1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مظاهرات السودان .. تغيير مسارات الاحتجاج

عثمان شنقر - الخرطوم١١ أكتوبر ٢٠١٣

انحسرت موجة الاحتجاجات في شوارع الخرطوم وباقي المدن السودانية في الآونة الأخيرة. وتقول مجموعات التغيير الشبابية إن انحسارها ما هو سوى تكتيك وأن الشباب بصدد تغيير مسار الاحتجاجات بصورة أخرى لتصبح أكثر فاعلية.

https://p.dw.com/p/19xT8
In this Friday, Sept. 27, 2013 photo, Sudanese protesters run from riot police during clashes in Khartoum, Sudan. The regime of President Omar al-Bashir is trying to stop public anger over fuel price hikes from turning into an Arab Spring-style uprising against his 24-year rule. (AP Photo/Abd Raouf)
المعارضة تعتبر انحسار احتجاجات السودان تكتيكا وأمرا مؤقتاصورة من: picture alliance/AP Photo

تحوَّل حي بري الكائن بشرق الخرطوم، عقب مقتل الصيدلي الشاب صلاح السنهوري برصاص الشرطة خلال الاحتجاجات الأخيرة، إلى ما يشبه المزار يقصده المحتجون من كافة أنحاء المدينة. لطُرق الجانبية المؤدية إلى بيت العزاء بوسط الحي محاصرة بسيارات الشرطة. ورغم حالة الاسترخاء البادية على العساكر بسبب المكوث داخل السيارات لأكثر من ثلاثة أيام، إلاَّ أن كثيراً من الناشطين المعروفين لدى الشرطة تمَّ اعتقالهم وهم في طريقهم إلى بيت العزاء.

وبعد أن يؤدي المعزون صلاة المغرب، يتبارى الخطباء من معارضي النظام في تدبيج خطب تلهب الحماسة، وسرعان ما تتحول الجموع إلى مسيرة تجوب الشوارع الضيِّقة للحيً. هاجم القيادي الشاب بحزب الأمة حسن إسماعيل النظام في خطبة شهيرة حولتها وسائط التكنولوجيا إلى أيقونة من أيقونات الاحتجاجات السودانية.

إسماعيل وصف النظام بأنه عالة على الشعب "كون الحزب الحاكم فرض الزيادات في الأسعار حتى يستفيد من الفرق في تسيير دولاب عمله". وأكد أن "المطالبة بتراجع الحكومة عن زيادة الأسعار عفا عليها الزمن، لأن الشعب كله تجاوز هذه المرحلة ورفع سقف مطالبه إلى إسقاط النظام".

قاتل القتيل

في زيارةٍ غير متوقعة وربما غير مرغوبة، زار القيادي بالحزب الحاكم نافع علي نافع، الذي يقطن الحي، بيت عزاء السنهوري لأداء واجب العزاء. لم يكد يفرغ من تأدية واجب العزاء حتى هتفت ضده جموع الشباب مطالبة إياه بالرحيل ومطلقين عليه وصف "من يقتل القتيل ويمشي في جنازته".

Sudanese people living in Egypt trample on a poster of Sudanese President Omar Hassan al-Bashir during a protest outside Sudan embassy in Cairo, October 3, 2013. A week of deadly unrest in Sudan should serve as a warning to the government to solve conflicts through national dialogue, a senior British official said on Wednesday, in the strongest foreign criticism of Khartoum's crackdown on protests. The poster reads "The people want the fall of al-Bashir." REUTERS/Amr Abdallah Dalsh (EGYPT - Tags: POLITICS CIVIL UNREST)
متظاهرون يدوسون على صورة للرئيس السودانيصورة من: Reuters

رغم الأجواء المشحونة في خيمة العزاء المنصوبة وسط الحي لأكثر من أسبوع، ورغم التوتر البائن على كثير من قيادات المجموعات الشبابية المعارضة، إلا أن المراقب يلحظ أن الأحوال في كثير من مناطق الخرطوم الأخرى التي شهدت احتجاجات ومظاهرات كثيفة في الفترة الماضية قد هدأت. ويلفت الانتباه في كثير من شوارع الخرطوم انحسار موجة المظاهرات إلا من احتجاجات هنا وهناك سرعان ما تفرقها الشرطة.

وفقاً لناشطين وقيادات شبابية معارضة، فإن انحسار الاحتجاجات في الشارع العام لا يعدُّ تراجعاً عن خيار المواجهة مع النظام. يقول ناظم عمر القيادي بإحدى المجموعات الشبابية لـ DWعربية: "إن ما يشهده الشارع من هدوء هذه الأيام ليس سوى تكتيك ومحاولة لتغيير مسار الاحتجاجات بصورة أخرى أكثر فاعلية". وكشف عمر عن خطط جديدة لمجموعات التغيير الشبابية وذلك من خلال تغيير كامل المسار وتكثيف الاحتجاجات في أحياء الأطراف وداخل المدينة في وقتٍ واحد بغرض إنهاك قوات الشرطة.

وصولية قيادات الأحزاب

في وقتٍ عبَّر فيه الوسيلة دفع الله، الناشط في حركة التغيير السودانية، عن عدم تفاؤله بدخول أحزاب كبيرة مثل الأمة بقيادة المهدي والاتحادي بقيادة الميرغني والشعبي بقيادة الترابي في مسار الاحتجاجات ضد النظام، لأنهم حسب رأيه "يمثلون أحزابا عفا عليها الزمن وعلى قياداتها التي تجاوزت الثمانين". وتساءل "إن كان بإمكانهم تغيير النظام فلماذا لم (يستيقظوا) إلاَّ الآن؟". ووصف دفع الله قيادات الأحزاب التاريخية بالوصولية التي تريد أن تقفز على ظهر قطار الاحتجاجات السودانية بعد أن تحركت عجلاته.

Anti-Regierungsproteste im Sudan
المعارضة: خيار المواجهة مع النظام ما زال قائما.صورة من: picture alliance/AP Photo

هز هيبة النظام

من ناحيته يفسّر المحلل السياسي شوقي عبد العظيم، في حوار مع DWعربية تراجع الاحتجاجات ويعزيه "للطريقة الوحشية التي تعامل بها النظام مع المحتجين". ويؤكد عبد العظيم أن المظاهرات الأخيرة هزت هيبة النظام، وأسفرت عن خلافات وصراعات داخل الحزب الحاكم. وقال إن المذكرة التي رفعها 31 قيادياً بالمؤتمر الوطني بقيادة د. غازي صلاح الدين وجدت القبول من أضعاف هذا العدد داخل النظام الحاكم وخلقت وجهات نظر متباينة.

ويرى عبد العظيم أن الأحزاب يمكن أن تقود عملية تنظيم الاحتجاجات العفوية بصورةٍ فعالة. وفي نفس الوقت يتخوّف عبد العظيم من دخول الجبهة الثورية والحركات المسلحة على الخط معتبراً أن دخولها في هذا الوقت قد يُربك المشهد، الأمر الذي سيتيح للنظام استغلال هذه الثغرة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد