1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل يكون البرغوتي "مصدر قوة" لصفقة بين إسرائيل وحماس؟

جنيفر هولايس
١١ فبراير ٢٠٢٤

يرى مراقبون أن إطلاق سراح مروان البرغوثي، القيادي في حركة فتح والمعتقل في السجون الإسرائيلية، قد يكون خيارا صائبا في مفاوضات وقف إطلاق النار. ويعتقد محللون أن عودته قد تغير قواعد اللعبة في السياسة الفلسطينية.

https://p.dw.com/p/4cFYE
جدارية عليها صورة مروان البرغوثي داخل مخيم جباليا شمالي قطاع غزة
يتمتع مروان البرغوثي بكاريزما وشعبية كبيرة بين الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربيةصورة من: Nidal Al-Wahidi/APA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance

يرى مراقبون أن أي اتفاق بين حماس وإسرائيل لإقرار هدنة محتملة في غزة ربما يتضمن إطلاق سراح مروان البرغوثي، أشهر معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية، رغم صعوبات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقد تزايدت التكهنات بشأن تضمين إطلاق سراح البرغوثي مع حديث القيادي في حماس، أسامة حمدان، عن وضع اسم القيادي في حركة فتح ضمن قائمة مطالب حماس.

ويعتبر البرغوثي البالغ من العمر 64 عاما أحد قادة الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت بين عامي 1987 و1993 فيما تتهمه إسرائيل بالقيام بدور قيادي في الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت في سبتمبر / أيلول عام 2000 واستمرت حتى فبراير/ شباط عام 2005. وهو عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح ونائب في المجلس التشريعي الفلسطيني.

وفي مقابلة مع DW، قال سيمون إنغلكز، رئيس مكتب مؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية في رام الله، إن البرغوثي يُنظر إليه باعتباره "السياسي الفلسطيني الأكثر شعبية والقائد الذي يمكنه التغلب على الانقسام الفلسطيني-الفلسطيني ويمكنه أن يوحد الفلسطينيين خلفه". وأضاف أن الكثير من الفلسطينيين يرون "البرغوثي شخصية قيادية تجمع بين الكاريزما والنفوذ السياسي والمصداقية بسبب تجاربه في المنفى والسجن ودوره خلال الانتفاضة الثانية".

مشاعر غضب وحسرة تهيمن على أهالي الرهائن بعد رفض الصفقة

لماذا في السجون الإسرائيلية؟

في عام 2004، قضت محاكم إسرائيلية على البرغوثي بعقوبات بالسجن قوامُها خمسةُ مؤبدات لتورطه في مقتل خمسة أشخاص بينهم راهب يوناني إضافة إلى أحكام بالسجن لمدة 40 سنة بسبب التخطيط لعملية قتل والانخراط في منظمة إرهابية.

ورغم هذه الأحكام، أعلن البرغوثي دعمه قائمة منشقة عن فتح لخوض الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي كانت مقررة في مايو/ أيار عام 2021 وكان يُفترض أن تكون الأولى منذ 15 عاما، لكن جرى تأجيلها.

وفي عام 2017، قاد البرغوثي إضرابا عن الطعام لمدة 40 يوما شارك فيه أكثر من 1500 معتقل للمطالبة بتحسين ظروف اعتقالهم بما في ذلك تمديد ساعات الزيارة والحد من الإهمال الطبي تجاه السجناء ورفضا للحبس الانفرادي. ومن داخل سجنه، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا لمروان البرغوثي الذي أصدر كتابا عن تجربته في المعتقل.

وحصل البرغوثي، وهو متزوج من المحامية والناشطة الفلسطينية فدوى البرغوثي وأنجبا أربعة أبناء، على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية بينما كان قابعا في سجن "هداريم". وتشير مصادر مختلفة إلى أنه جرى تهريب كتاب البرغوثي ورسالته للدكتوراه من داخل سجنه.

لافتة عليها صورة مروان البرغوثي ومعتقلين فلسطينيين في رام الله 01.05.2017
قاد مروان البرغوثي إضراب أكثر من 1500 معتقل فلسطيني عن الطعام لتحسين ظروف اعتقالهم في السجون الإسرائيلية صورة من: Nasser Nasser/AP Photo

قوة سياسية!

وكدليل على اعتباره بطلا فلسطينيا، تتزين العديد من شوارع الضفة الغربية بصورته فيما قال إنغلكز إن "تاريخ البرغوثي أكسبه لقب "نيلسون مانديلا الفلسطيني".

ويأتي ذلك موافقا لنتائج استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية كشف عن أنه في حالة إجراء الانتخابات في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فإن أغلبية الناخبين في الضفة الغربية قالوا إنهم كانوا سيصوتون لصالح البرغوثي بنسبة تتجاوز الـ 55 بالمئة خلفا للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي لا يحظى بشعبية كبيرة، فيما جاء إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في المركز الثاني.

شخصية مقبولة عند حماس وفتح

ويرى مراقبون أن إطلاق سراح البرغوثي قد يصب في صالح حماس التي تعتبر مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

وفي ذلك، قال هيو لوفات، الباحث في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن البرغوثي يمكن أن يكون "شخصية تحظى بإجماع وطني مقبول بما يمكنه من التوصل إلى اتفاق مصالحة بين فتح وحماس في المستقبل". وأضاف أن حماس ترغب في إثبات أنها "لا تقاتل من أجل مصالحها الخاصة فحسب، بل أيضا من أجل مصالح الفصائل الفلسطينية الأخرى وهذا من شأنه أن يزيد من شعبية حماس".

لكن إنغلكز يقول إنه إذا جرى إطلاق سراح البرغوثي، فإن هذا قد "يعرض السلطة الفلسطينية وبقاء الرئيس عباس في السلطة للخطر، فضلا عن أن البرغوثي من المرجح أن يضطر إلى تقديم تنازلات سياسية لحماس مثل مشاركتها في أي حكومة وحدة وطنية من باب المواءمة السياسية".

مروان البرغوثي في محكمة في تل أبيب 14.08.2002
ليس من المرجح أن توافق حكومة نتانياهو على إطلاق سراح مروان البرغوثي الذي تعتبره "إرهابيا يداه ملطختان بالدماء"صورة من: Brennan Linsle/AP Photo

"يداه ملطختان بالدماء"

ولا يحظى احتمال الإفراج عن مروان البرغوثي بدعم من حماس والعديد من الفلسطينيين، فحسب بل خرجت بعض الأصوات الإسرائيلية تؤيد الطرح أيضا. فقد نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي السابق الشاباك عامي أيالون قوله قبل أيام: "كجزء من صفقة شاملة تتضمن عودة جميع الرهائن، يجب علينا إطلاق سراح مروان البرغوثي لسببين: الأول يتمثل في أن عودة الرهائن الإسرائيليين تعد أقرب خيار ممكن لتحقيق "صورة نصر" [لإسرائيل] في حملتها الحالية بغزة. والسبب الثاني هو أن مروان يعد القيادي الفلسطيني الوحيد الذي يمكن انتخابه على رأس قيادة فلسطينية موحدة وشرعية لتمهيد الطريق أمام انفصال - متفق عليه بين الطرفين - عن إسرائيل".

بيد أن هيو لوفات يرى أن إطلاق سراح البرغوثي من المرجح عدم حدوثه قريبا، مضيفا "لا شيء مستبعد، لكن من الصعب في الوقت الراهن تصور أن تُقدم أي حكومة إسرائيلية خاصة حكومة بنيامين نتانياهو ذات التوجه اليميني المتشدد على إطلاق سراح مروان البرغوثي لأن العديد من الإسرائيليين يعتبرونه إرهابيا يداه ملطختان بالدماء".

استمرار العمل السياسي

يشار إلى أن المحاولات السابقة للإفراج عن البرغوثي باءت بالفشل. إذ في عام 2011، حاولت حماس إطلاق سراحه ضمن مفاوضات تأمين الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، لكن في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2011، جرى إطلاق سراح شاليط مقابل 1027 معتقلا فلسطينيا من بينهم يحيى السنوار رئيس حماس في غزة فيما لم يكن البرغوثي ضمن الصفقة.

من جانبه، لا يتوقع سيمون إنغلكز احتمال إطلاق سراح البرغوثي قريبا، قائلا: "أعتقد أن الأمر غير مرجح أن يحدث الآن كجزء من صفقة تبادل رهائن إسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين".
وفي تأكيد منه على التزامه السياسي المستمر، قال البرغوثي في رسالة نُقلت عنه في ديسمبر / كانون الأول الماضي: "فلنتحد ولنثبت للعالم أجمع أننا قوة لا يمكن كسرها في هذه المعركة الممتدة والملحمة البطولية التي تصنعها المقاومة تدشن مرحلة جديدة في تاريخ شعبنا".

 أعده للعربية: محمد فرحان