1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مبادرة "أنقذني" تأخذ بيد اللاجئين للاندماج في كولونيا

محي الدين حسين
٣٠ يوليو ٢٠١٧

إحدى المبادرات في مدينة كولونيا، والتي تحمل اسم "أنقذني"، تساعد اللاجئين على تحسين لغتهم وبناء جسور التواصل مع الألمان من خلال نشاطات ثقافية وترفيهية متنوعة. كما أن لها تأثيرها على المجتمع الألماني.

https://p.dw.com/p/2h6g5
Köln Aktion - Save me Köln
مبادرة "أنقذني" تجمع الألمان واللاجئين على طاولة التواصل والحوار الثقافيصورة من: Laura Gey

عندما وصل حسين حويد إلى كولونيا قبل خمسة أشهر، كانت تدور في ذهنه أسئلة كثيرة، لعل أهمها كانت حول كيفية بدء خطواته الأولى في هذه المدينة الجديدة. فاللاجئ السوري كان لا يتحدث إلا القليل من الألمانية مما تعلمه عندما كان في أحد مخيمات اللجوء على الحدود بين ألمانيا وهولندا. والسبب في ذلك هو "قلة التواصل مع الألمان". فبدء الشاب الثلاثيني بالبحث في الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي عمن يأخذ بيده في خطوات اندماجه الاولى.
بعد شهرين من الوحدة في كولونيا، وجد حويد ضالته في إحدى المبادرات التي تساعد الوافدين الجدد على التواصل مع سكان المدينة، من خلال اللقاءات الدورية والأنشطة الثقافية والتي تحمل اسم "أنقذني".
يقول المهندس الشاب لـ DW عربية: "في دورات الاندماج نتعلم القواعد والقراءة، ولكن تبقى هنالك فجوة في المحادثة، نتيجة لقلة الاحتكاك بالألمان. هذا ما كان ينقصني، وهذا ما وجدته في هذه المبادرة".
وبالإضافة للسعي إلى بناء جسور التواصل بين الألمان واللاجئين، والتعريف بمعالم المدينة، تقوم المبادرة بمساعدة اللاجئين في تسيير معاملاتهم وتشرح لهم الإجراءات اللازمة لتقديم طلب أو تعديل شهاداتهم الدراسية. يقول حويد: "قامت المبادرة بإرشادي إلى أحد المكاتب الاستشارية لتعديل الشهادات، وقمت بتقديم أوراقي إلى مكتب التعديل، وأنا الآن بانتظار أن يتم الاعتراف بشهادتي في الهندسة الكهربائية."
 

Köln Aktion - Save me Köln
تقوم مبادرة "أنقذني" بزيارة الفعاليات الثقافية و تنظيم الندواتصورة من: Laura Gey

التأثير على صناع القرار
وعن بداية انطلاق المبادرة يقول مسؤولها توبياس فاغنر لـ DW عربية، إنها كانت في بدايتها خطوة في إطار برنامج إعادة التوطين الذي وافقت ألمانيا من خلاله أن تستقبل 500 لاجئ من الدول التي تشهد صراعات، وذلك بالتعاون مع الأمم المتحدة، ويتابع "لكن فيما بعد وبعد موجة اللجوء في أواخر عام 2015، أصبح اللاجئون محور اهتمامنا الأساسي".
يؤكد فاغنر أنهم يريدون من خلال مبادرتهم أن يشجعوا ثقافة الترحيب في المدينة، وأن يعملوا على إخراج اللاجئين من عزلتهم للمساعدة في اندماجهم في المجتمع الألماني، من خلال تشجيع التواصل والحوار الثقافي بينهم وبين سكان المدينة.


يقول المسؤول في المبادرة إن مبادرات الاندماج تلعب دوراً أحياناً في صياغة قرارات أفضل من قبل الحكومة فيما يخص اللاجئين، ويضيف "في مدينة آخن مثلاً قامت البلدية باستشارتنا عدة مرات حول بعض القرارات من أجل تحسين عملية اندماج اللاجئين".     

الطريق ليس مفروشاً بالورود
وعلى الرغم من وجود أكثر من 700 شخص يدعم المبادرة، إلا أنها تعاني من نقص حاد في عدد الألمان مقارنة بعدد اللاجئين الذين سجلوا أسماءهم للاستفادة منها، مما جعل المنظمة تضطر أن توقف أحد أهم برامجها والذي كان يحمل اسم "برنامج الصديق".
حول هذا الموضوع تقول المسؤولة في المبادرة لاورا كاي لـ DW عربية إن "برنامج الصديق" كان يهدف إلى إقامة علاقات طويلة الأمد بين سكان المدينة القدامى واللاجئين الجدد من خلال تخصيص صديق ألماني متطوع ليساعد اللاجئ في إجراءات حياته اليومية، كشرح القوانين الألمانية أو التعرف أكثر على أسلوب حياة الألمان.
وتضيف: "ولكن، ونتيجة لقلة عدد الألمان المتطوعين بالمقارنة مع العدد الكبير للاجئين المسجلين الذين بقي بعضهم ينتظر لأكثر من سنة، اضطررنا أن نوقف البرنامج، على أمل أن نستطيع إعادته في أقرب وقت ممكن".
تؤكد المسؤولة أنهم يحاولون أن يعوضوا إيقاف البرنامج من خلال عقد الندوات الثقافية وتنظيم النزهات والرحلات الجماعية أو حتى ترتيب لقاءات دورية في مقهى وسط المدينة وتبادل أطراف الحديث.

Köln Aktion - Save me Köln
تشارك المبادرة في النشاطات التي ترحب باللاجئين و تنبذ العنصريةصورة من: Laura Gey


للتواصل للثقافي تأثيره على الألمان
المئات من الألمان يساعدون كمتطوعين في هذه المبادرة، مثل آنا، الشقراء العشرينية التي تقول إنها انضمت إليها من أجل تشجيع التواصل والحوار الثقافي مع اللاجئين بالإضافة إلى التعرف على ثقافات جديدة. وتضيف "إذا ذهبت إلى بلد آخر، سأبحث أيضاً عن مبادرات هكذه للتواصل مع الناس هناك. التواصل هو النقطة الأهم في التعرف على ثقافة بلد جديد".
لا تخفي آنا حبها للأكل العربي والسوري خاصة، و تقول إنها تجيد صنع "الحمص" وتحب المقلوبة التي لم تتعلم بعد كيفية طبخها.
كما أنها تتعلم العربية وتقول بلهجة سورية مطعمة بالألمانية وبابتسامة عريضة: "أنا اسمي آنا. أنا ما عندي عطلة لأني بشتغل".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد