1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

NATO Frankreich

٦ مارس ٢٠٠٩

بعد قرابة 43 عاماً من انسحاب فرنسا من البنى العسكرية لحلف شمال الأطلسي/ ناتو قررت الحكومة الفرنسية العودة إلى عضويتها الكاملة في الحلف. باريس عللت قرارها بتقوية نفوذ أوروبا داخل مؤسساته.

https://p.dw.com/p/H66a
المقر الرئيس لحلف شمال الأطلسي الناتو في العاصمة البلجيكية بروكسلصورة من: dpa

صرح وزير الدفاع الفرنسي أرفيه موران يوم الثلاثاء الماضي (3 آذار/ مارس 2009) أن بلاده أصبحت قادرة على تجديد علاقاتها مع حلف شمال الأطلسي "ناتو" وأن العودة إلى البنى العسكرية المتكاملة للحلف سوف لا تتعارض مع استقلالية فرنسا. وأضاف الوزير الفرنسي على هامش زيارته إلى واشنطن أن هذه العودة يُمكن أن تُعلن قبل قمة الحلف المقررة مطلع شهر نيسان/ أبريل القادم احتفالاً بمناسبة مرور ستين عاماً على إعلان الحلف.

الحفاظ على سيادة فرنسا

Charles de Gaulle und Konrad Adenauer
الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول والمستشار الألماني الأسبق كونراد آيدناورصورة من: picture-alliance /dpa

ولا تُعد فرنسا أحد الأعضاء المؤسسين لحلف الناتو فحسب، بل نجحت في جعل عاصمتها باريس مكاناً لمقره الرئيسي أيضاً. لكن الرئيس الأسبق شارل ديغول كان منذ البداية رافضاً للوزن الكبير الذي نالته الولايات المتحدة الأمريكية في مؤسسات الحلف وبناه. ومع صعود فرنسا كقوة نووية لم يرغب ديغول آنذاك في أن يترك صلاحية اتخاذ القرار باستخدام الأسلحة الذرية للآخرين، لذلك قرر عام 1966 الانسحاب من البنى العسكرية للحلف. وحينها علل ديغول قراره بالقول: "إن ما يهمني هنا هو إعادة سيادة فرنسا الوطنية إلى وضعها الطبيعي".

وبسبب هذا القرار تم نقل المقر الرئيس للحلف من العاصمة باريس إلى بروكسل. وعلى الرغم من أن فرنسا حصلت على حقها في التصرف بقدرتها النووية، لكنها فقدت نفوذها في الحلف بشكل واضح. وقد قبل كل الرؤساء الفرنسيين، الذين خلفوا ديغول، بهذا الوضع. وخلال الحملة العسكرية على العراق، التي قادها الرئيس الأمريكي جورج بوش في عام 2003، نالت حجة ديغول قوة جديدة، فقد قال الرئيس الفرنسي السابق جال شيراك: "لا نرى أن هناك سبباً يدعونا إلى تغيير منطقنا، وترك منطق السلام إلى منطق الحرب".

نهاية الحرب الباردة وولادة وضع عالمي جديد

لكن في الحقيقة بدأت الحكومة الفرنسية في تسعينيات القرن الماضي بتغيير موقفها من الحلف، فقد خلقت نهاية الحرب الباردة وضعاً جديداً للغاية من الناحية الإستراتيجية. ومنذ عام 2001 تزداد أهمية مكافحة الإرهاب. وعلى الرغم من أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بات الآن راغباً في تحقيق العودة الكاملة إلى البنية العسكرية للناتو، إلا أن الكثير من الفرنسيين ما يزالون متشككين من جدوى هذه الخطوة. يُذكر أن ساركوزي روج لمشروعه مؤخراً أمام مجموعة من الضباط بالقول: "إن كل شركائنا في أوروبا تقريباً هم أعضاء في الحلف. وهم لا يفهمون سبب استمرارنا في موقفنا المنفرد هذا".

ولا يرى ساركوزي في عودة بلاده إلى البنى العسكرية لحلف الناتو ضعفاً، بل قوة لفرنسا، لاسيما وأنه حصل على ما يبدو مسبقاً على الموافقة بتبوء عسكريين فرنسيين لمراكز مهمة داخل بنى الحلف ومؤسساته. لكنه لا يريد في ذات الوقت أن يقوي فرنسا وحدها، بل شركاؤه الأوربيين كذلك، إضافة إلى ذلك فإن فرنسا تلتزم منذ زمن طويل بالمشاركة في مهمات حلف الناتو، كما هو الحال في أفغانستان والبلقان. عن هذا يقول ساركوزي: "سنتمكن من أن نأخذ مكانتنا في أوروبا مستقلة ومنظمة أطلسية".

قوة شوكة أوروبا

Nicolas Sarkozy, französischer Wirtschafts- und Finanzminister
ساركوزي يرغب في حصول أوروبا على نفوذ أكبر داخل مؤسسات الحلف الأطلسيصورة من: AP

ويؤكد ساركوزي لمواطنيه الفرنسيين والأعضاء الأوروبيين الآخرين في الحلف ومنهم الألمان بطبيعة الحال على ضرورة أن تضطلع أوروبا بدور أكبر داخل الحلف. وفي هذا الإطار قال وزير الدفاع الألماني فرانتس يوزيف يونغ في قمة الحلف، التي عقدت في كراكاو البولندية نهاية شهر شباط/ فبراير الماضي: "أعتقد أن عودة فرنسا إلى عضويتها الكاملة في حلف الناتو سوف لا يعود بالنفع على الحلف وحده، بل وعلى أوروبا كذلك، عندما يصبح الاتحاد الأوروبي ركيزة قوية في مجال السياسة الدفاعية، من أجل أن نتمكن من التعامل بفاعلية في إطار شراكة مع حلف الناتو". وضرب يونغ مهمات الحلف في أفغانستان وكوسوفو مثالاً على ذلك، حيث كان من الضروري والمنطقي أن تتعاون أوروبا وحلف الناتو بشكل وثيق.

الكاتب: كريستوف هازلباخ/ عماد غانم

المحرر: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد