1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Lissabon-Vertrag EU

٢ ديسمبر ٢٠٠٩

يعد بدأ العمل بمعاهدة لشبونة خطوة مهمة لجعل الاتحاد الأوروبي أكثر شفافية وديمقراطية لاسيما بتعزيز صلاحيات البرلمان الأوروبي، لكن ذلك لا يعني أن التكتل سوف يتحول بشكله الحالي إلى دولة فدرالية ينطبق عليها وصف الدولة العظمى

https://p.dw.com/p/Kn48
اصلاح هياكل الاتحاد الأوروبي ضروري لتعزيز نفوذ الاتحاد الأوروبي على الساحة الدوليةصورة من: EC AV Service

بعد ثماني سنوات من المباحثات الشاقة خرجت أخيرا معاهدة لشبونة إلى النور، لكنها تجنبت، بعد الضغوط التي مارستها كل من بريطانيا وبولندا، الحديث عن بعض الرموز السيادية للاتحاد خشية أن تلقى هذه المعاهدة المبسطة نفس المصير الذي عرفه الدستور الأوروبي. ومن بين هذه الرموز التي استخدمت لعقود بشكل غير رسمي، العلم الأوروبي بنجومه السبعة والعشرون ومقطوعة "أنشودة الفرح" في سيمفونية بتهوفن التاسعة التي اتُخذت النشيد الوطني للاتحاد الأوروبي.

لكن الاتحاد الأوروبي سيظل مبدئيا في ظل هذه المعاهدة في شكله الحالي كاتحاد دول ولن يتحول إلى دولة فدرالية، حسب الخبير في القانون الأوروبي كريستوف مولرس من جامعة هومبولد في برلين. فهو يرى أن تصنيف أن "دولة عظمى" لا ينطبق على الاتحاد الأوروبي، لأن ذلك يعني جهازا بيروقراطيا ضخما يمثل الدول الأعضاء في الاتحاد تتمتع كل دولة داخله بنفوذ كبير.

تقوية صلاحيات البرلمان الأوروبي

Plenarsaal EU Parlament
معاهدة لشبونة: تعزيز لسلطة البرلمانصورة من: DW

من ناحية أخرى يرى مولرس أن معاهدة لشبونة من شأنها أن تجعل الاتحاد الأوروبي أكثر ديمقراطية وإن كان مازال بعيدا كل البعد عن النموذج الديمقراطي المعروف في الدولة الوطنية. لكن رغم ذلك، فإن الخبير القانوني يرى أن الاتحاد الأوروبي شهد على مر العقود الماضية تطورات كبيرة. والآن دخلت المعاهدة الجديدة حيز التنفيذ ومن بين أهدافها منح السلطة بشأن مجموعة من السياسات في مجالات مختلفة للبرلمان الأوروبي الذي يُنتخب أعضاؤه بشكل مباشر من مواطني دول الاتحاد.

وفي هذا السياق يشير جو لاينن، النائب في البرلمان الأوروبي والرئيس السابق للجنة الدستورية، إلى أن البرلمان الأوروبي يعد أكبر فائز في هذه المعاهدة، مؤكدا "إننا سنكون على نفس المستوى مع الحكومات ومجلس الوزراء الذي كان حتى الآن يعد أقوى هيئة داخل الاتحاد الأوروبي". وحول ما سيعنيه مستقبلا تقوية صلاحيات البرلمان الأوروبي يضيف قائلا "إن ذلك يعني أنه لن يمكن إصدار قوانين في بروكسيل إلا بموافقة البرلمان عليها".

مناصب وشخصيات جديدة

Symbolbild EU-Beitritt der Türkei p178
برلماني أوروبي: انضمام دول كبرى للاتحاد الأوروبي مثل تركيا وأوكرانيا سيحتم مناقشة معاهدة جديدةصورة من: dpa - Bildfunk

وتنص معاهد لشبونة أيضا على استحداث منصبي رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي ومسئول للسياسة الخارجية به. وقد اختار زعماء الاتحاد رئيس وزراء بلجيكا السابق، هيرمان فان رومبوي، رئيسا لمجلس الاتحاد الأوروبي لمدة ستنين ونصف السنة. جدير بالذكر أن المجلس يتكون من رؤساء دول وحكومات دول الاتحاد الذين يضعون الخطوط العريضة للسياسة الأوروبية المشتركة. وفي نفس الوقت تم اختيار البريطانية كاثرين أشتون مسئولة للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي ونائبة لرئيس المفوضية الأوروبية. ومن المقرر أن تشغل البارونة أشتون هذا المنصب لمدة خمس سنوات.

نظام تصويت يعتمد على الأغلبية المضاعفة

بعدما شكلت طريقة التصويت داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي المعتمدة على صيغة احتساب "الأوزان" السياسية للدول، نقطة اختلاف بين الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأعضاء فيه، فإن المجلس الأوروبي سوف يقوم خلال الخمس سنوات القادمة بإدراج نظام تصويت جديد يعتمد على الأغلبية المضاعفة التي يجب أن تمثل 55 في المائة من أصوات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي و65 في المائة من أصوات المواطنين الأوروبيين. كما أن المعاهدة تحدد للمرة الأولى صلاحيات مختلف المؤسسات الأوروبية، فضلا عن أنها تخول للدول الأعضاء حق الانسحاب من الاتحاد. وفي هذا الإطار يرى البرلماني لاينن أن معاهدة لشبونة ستبقى سارية المفعول لعدة سنوات بل لعقود إلى أن تنظم دولة كبيرة إلى الاتحاد مثل تركيا أو أوكرانيا، عندها سوف يصبح ـ في نظره ـ من الضروري مناقشة معاهدة جديدة.

الكاتب: بيرند ريغارت/ طارق أنكاي

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات