1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

من هي مارغريت ثاتشر وماذا قال قادة العالم عقب وفاتها؟

٨ أبريل ٢٠١٣

توالت ردود الفعل العالمية على وفاة الزعيمة البريطانية مارغريت ثاتشر عقب إصابتها بجلطة دماغية، لتنتهي حياة إحدى أهم شخصيات القرن العشرين وأول امرأة تتولى رئاسة حكومة بريطانيا. فمن هي مارغريت ثاتشر؟

https://p.dw.com/p/18BzG
صورة من: Keystone/Getty Images

توفيت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر التي تعد من أبرز الشخصيات السياسية في القرن العشرين، الاثنين في لندن عن87 عاماً إثر إصابتها بجلطة دماغية، ما دفع رئيس الحكومة الحالية ديفيد كاميرون إلى قطع جولة كان يقوم بها في أوروبا. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "لقد فقدنا قائدة عظيمة ورئيسة وزراء عظيمة وبريطانية عظيمة" معرباً عن "حزنه الكبير" لوفاتها.

وقرر كاميرون العضو، مثل ثاتشر، في حزب المحافظين والذي كان موجوداً في اسبانيا عند إعلان نبأ وفاتها، اختصار جولته التي بدأها في أوروبا للدفاع عن خطته لإصلاح الاتحاد الأوروبي والعودة إلى لندن. ولن تكون هناك جنازة وطنية "للمرأة الحديدية"، كما أوضحت رئاسة الحكومة البريطانية.

وأضاف المصدر نفسه أن جثمان الفقيدة سيحرق. وكان اللورد تيم بيل المتحدث باسم "المرأة الحديدية" قد أعلن في بيان مقتضب "ببالغ الحزن يعلن مارك وكارول ثاتشر أن أمهما البارونة ثاتشر توفيت بسلام هذا الصباح إثر جلطة دماغية".

وقال القصر الملكي في بيان إن الملكة إليزابيث الثانية "حزنت لدى تلقي هذا النبأ" وإنها سترسل "برقية مواساة" لأسرة ثاتشر. وعلى الفور توالت ردود الفعل المعزية.

وفي واشنطن حيا الرئيس باراك أوباما ذكرى ثاتشر ووصفها بـ"الصديقة الحقيقة" للولايات المتحدة. وقال في بيان "مع وفاة البارونة مارغريت ثاتشر فقد العالم أحد كبار المدافعين عن الحرية وتفقد الولايات المتحدة صديقة حقيقية"، مشيداً بالتزام رئيسة الحكومة السابقة إزاء التحالف الأميركي البريطاني. كما اعتبر وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر أن ثاتشر "كانت شخصية شجاعة، سيدة أدركت أن الزعيم يجب أن يكون لديه قناعات راسخة لأن الناس ليس لديهم أي وسيلة ليقرروا بأنفسهم إلا إذا أعطاهم قادتهم التوجه الواجب إتباعه".

وفي برلين عبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في بيان عن "حزنها لوفاة مارغريت ثاتشر التي تركت بتوليها منصب رئيسة الوزراء لسنوات طوال، بصماتها على بريطانيا الحديثة (...) كانت قائدة عظيمة في حقبتنا".

كذلك حيا الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند في بيان روح ثاتشر مشدداً على أن العلاقة التي كانت تقيمها مع فرنسا اتسمت "دوماً بالصراحة والصدق". وقال "طوال حياتها العامة ومع قناعاتها المحافظة التي كانت متمسكة بها كلياً، كانت حريصة على تألق المملكة المتحدة والدفاع عن مصالحها"، كما أشاد بـ"اندفاعها الحاسم" من أجل بناء النفق تحت المانش. واعتبر الاتحاد الأوروبي من جهته أن اسمها سيبقى في التاريخ لـ"إسهاماتها" وأيضا لـ"تحفظاتها" إزاء المشروع الأوروبي.

من جانبه قال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة: "سنفتقد بشدة بوفاة ثاتشر القوة الفريدة من نوعها في القيادة". وأضاف الكوري الجنوبي أن ثاتشر كانت في وقت ذروة الحرب الباردة سياسية مهمة في مجال السلام والأمن كما أنها كانت قدوة بالنسبة للكثير من النساء "ونحن ندين لها بالكثير بفضل قوتها في القيادة".

Bildergalerie Margaret Thatcher mit Helmut Kohl Archiv 17.09.1986
ثاتشر مع المستشار الألماني الأسبق هيلموت كولصورة من: picture alliance/AP Images

مسيرة سياسية فريدة

وستبقى رئيسة وزراء بريطانيا السابقة المحافظة مارغريت ثاتشر إلى الأبد "المرأة الحديدية" التي غيرت وجه المملكة المتحدة باعتمادها ليبرالية اقتصادية لا هوادة فيها وأعادت الهيبة الدولية للبلاد. وكانت نظرتها الفولاذية الثاقبة بعينيها الزرقاوين رمزاً لقوة شخصية لا تضعف. ولم يعبر أحد عن شخصيتها تلك كما عبرت عنها هي نفسها حين قالت عبارتها الشهيرة "أنا مع الإجماع. الإجماع حول ما أريده". ولم تتخلَ طوال 11 عاماً من حكمها (1979-1990) عن رفضها الشديد للتسويات خدمة لمبادئ تؤمن بها بعمق وهي السياسة الاجتماعية المحافظة والليبرالية الاقتصادية وفكرة عظمة بلادها.

وتولدت هذه القناعات بالتأكيد من تربية صارمة لوالد بروتستاتني ميتودي للشابة مارغريت هيلدا روبرتس التي ولدت في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 1925 في غرانتام وسط انكلترا. أصبحت محامية بعد زواجها في 1951 وانضمت إلى حزب المحافظين ودخلت في 1959 مجلس العموم نائباً عن فينشلي (شمال لندن) ثم تولت في 1970 و1974 وزارة التربية. وتولت في 1975 رئاسة حزب المحافظين لتهزم بعد أربع سنوات حزب العمال. فأصبحت رئيسة وزراء بريطانيا حتى 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 1990 وهي فترة قياسية من الحكم في القرن العشرين.

وولد تعبير جديد استنبط من سياستها هو "الثاتشرية". ولدفع اقتصاد جعل من بريطانيا البلد "المريض في أوروبا"، خصخصت كل شيء وخفضت الضرائب والنفقات العامة وهاجمت النقابات. لكن عدد العاطلين فاق مستوى ثلاثة ملايين واصطدم إضراب عمال المناجم في بداية الثمانينات بعنادها. وسعت لاستعادة مجد الإمبراطورية السابقة. وأسهمت حملتها على جزر الفوكلاند في 1982 في ذلك. وقامت أيضاً بدور في نهاية الحرب الباردة خصوصاً أنها كانت مقربة من رونالد ريغن وميخائيل غورباتشوف.

لكن طبعها العنيد ارتد عليها. ودق رفض ضريبة محلية "بول تاكس" ناقوس نهايتها السياسية. وإزاء الاحتجاجات عليها حتى من داخل حزبها قدمت استقالتها بعيون دامعة في تشرين الثاني/ نوفمبر 1990. وانزوت البارونة ثاتشر إثر ذلك في حي بلغرافيا بلندن لكتابة مذكراتها وانسحبت نهائيا من الحياة السياسية في 2002 لدواع صحية.

وفي حزيران/ يونيو 2003 تأثرت بشدة لوفاة زوجها دنيس كما أثرت فيها لاحقاً المشاكل القضائية لابنها مارك.

وفي كانون الأول/ ديسمبر 2005 بعد أقل من شهرين من إحيائها عيد ميلادها الثمانين في فندق بلندن بحضور الملكة إليزابيث الثانية، أدخلت المستشفى بسبب إصابتها بالوهن. وكشفت ابنتها كارول في 2008 أن والدتها تعاني من خرف العته حتى أنها تنسى أحياناً أن زوجها قد توفي. وبقيت منذ ذلك التاريخ منزوية ولم تشارك في الاحتفال الذي أقامه ديفيد كاميرون في عيد ميلادها الـ85 في 2010 ولا في يوبيل الملكة في 2012 أو الألعاب الأولمبية بلندن. وأودعت المستشفى أثناء احتفالات نهاية العام 2012 حيث خضعت لعملية لإزالة ورم في المثانة وبقيت في النقاهة منذ تلك الأيام.

ف.ي/ ع.غ (أ ف ب، رويترز، د ب ا)