومة يزيد من تفاقم الوضع الأمني على الأرض. فلا يكاد يمر يوم دون أن يفيق الشعب العراقي على صوت انفجار جديد وعلى أخبار تكشف عن وقوع مذابح جديدة مرعبة.

ضبابية الاستراتيجية الأمريكية

JAHRESRÜCKBLICK 2003 APRIL IRAK USA
ثلاث سنوات على انتهاء الحرب على الورق فقطصورة من: AP

استمرار الخلافات السياسية بين الأحزاب العراقية وتفاقم الأوضاع الأمنية المأساوية يقابلها غياب لاستراتيجية أمريكية واضحة للتعامل مع عراق ما بعد صدام. شخصيات كثيرة في الكونجرس والإدارة الأمريكية، منهم وزير الدفاع رامسفيلد، أشارت أكثر من مرة إلى أنها لم تتوقع أن يكون "التمرد المسلح" في العراق بهذه القوة وعلى هذا القدر من التنظيم والقسوة. وبعد ثلاث سنوات من انتهاء الحرب رسميا في العراق، نشرت الإدارة الأمريكية أمس الخميس 16 مارس/آذار 2006 وثيقة تكشف عن استراتيجية الولايات المتحدة الأمنية في العراق والمنطقة. وركزت هذه الاستراتيجية التي تعد الأولى من نوعها منذ انتهاء الحرب على مبدأ "الضربات الوقائية" وتصنيف إيران كعدو رئيسي الى جانب القاعدة. في الجملة الأولى من الوثيقة التي تتكون من 49 صفحة تم اقتباس مقولة للرئيس الأمريكي بوش: "أمريكيا في حالة حرب"، الأمر الذي يعطي واشنطن الحق "لتوجيه ضربات استباقية للدفاع عن نفسها." وأثناء عرضه للوثيقة قال شتيفان هيدلي، المستشار الأمني للرئيس: "حيثما اقتضت الضرورة، لا نستبعد استخدام القوة العسكرية حتى في حالة عدم وضوح أهداف وطبيعة العدو المحتمل." وفي صفحتين لاحقتين، تم تحديد إيران بجانب القاعدة كأحد أكبر أعداء الولايات المتحدة في الوقت الحاضر، الأمر الذي يمكن اعتباره مؤشرا على المنحى الذي يمكن أن يأخذه الصراع في الفترة القادمة. هيدلي لم يتفق مع الانطباع المتولد من خلال الوثيقة من أن بلاده تقصد إيران تحديدا عند الإشارة إلى "استراتيجية الضربات الوقائية".

استراتيجية مزدوجة إزاء إيران

Irakisch-Iranische Grenze
الحدود الجغرافية الايرانية العراقية واضحة بعكس الحدود الديمغرافية والدينيةصورة من: AP

في الوقت الذي ترفض فيه الإدارة الأمريكية الخوض في مفاوضات مباشرة مع النظام الإيراني حول برنامجه النووي وتفضل معالجة الملف عبر مجلس الأمن الدولي، لا تمانع نفس الإدارة من حيث المبدأ التحدث مع الإيرانيين بشأن الوضع في العراق. وحول اقتراح طهران بخصوص البدء بمحادثات ثنائية مع بلاده حول كل مواضيع الخلاف العالقة بما فيها الملف النووي، أجاب المستشار الأمني للرئيس بوش قائلا: "سوف ندرس مسألة إجراء محادثات مع الإيرانيين انطلاقا من معاييرنا الاستراتيجية." وأوضح المستشار الأمني ان هذه المعايير الاستراتيجية تتمثل في "الإبقاء على تحالف دولي متماسك إزاء إيران وملفها النووي والعمل على الضغط عليها للتراجع عن مواقفها. هذا لا يتعلق بالملف النووي فحسب، وانما بمسألة دعمها للإرهاب وطريقة تعامل النظام مع الشعب الإيراني." وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قد صرحت في 11 آذار/مارس أن "إيران هي التحدي اكبر الذي نواجهه". وعللت رايس هذا التحليل بالإشارة إلى اعتماد إيران "سياسة تهدف الى توجيه الشرق الأوسط في وجهة معاكسة لتلك التي نتمنى أن يسير عليها". وأشارت الى إصرار إيران على "تطوير أسلحة دمار شامل متحدية بذلك إرادة المجتمع الدولي" واصفة النظام الإيراني بأنه "المصرف المركزي للإرهاب". ولم تمنعها هذه التصريحات من الإقرار بان المحادثات مع طهران حول الوضع في العراق "قد تكون مفيدة"، مشيرة الى ان الأمر لا يتعلق بمفاوضات.

الوضع الميداني

Offensive der US-Truppen im Irak
جانب من المروحيات المشاركة في الهجوم في منطقة سامراءصورة من: AP

ميدانيا تواصل القوات الأمريكية تساندها قوات عراقية لليوم الثاني على التوالي أكبر هجوم بري وجوي لها على معاقل المسلحين منذ انتهاء "العمليات العسكرية الرئيسية" في العراق في 20 ابريل/ نيسان 2003. وحسب قيادة الجيش الأمريكي في مدينة تكريت تشارك نحو 50 طائرة عمودية في الهجوم وما يقارب 1500 جندي أمريكي وعراقي. واعلن ضباط اميركيون ان القوات العراقية والاميركية المشاركة في عملية "الحشد" في منطقة سامراء، شمال بغداد، اوقفت 48 شخصا وعثرت على مخابئ اسلحة لكنها لم تخض اي مواجهة مع المسلحين. واوضح ان "الهدف من العملية منع القوى المعادية للعراق من اقامة ملاذ آمن" في المنطقة الشاسعة الواقعة شمال-شرق سامراء (120 كم شمال بغداد). وتابع ان 60 مروحية في العملية التي وصفها الحيش الامركي بانها الاكبر منذ غزو العراق عام 2003 في حين تم سحب 900 جندي من اصل 1500 شاركوا فيها مناصفة بين الاميركيين والعراقيين. واوضح كالاهان ان القوات المشاركة في العملية عثرت على ستة مخابئ اسلحة تحوي كميات من قذائف الهاون وقاذفات الصورايخ والمتفجرات واسلحة خفيفة اضافة الى ادوية ووثائق للمسلحين.

وجاءت هذه الغارات بينما تستعد القيادة السياسية العراقية للاجتماع مرة ثانية في جهود للخروج من الطريق المسدود بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية. وانتقد سياسي سني الهجوم الأمريكي قائلا انه سيرسل إشارة غير مشجعة في وقت يسعى فيه الزعماء العراقيون الى حل سياسي لمتاعب البلاد. وقال "هذه العملية الكبيرة التي يستخدم فيها طائرات هاجمت ايضا اجزاء اخرى في المنطقة المستهدفة شمال شرقي سامراء."

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد