1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف يعمل النظام الأوروبي المشترك لمواجهة الكوارث؟

٣٠ مايو ٢٠٢٣

تُظهر الفيضانات الأخيرة في منطقة إميليا-رومانيا الإيطالية أن الحماية المشتركة من الكوارث داخل بلدان الاتحاد الأوروبي أصبحت ذات أهمية متزايدة. نظرة عامة على المساعدات في الكوارث وإدارة الأزمات.

https://p.dw.com/p/4RmUR
مركز إجراءات تنسيق الطوارئ التابع للاتحاد الأوروبي في بروكسل
متابعة جميع بؤر الأزمات في العالم (هنا مثلا جائحة كورونا) من قبل مركز إجراءات تنسيق الطوارئ التابع للاتحاد الأوروبي في بروكسل صورة من: Dursun Aydemir/AA/picture alliance

في حالة وقوع كارثة، فإن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لا تكون معتمدة كليا على نفسها منفدرة. إذ يمكنها، مثلما حدث في إيطاليا مؤخرا، طلب المساعدة من الدول الأعضاء الأخرى. وأثبتت الحماية المشتركة من الكوارث أنها مسألة في غاية الأهمية، وخاصة خلال جائحة كورونا.

ويأتي دعم الاتحاد الأوروبي في صورة توفير السلع والمعدات الإضافية، وكذلك من خلال التنسيق والوساطة. وهكذا، فبعد وقوع الفيضانات في إميليا-رومانيا، تم جلب أنظمة مضخات عالية الأداء إلى إيطاليا من ثلاث دول أعضاء.

مركز التحكم بالنسبة للحماية الأوروبية المشتركة من الكوارث هو مركز تنسيق تدابير الطوارئ في بروكسل (ERCC = مركز تنسيق الاستجابة الأوروبي). هناك، تتم ملاحظة بؤر الأزمات والتعامل مع طلبات البلدان المتأثرة بها.

الأمر بيد الدول الأعضاء

يقوم المركز الرئيسي بتحويل الطلبات إلى الدول الأعضاء، التي تقدم المساعدة. ونظرًا لأن الهيئة الوطنية للحماية من الكوارث تكون موجودة في منطقة السيادة الخاصة بكل دولة، فيجب عليها الموافقة على إرسال بضائع وسلع الإغاثة.

وللحصول على الدعم، يجب على الدولة المعنية تفعيل إجراءات الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي (آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي) عن طريق إرسال طلب إلى المركز الرئيسي.

وفي المركز، يقوم العمال، الذين يبلغ عددهم حوالي 50 موظفًا، من الموظف المختص وحتى رئيس العمليات، بتحويل أو إعادة إرسال الطلب إلى الدول الأعضاء الـ 27 وإلى الشركاء الدوليين. وبعد ذلك يمكن لهؤلاء تقديم مساعداتهم في شكل فرق إنقاذ أو طائرات مكافحة الحرائق، أو بضائع وسلع مساعدات إنسانية.

وتتجاوز مهام المركز الآن التنسيق والوساطة المحضة. فمنذ عام 2019، يقوم المركز أيضًا بإدارة احتياطي الموارد "rescEU"، الذي أنشأته المفوضية الأوروبية. ويحاول هذا السيطرة على مصاعب إضافية في أوقات الأزمة.

فيضانات تعزل مدن بأكملها في إيطاليا

مستشفيات ميدانية وطائرات هليكوبتر

تتبع احتياطي الموارد بالاتحاد الأوروبي مراكز توزيع في عشر دول أعضاء، تتوافر فيها بضائع وسلع إغاثة. بالإضافة إلى ذلك، يشمل احتياطي الموارد مستشفيات ميدانية ومراكز إقامة متنقلة للنازحين في حالات الطوارئ.

ومن الأهمية بمكان وجود ما يسمى بـ "ResceEU Fleet"، وهو عبارة عن أسطول جوي في الاتحاد الأوروبي قوامه حاليا 22 طائرة وخمس طائرات هليكوبتر وفرق أرضية، توفرها مختلف الدول الأعضاء. ويقوم الاتحاد الأوروبي بتمويل الصيانة والوقود وتحديد مواقع تواجد الأسطول. ويفترض أن تدعم هذه كلها الدول الأعضاء فيإخماد حرائق الغابات.

درجات حرارة مرتفعة وحرائق غابات

في العام الماضي، تم استخدام ذلك الأسطول في كثير من الأحيان خصوصا في إخماد حرائق الغابات في فرنسا والبرتغال. وبسبب الحرائق المدمرة في منطقة البحر المتوسط، اقترحت المفوضية الأوروبية في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 ميزانية إضافية بقيمة 170 مليون يورو لتوسيع الأسطول الجوي  الخاص بـ"RescEU".

في عام 2021 أيضًا، كانت الحماية المشتركة من الكوارث في الاتحاد الأوروبي مطلوبة بشدة: وكان أكثر من نصف الطلبات المرسلة إلى مركز الحماية المدنية تتعلق بمكافحة جائحة كورونا. وكان كل من علاج المرضى خارج حدود الدول أو توفير الفرق والمعدات الطبية من بين أكبر التحديات في 2020 إلى 2022.

موجة الحر تتسبب باندلاع حرائق في دول أوروبية

مساعدة وراء حدود الاتحاد الأوروبي

لكن الاتحاد الأوروبي لا يساعد أعضائه فحسب، وإنما يساعد أيضًا "دولا ثالثة"، أي دولا ليست أعضاء بالاتحاد. فبعد الزلزال في تركيا وسوريا في فبراير/ شباط من هذا العام، كان موظفو المركز هم الذين قاموا بتنسيق طلبات المساعدة للبلدين بين الدول الأعضاء.

وبالإضافة إلى الدول الـ 27 في الاتحاد الأوروبي، تعد تسع دول أخرى جزءًا من الآلية، مثل أيسلندا وتركياوأوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمنظمات الدولية المهمة أيضا مثل الأمم المتحدة أن تتوجه بطلبات إلى مركز تنسيق تدابير الطوارئ للاتحاد الأوروبي.

ومنذ عام 2001 تم تشغيل آلية الحماية المدنية في الاتحاد الأوروبي 650 مرة، من بينها 106 مرات في العام الماضي وحده، وخاصة في سياق الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا.

الحرب، وبفارق كبير، هي أكبر أزمة قام المركز الأوروبي بالتنسيق فيها حتى الآن. ومن بين أمور أخرى، تم إنشاء نقاط نقل لوجستية إضافية في بولندا ورومانيا وسلوفاكيا لنقل سلع وبضائع المساعدات الإنسانية إلى أوكرانيا بشكل أسرع وإلى اللاجئين في البلدان المجاورة.

راحيل شوخارت/ص.ش