1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صحف أوروبية: بارقة أمل تصدر عن مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن

م. أ. م.٤ فبراير ٢٠١٣

شغال المؤتمر الدولي حول الأمن في ميونيخ استقطبت هذا الأسبوع اهتمام جل تعليقات الصحف الأوروبية التي سلطت الضوء على سبل حلول النزاعات في العالم، مثل الأزمة في سوريا ومالي والملف النووي الإيراني.

https://p.dw.com/p/17Xp7
صورة من: Reuters

سلطت صحيفة فرانكفورتر روندشاو (Frankfurter Rundschau) الضوء على مؤتمر الأمن الدولي المنتهية أعماله في مدينة ميونيخ الألمانية، وأكدت أن التقارير الإعلامية تُبرز هذا المؤتمر كأهم لقاء قمة للسياسة الدولية حول قضايا الأمن، في حين أن الأسبوع السنوي للقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة لا يلقى مثل ذلك الاهتمام. واعتبرت الصحيفة أن مؤتمر ميونيخ حول الأمن الدولي يُعقد على خلفية توقعات خاطئة، وكتبت تقول:

"الخطأ الثاني العميق يتمثل في الاعتقاد أن مجموعة القيم الغربية، التي تجتمع في كل سنة لفترة نهاية أسبوع واحد بميونيخ، قادرة على التأثير بصفة ملحوظة في أحداث هذا العالم التي تزداد تعقيدا. فمنذ مدة يوجد فاعلون آخرون إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأوروبا، حتى لو ذكرنا منهم فقط الصين والهند والبرازيل. وانطلاقا من هذا الخطأ المزدوج يصبح حتميا أن يُخيّب هذا المؤتمر التوقعات الكبرى المعقودة عليه.

وتجلّت الموضوعات الرئيسية لهذا العام في الوضع في سوريا والتعامل مع إيران وأزمة اليورو والقلق بشأن العلاقات الأوروبية الأطلسية ـ وهذه الموضوعات تتطابق إلى حد كبير مع التساؤلات التي طُرحت قبل اثني عشر شهرا في هذا المؤتمر. فلم يحصل الكثير في هذه الملفات، التي انضاف إليها نزاع مالي واعتراف العديد من المشاركين في المؤتمر بأنه لم تعد هناك أجوبة سهلة على تحديات القرن الواحد والعشرين. عقد محادثات بصفة منتظمة للقادة السياسيين تبقى مهمة، لكن وجب عليها الكف عن توقع المعجزات من هذا المؤتمر حول الأمن الدولي".

وعلى عكس ذلك شددت صحيفة شتراوبينغر تاغبلات (Straubinger Tagblatt)على أهمية مؤتمر ميونيخ حول الأمن الدولي كمنتدى لمناقشة مستقبل السياسة الدولية ومصير النزاعات المشتعلة، وكتبت تقول:

"العروض واضحة: فإذا كشفت إيران عن مضمون برنامجها النووي وتخلت عن لعبة التستر وأبدت تعاونا، فإن المجتمع الدولي سيلغي العقوبات ضدها ويفتح الطريق أمامها نحو تحقيق النمو والرفاهية. وفي حال وجدت رسالة ميونيخ آذانا صاغية لدى الإيرانيين، فإن ذلك سيمثل بالتأكيد أكبر إنجاز تحقق في مؤتمر الأمن منذ انطلاقته قبل أكثر من 50 عاما".

Iran Außenminister Ali Akbar Salehi Sicherheitskonferenz München
وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخصورة من: Reuters

أما صحيفة زوددويتشه تسايتونغ (Süddeutsche Zeitung) فقد اهتمت في تعليق لها حول خارطة النزاعات والأمن في العالم، وتناولت في نهايته السياسة الخارجية للدول الأوروبية التي لا تتحدث بصوت واحد، الأمر الذي يقوض فاعليتها في التحرك مثلا تجاه سوريا أو مالي، وكتبت تقول:

"الاتحاد الأوروبي لم يتمكن طوال شهور من إرسال بعثة مدربين عسكريين إلى مالي، لأن هناك فجوة كبيرة بين التحليل الذكي والفعل المنشود. وهنا تتمثل الكارثة الحقيقة لهذا العالم المتنوع، أي أن تطلعات الغرب وأفعاله لا تنسجم فيما بينها، لأن حجم المهمة ضخم ووحدة الموقف ضعيفة، دون الحديث عن النقص في الأموال (...) بعض الأمور كان بالإمكان إنجازها بشكل أفضل لو كان هناك عمل جماعي. وذلك إذا عمل الأوروبيون على توطيد سياستهم الخارجية، وإذا لم يختصم 27 وزير خارجية حول البرنامج الصحيح، ويكلفون مندوبتهم لشؤون السياسة الخارجية بالتحرك باسم الجميع، وإذا تم وقف جنون تسلح الدويلات الأوروبية لصالح تشكيل قوات مسلحة مندمجة. كل ذلك كان من شأنه توفير المليارات والرفع من قوة الردع. ومن أجل تحقيق ذلك وجب بالطبع تقديم ضحية كبيرة، ألا وهي السيادة الوطنية في السياسة الخارجية والأمن".

وحذرت صحيفة فولكسكرانت (Volkskrant) الهولندية من حالة انعدام استقرار متزايدة في البلدان العربية على ضوء ما يحدث في سوريا ومصر، وكتبت معلقة:

"البعض يرى في التوترات العرقية والدينية المستفحلة في عديد من البلدان العربية خطر البلقنة. لكن وجب القول: لو توقف الأمر عند ذلك الحد، لأن البلقان مر فعلا بمرحلة تقسيم، لكنه بات مجموعة دول مستقرة نسبيا بدون مؤشرات على وقوع انهيار. وما يهدد أكثر في الحقيقة هو لبننة الشرق الأوسط: فهناك مجموعة دول لا يزال يوجد فيها توازن هش بين فئات الشعب المتناحرة فيما بينها ويتفجر فيها في كل مرة عنف عقائدي".

في حين اهتمت صحيفة أوغسبورغر ألغماينه (Augsburger Allgemeine) بنتائج مؤتمر الأمن الدولي، الذي انتهت أعماله الأحد في ميونيخ، وكتبت تقول:

"خلال مؤتمر ميونيخ حول الأمن الدولي تمت معالجة سبل التفاوض بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران. ونظرا لطول فترة النزاع حول الملف النووي وتصلب المواقف تعكس هذه النتيجة في حد ذاتها نجاحا، لكنها لا تمثل اختراقا في الملف. فهذا المؤتمر حول الأمن يعتبر مجسا لقياس قدرة السياسة الدولية في حل النزاعات. غير أن مستوى تلك القدرة ليس عاليا. وهذا له انعكاسات مأساوية لاسيما في سوريا، لأن عددا متزايدا من الأشخاص يموتون في الحرب".

كما اهتمت صحيفة زوددويتشه تسايتونغ (Süddeutsche Zeitung) بإعلان إيران عن استعدادها لاستئناف التفاوض مع الطرف الغربي حول برنامجها النووي المثير للجدل، وكتبت تقول:

"التساؤل المحوري يظل هل علي خامنئي، الزعيم الأعلى لإيران قادر على وضع رخاء شعبه فوق مبادئ إديولوجية. فالنظام يعتبر تحقيق تقارب كبير من الغرب وتطبيع العلاقات معه تهديدا لوجوده (...) وحل نهائي لن يرى النور سريعا في هذا النزاع حول الملف النووي، بل سنشهد على أبعد تقدير خطوات حذرة تنزع فتيل التصعيد".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد