1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رنين الحرية - فرقة "صوت السلام" الموسيقية

فالتر يان دي - ع.ع.٣١ أكتوبر ٢٠١٥

كان الهدف الأساسي من إطلاق أحد المشاريع الموسيقية في دوسلدورف هو إضفاء الغبطة والسرور على اللاجئين الشباب في حياتهم اليومية، غير أن الفكرة تطورت إلى تشكيل فرقة موسيقية ناجحة حملت اسم: "صوت السلام".

https://p.dw.com/p/1GwlG
Deutschland Flüchtlinge Der Klang der Freiheit
صورة من: DW/J. D. Walter

يعتبر الخبير الموسيقي بيورن فرام الذي ساهم في تنظيم مشاريع موسيقية دولية للشباب، أن أفراد "صوت السلام" هم أكثر بكثير من مجرد موسيقيين مبتدئين. فالمجموعة الموسيقية تتشكل حاليا من لاجئين شباب من غينيا و ألبانيا وإيران. وقد قدم الفريق عروض موسيقية كثيرة، وصلت الآن إلى مستوى إصدار أول أغنية للفريق وتسجيلها بشكل احترافي بهدف عرضها في الأسواق.

الشاب الإيراني ميلاد الذي يبلغ من العمر 22 عاما يستمتع بشغفه للموسيقي ويقول: " أنا أعزف البيانو منذ عشرة أعوام وأقوم بتأليف الأغاني بنفسي". حتى الأغنية المنطلقة من جهاز الكومبو كانت من فكرة الشاب ميلاد، حيث إنها تتحدث عن الآمال في مستقبل أفضل وفي بلد خيالي بعنوان " بلاد الحب".

ويأمل ميلاد في أن يجد هذا المستقبل المنشود في ألمانيا التي يعيش فيها منذ سنة، بعدما دامت رحلته من جنوب إيران إلى هنا ثلاثة أشهر. وهو يقيم حاليا في أحد مآوي اللاجئين في ولاية بافاريا، ولكنه يسافر بالحافلة إلى دوسلدورف، حتى يمكنه اللعب هناك في المجموعة الموسيقية. ولذلك فإنه يلاحظ:" ليس الوضع سهلا و لكن فيه خير" كما يقول ، مضيفا "عندما أعزف الموسيقى أنسى مشاكلي لبعض الوقت"

Deutschland Flüchtlinge Der Klang der Freiheit
المهاجران أندو وفاتيو من ألبانيا - السبب الأساسي لمجيئهما إلى ألمانيا هي الرغبة في دراسة الموسيقىصورة من: DW/J. D. Walter

ترك ميلاد في إيران عائلته وأصدقاءه وأيضا دراسة العلوم الاقتصادية وكل عمره هناك. السلطة الإيرانية رفضت تسليمه هويته وغيرها من الشواهد والأوراق الشخصية "عدا بطاقة الطالب" التي لازالت في حوزته، كما يقول. وهو ينتظر حاليا قرارا بشأن الطلب الذي قدمه من أجل الحصول على حق اللجوء في ألمانيا. ولكن "المحامي يقول إن الجواب قد يأتي غدا وقد يتأخر لأكثر من شهرين." وإلى حين ذلك فلن يمكنه الدراسة أو العمل. ورغم ذلك فإنه تعلم اللغة الألمانية بشكل لا بأس به من خلال الدروس التي تقدمها برامج DWوالتي يتابعها يوميا، كما يؤكد ميلاد.

كإيراني هناك حظوظ بالنسبة له للحصول على حق اللجوء السياسي، على خلاف زميليه الألبانيين أندو وفاتيو في الفرقة الموسيقية، حيث يعتبر بلدهما آمنا. كما لا يعتبر الوضع الاقتصادي المزري سببا للحصول على حق اللجوء هنا. السبب الأساسي لمجيئهما إلى ألمانيا هي الرغبة في دراسة الموسيقى في هذا البلد. ويشرح عازف الكمان أندو أنه "في العاصمة تيرانا يتم تدريس الموسيقى حسب التقاليد الروسية ولكن أنا أريد دراستها حسب النهج الألماني".

يبلغ أندو 23 عاما من العمر. وقد بدأ عزف الكمان عندما كان في السابعة من العمر. كما إنه تخرج من إحدى معاهد الفنون، وبعدها درس موسيقى الكمان لثلاثة أعوام بكلية الفنون في تيرانا. وهناك تعرف على زميله فاتيون البالغ من العمر 19 عاما، والذي يعزف آلة القرن. كما إنه يعزف أيضا آلة البانجو منذ صغره، حيث حصل على جوائز موسيقية كثيرة بمنطقة البلقان.

ويؤكد الشابان أنهما يودان ممارسة الموسيقي في ألمانيا، غير أن حظوظهما في تحقيق ذلك تبدو حاليا ضعيفة كما يلاحظ فاتيون حزينا وهو يقول" سمعت في التلفزيون أن ولاية نوردراين فيسفاليا تود إبعاد كل الألبان" وقد يبدأ ذلك قريبا في مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني .

Deutschland Flüchtlinge Der Klang der Freiheit
المشرف على المشروع الموسيقي في دوسلدورف، بيورن فرامصورة من: DW/J. D. Walter

مواقف الدعم كثيرة

سيكون ذلك بمثابة خسارة كبيرة بالنسبة لفرقة "صوت السلام". حيث إن أندو وفاتيون يجيدان الموسيقى بمهنية عالية من منظور الخبير الموسيقي فرام، الذي لم يكن يعتقد يوما أن مبادرة تشكيل مجموعة موسيقية من اللاجئين الشباب بهدف مواجهة تحديات حياتهم اليومية سيكتب لها النجاح ويتاح لأعضائها نشر تسجيلات موسيقية بمستوى عالٍ من الأداء. الفريق الموسيقي يلقى مساعدة من أستاذ الموسيقى الشعبية فيرنير روت بمعهد الموسيقى ووسائل الإعلام، حيث إنه وفر لهم أستوديو للتسجيل وشجع الطلبة على مساعدة المشروع. وقد ساهم الطلبة بأعمال تطوعية بمستوى 500 ساعة عمل، حسب الأستاذ.

جاءت المساعدات من كل صوب وحدب وعلى مستويات كثيرة: إحدى الشركات الأمنية تحملت تكاليف استخدام البيانو والتدريبات في حين أهدى أحد المحلات التجارية للموسيقى كمانا للشاب أندو، كما خصصت البلدة للفرقة مكانا للتدريب والبروفات، وتحملت كذلك بعض النفقات الإضافية ناهيك عن مساعدات شركات النقل وغيرها.

في شهر مايو 2016 ينتهي الدعم المالي الذي تقدمه ولاية نوردراين فيسفاليا للمشروع. ورغم ذلك فإن المشرف على المشروع فرام يود تأسيس فرق مثل هذه الفريق في كل من كولونيا ودويسبورغ خلال العام المقابل. وأمله كبير في تحقيق ذلك، خصوصا وأن "صوت السلام" مرشح لأحد جوائز الشباب. ولكن الأهم كما يقول فرام هو أن يبقى جميع أفراد الفريق مجتمعين ولا يبتعدوا عن ألمانيا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد