1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قصر برلين ـ من "بيت الشعب" إلى مركز لحوار الحضارات

١٠ مارس ٢٠٠٩

يتم الإعداد حاليا لإعادة بناء قصر برلين في مكان قصر الجمهورية في الشطر الشرقي من العاصمة الألمانية. وسيكون المعلم الجديد مركزاً لحوار الحضارات ويحمل تسمية "منتدى هومبولدت". لكن قرار إعادة بناء القصر جوبه ببعض الانتقادات.

https://p.dw.com/p/Gkmk
صورة باستخدام الكمبيوتر تظهر قصر برلين وفقا للتصميم الجديدصورة من: AP

قرر مجلس الشعب في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة (ألمانيا الشرقية) غلق قصر الجمهورية في 19 أيلول/ سبتمبر 1990 بسبب اكتشاف دخول مادة الأسبستوس السامة في تركيب جدرانه. وأدى غلق القصر إلى إثارة نقاش حاد حول مستقبل "بيت الشعب" كما كان يسمى سابقا ومكانه على جزيرة نهر الشبريه في مركز مدينة برلين.

أيجب الحفاظ على المشروع الفخم لجمهورية ألمانيا الديمقراطية أم إعادة اعمار قصر ملوك بروسيا المشيد على الطراز الباروكي مجدداً والذي كان قائما في مكان قصر الجمهورية؟ وما هي سبل الاستفادة من هذا المكان؟ وما هي مشروعية إعادة بناء القصر القديم؟ وبقيت المسألة معلقة بين مؤيدي إعادة بناء القصر ومعارضيه.

إعادة إحياء معالم برلين التاريخية

Deutschland Geschichte Berlin Stadtschloss Kaiserzimmer
غرفة القيصر في القصر القديمصورة من: ullstein bild - Kaiserpanorama

بعد إعادة توحيد شطري ألمانيا ، ومن أجل تقديم مقترحات حول الاستمرار في التطوير العمراني للمركز التاريخي لمدينة برلين، كلفت الحكومة الاتحادية ومجلس شيوخ مدينة برلين في تشرين الأول/ أكتوبر 2000 لجنة من الخبراء لتقديم التوصيات بشأن الاستفادة وتصميم وتمويل بناية جديدة في مكان قصر برلين السابق.

وفي تموز/ يوليو 2002 صوت البرلمان الألماني "بوندستاج" على توصية اللجنة بأغلبية واضحة، وتقتضي التوصية بضرورة إقامة مركز للحضارات غير الأوروبية على مكان الجمهورية وقصر برلين الذي تم نسفه عام 1950. ورأت اللجنة ضرورة أن يقام البناء على أساس هندسة القصر الأثري القديم، وأن تكون الواجهات الثلاث على طراز الباروك وأن يقام كذلك الفناء الذي يعرف باسم فناء شلوتر مجدداً، وشولتر هو اسم المهندس الذي أشرف على بناء القصر.

أما تصميم الواجهة الشرقية من المبنى الجديد والمطلة على برج التلفزيون فلم يتطرق إليها المهندسون المعماريون، على عكس ذلك فقد أضيفت إلى المشروع لاحقاً فقرة تتضمن إعادة بناء قبة القصر. كما تم تحديد نفقات المشروع من قبل البرلمان الألماني بـ 552 مليون يورو. وفي نهاية عام 2007 تحولت النقاط الجوهرية لتوصية فريق الخبراء إلى نص المسابقة المعمارية لبناء القصر في برلين.

مسابقة معمارية لتصميم القصر الجديد

Deutschland Geschichte Berlin Stadtschloss Ruine
قصر برلين وقد تهدم بفعل الحرب العالمية الثانيةصورة من: picture-alliance / dpa

وفي 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008 أعلن وزير البناء الاتحادي وعضو هيئة التحكيم فولفجانج تيفنزيه مع رئيس الهيئة البروفسور فيتوريو لامبوجناني قرار حكم المسابقة. وكان الفائز بالمسابقة المؤلفة من مرحلتين لبناء المعلم الجديد على مكان القصر مكتب فرانسيمو ستيلا المعماري من مدينة فينيسا الايطالية.

وقال تيفنزيه حينها: "إن التحدي المعماري تمثل في ربط إعادة بناء الواجهات الباروكية للقصر الذي نُسف عام 1950 باستخدامات معاصرة لهذا المكان المهم، مع الالتزام بتوجيهات البرلمان الألماني". وأضاف الوزير الألماني أن التصميم الفائز وحده يلبي "هذا المطلب السامي، الذي وضعناه في هذه المسابقة. أما المشاركون الآخرون في المسابقة يقدمون في بعض الجوانب المنفردة حلولاً جزئية مثيرة للاهتمام".

وأثنى كل من تيفنزيه ولامبوجناني على التصميم الفائز لمكتب ستيلا وبالأخص قاعة المدخل والاستفادة من ساحة القصر والمشهد الجميل للواجهة الشرقية والواقعية المعمارية الجديدة، التي تنشأ من خلال الربط بين حديقة التنزه والمدينة. وعلى النقيض من الواجهات التاريخية فقد صمم مكتب ستيلا الواجهة الشرقية واجهة عالية بسيطة وغير معقدة، مبرزا بذلك الحدود الفاصلة بين الجديد والقديم.

منتدى لحوار الحضارات

Deutschland Geschichte Berlin Stadtschloss vor 1913
القصر يقع مباشرة على نهر الشبريهصورة من: ullstein bild - histopics

وسيتحول القصر القديم إلى "منتدى هومبولدت"، ليكون مركزاً للتبادل الثقافي والعلمي والاجتماعي. ويستمد المركز تسميته من الأخوين فيلهيلم وألكسندر فون هومبولدت، أولهما كان من رجال الدولة المثقفين، أما الآخر فقد كان عالماً للطبيعة، وبالتالي سيكون أسم المنتدى برنامجاً له.

ومن المقرر أن تستفيد مؤسسة الإرث البروسي وجامعة هومبولدت ومكتبة الولاية المركزية من إجمالي المساحة المتاحة والبالغة قرابة 40 ألف متر مربع. وستقوم مؤسسة الإرث البروسي بإيداع مجموعاتها الفنية غير الأوروبية الموجودة في متاحف منطقة برلين داليم في منتدى هومبولدت. إضافة إلى ذلك سيكون هناك مكان دخول مركزي وآخر لإقامة المناسبات في الطابقين الأرضي وتحت الأرضي، وسيطلق على المكان تسمية آجورا. ويتوقع أن تستقبل القاعة قرابة 15 ألف زائر يومياً.

وستبدأ أعمال بناء منتدى هومبولدت في عام 2010 وتنتهي في موعد أقصاه 2015. وبعد الانتهاء من هدم قصر الجمهورية سيتم البدء بتشجير المساحة التي قام عليها. يذكر أن قاعة فنون مؤقتة اقيمت على جزء من تلك المساحة، وتم افتتاحها في تشرين الأول/ أكتوبر 2007 لعرض الأعمال الفنية العالمية.

انتقادات للتصميم الفائز

Architektenwettbewerb dür das Humboldtforum in Berlin
الموديل الفائز في المسابقة المعماريةصورة من: AP

كان ممثل المعارضة الوحيد المشارك في هيئة التحكيم بصفة زائر النائب البرلماني عن حزب الخضر فولفجانج فيلاند. وفي مقابلة مع دويتشه فيله أوضح فيلاند أن "الواجهات الأصلية في التصميم" والغرف الداخلية الفسيحة وإمكانيات الاستفادة منها أقنعت الكثيرين، وبالأخص المؤيدين لبناء القصر، الذين كانوا يأملون في أن تُشيد الغرف الداخلية التاريخية في النهاية.

لكن بالنسبة لفيلاند "إمكانية الانتقال من الغرب إلى الشرق أو من الشرق إلى الغرب" ضائعة تماماً تقريباً في تصميم مكتب ستيلا لقاعة آجورا. وبحسب فيلاند فإن التصميم الفائز ليس سوى تكملة متواضعة للقصر القديم من دون أن يقنعه التصميم الداخلي.

القصر الجديد: جوهر أم مظهر؟

Palast der Republik
قصر الشعب الذي كان درة المعمار الحديث في المانيا الشرقية، وتم هدمه بسبب وجود مادة الاستبستوس السامة في جدرانه.صورة من: picture-alliance/ZB

وبحسب قسم التطوير العمراني لمدينة برلين لم يكن قصر المدينة يوماً مكاناً لصنع القرار السياسي في بروسيا. فقد كانت السلطة تنتقل إلى مكان إقامة الحاكم. وكان للملك مجموعة من القصور في برلين والمناطق المحيطة بها. أما قصر برلين فكانت له أهمية رمزية كبيرة كمكان لاستلهام السلطة الملكية.

ومنذ منتصف القرن الخامس عشر أصبح القصر متاهة مكونة من 1210 غرفة بعد توسيعه وتوسيع بعض الغرف الداخلية. وبشكل خاص غيرت التوسيعات الباروكية من شكل القصر، والتي ادخلها معماري البلاط أندرياس شولتر في عام 1700. وكان ذلك التغيير آنذاك يهدف إلى اكساب القصر حضورا مطلقا، كما أوضحت الجهة المعنية في برلين.

وواجهت الخطط الرامية إلى إعادة بناء الواجهات الباروكية الثلاث وفناء شلوتر إلى ما كانت عليه قرب الإمكان، واجهت انتقادات من بعض المعارضين لإعادة بناء القصر، معتبرين ذلك بمثابة "بناء محض للكواليس" في القصر الجديد. ويتحدث آدريان فون بوتلار، رئيس مجلس النصب التذكارية في الولاية وأستاذ تاريخ الفن في جامعة برلين التقنية، عن "قصر مضاعف"، يُستخدم في تقديم "نسخة مزوقة" من التاريخ البروسي. وانتقد الخبير الألماني هدم قصر الجمهورية، داعياً إلى الحفاظ على المعالم الأثرية الحديثة في العاصمة برلين.

الكاتب: كلاوس ألبوكفرك/ سمر كرم

المحرر: هيثم عبد العظيم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد