1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير إسرائيلي: الفوضى في الأراضي الفلسطينية تنعكس سلبا على إسرائيل"

اجرى الحوار: كلاوديا بريفينزانو/ إعداد: (ع.م)١٩ ديسمبر ٢٠٠٦

في ظل التصعيد الخطير الذي تشهده الساحة الفلسطينية ممثلاً في المواجهات الأخيرة بين حركتي فتح وحماس، تحدث موقع دويتشه فيله مع الخبير الإسرائيلي شموئيل ساندلر حول الوضع هناك وانعكاساته على عملية السلام مع إسرائيل.

https://p.dw.com/p/9Y8J
تصعيد خطير في الساحة الفلسطينيةصورة من: picture-alliance/dpa

دويتشه فيله: ما هي قراءتكم لتطورات الأحداث على الساحة الفلسطينية بين كل من حماس وفتح؟

شموئيل ساندلر: فيما إذا لم يتوصل الطرفان الى تفاهم فإن الحرب الأهلية قادمة على اغلب تقدير. ولعله من الصعوبة بمكان التنبؤ بالمستقبل. لقد كانت الحرب الأهلية هي السيناريو الأسواء المتوقع حدوثه حتى الآن، لكن الطرفان بذلا الكثير للحيلولة دون نشوب مثل هذه الحرب. لكن لا احد يعرف الآن كيف ستتصرف كل من حركتي حماس وفتح بعد ان حدث ما حدث. فمن ناحيتها لا تستطيع حماس الاعتراف بإسرائيل لأسباب إيديولوجية اما فتح فإنها من جانبها غير قادرة على القبول بحماس.

هل ترى بأن الانتخابات المبكرة التي أعلنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس غير واقعية؟

في مجتمع ديموقراطي حقيقي يقبل الطرفان بقواعد اللعبة الديمقراطية بما فيها الانتخابات. اما في المناطق الفلسطينية فإن احتمالات الخسارة كبيرة. ففيما لو فازت حركة فتح في الانتخابات فستقول حركة حماس "سبق لنا أيضا ان كسبناها". وهذا هو نفس المنطق الذي تتبعه فتح حاليا، حيث تقول بأن فوز حماس كان كارثة على المجتمع الفلسطيني، وبالتالي فإنها لهذا السبب لا تريد الاعتراف بنتائج هذه الانتخابات. وهذا يعني ان احتمال الحرب الأهلية مطروحا بقوة.

ماهي الآثار السلبية التي عكست نفسها على إسرائيل نتيجة عدم قدرة حماس وفتح على تشكيل حكومة مشتركة؟

مما لاشك فيه ان مشكلات الفلسطينيين تنعكس سلبا علينا. فمعاناتهم تقود الى عدم قدرتهم على بناء مجتمع مستقر. وهذا يعني سيادة الفوضى التي ليست دائما بالضرورة لصالحنا في إسرائيل. على المدى القصير قد تؤدي هذه الفوضى في المجتمع الفلسطيني الى انشغال الفلسطينين بأنفسهم وبالتالي عدم مهاجمة إسرائيل، لكن على المدى الطويل لن يكون في صالحنا اذا لم يستطيعوا تكوين حكومة مستقرة.

من وجهة نظر إسرائيل، ما هو الحل الأمثل للنزاع الفلسطيني ـ الفلسطيني؟

عندما يتمكن الفلسطينيون من تشكيل حكومة مستقرة وواقعية تعرف ما لها وما عليها وتعرف الحدود التي يتوجب عليها التحرك في إطارها. في الوقت الحالي توجد حكومة حماس التي تعتقد بأنها تستطيع ان تحصل ليس فقط على حدود عام 1967 وإنما أيضا حدود عام 1948. لكن لا احد يتكلم مع هذه الحكومة.

هل ستقبلون بحكومة فلسطينية تشارك فيها حركة حماس؟

طبعا. لكن المشكلة ان حركة دينية مثل حماس لا يمكنها ان تُغيير من قيَمها ونهجها. لكن اذا اعترفت حماس بحق إسرائيل في الوجود، أستطيع ان اعترف بحماس حينذاك. غير اني لا أتوقع ان يحدث ذلك أصلا.

ماذا يمكن ان تقوم به الحكومة الإسرائيلية في الوقت الحالي: هل يتوجب عليها مواصلة دعم محمود عباس أم انه من الأفضل عدم فعل أي شيء؟

الامر معقد للغاية. إسرائيل من ناحيتها ترغب في مساعدة محمود عباس، لكن أي دعم من جانبنا له ممكن ان ينعكس عليه سلباً. إذ ستستغل حماس ذلك لتقول بأن عباس عميل لإسرائيل. لذلك اعتقد انه من الافضل للحكومة الإسرائيلية في هذا الوقت بالذات ان تبقى بعيدة.

هل لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت خطة معينة للتعامل مع الفلسطينين؟

حقيقة كان لدى اولمرت خطة في السابق، لكنها لم تسفر عن أي نتيجة. فقد كان اولمرت يرغب في مواصلة خطة الانسحاب من جانب واحد، التي بدأها سلفه اريل شارون. لكن هذه الخطة لم تعد واقعية منذ اندلاع حرب لبنان. كما ان الانسحابات الإسرائيلية أحادي الجانب من كل من قطاع غزة ومن لبنان لم تجلب لنا سوى المزيد من العنف. هذا بالإضافة الى ان الرأي العام الإسرائيلي لن يقبل بانسحابات أحادية اخرى من هذا النوع. اما اولمرت فليس لديه في الوقت الحالي أي خطة اخرى، بل انه في وضع صعب لاسيما وانه كان قد قاد حملته الانتخابية على أساس خطة تقضي بالانسحاب من طرف واحد، وقد تعذر عليه ذلك في الوقت الحالي.

شموئيل ساندلر، محلل إسرائيلي مختص بشئون النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني والإسرائيلي ـ العربي. يعمل أستاذا للعلوم السياسية في جامعة بير ايلان في تل ابيب، بالإضافة إلى عمله كباحث في مركز بيجن ـ السادات للدراسات الإستراتيجية التابع لنفس الجامعة.