1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مناقشة القضايا الدولية بجوار نيران المدفئة – نظرة على تاريخ مجموعة الثمانية

بابلو فالدين / إعداد: علاء الدين سرحان ١٤ مايو ٢٠٠٧

كانت تحمل سابقا اسم مجموعة الدول الست، لتضم اليوم مجموعة الدول الصناعية الكبرى ثماني دول. لقد تغير الكثير منذ انعقاد أول قمة للمجموعة عام 1975 ولكن يظل تنسيق السياسة الدولية ورسم الاستراتيجيات الاقتصادية في صلب أعمالها.

https://p.dw.com/p/AHvp
الأبوان الروحيان لجموعة الثمانية شميدت وديستانصورة من: picture-alliance /dpa

ولدت مجموعة الدول الصناعية الثمانية الكبرى من رحم الأزمة، ففي منتصف سبعينيات القرن المنصرم أدت مشكلة النفط وانهيار نظام بريتون وودز للمعاملات المالية إلى نشوء أزمة عالمية كادت تعصف باقتصاد عدد كبير من الدول. وفي ظل ظروف كهذه نشط كل من الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان والمستشار الألماني هيلموت شميدت في حشد الجهود الدولية وتنسيقها من أجل السيطرة على هذه الأزمة، حيث بادرا بدعوة رؤساء وقادة الدولية الصناعية الكبرى للاجتماع، فكان اجتماعهم بمثابة ميقات ميلاد مجموعة الثمانية.

اجتماعات سنوية

Verhandlungen in Rambouillet
قصر رامبوييه محل انعقاد أول قمة للمجموعةصورة من: AP

عقدت أول قمة اقتصادية دولية عام 1975 في قصر رامبوييه قرب باريس. ومنذ ذلك الحين تعقد هذه القمة سنوياً على التوالي في الدول الأعضاء في شهر مايو/آيار أو يونيو/حزيران. وكان هدف القمة في البداية مناقشة أهم المستجدات والقضايا الاستراتيجية الراهنة على صعيد السياسة الاقتصادية العالمية، وذلك بمشاركة رؤساء دول وحكومات كل من فرنسا وجمهورية ألمانيا الاتحادية وبريطانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية.

انضمام كل من كندا وروسيا

وبانضمام كندا عام 1976 باتت هذه اللجنة تحمل اسم مجموعة السبع. ومع انتهاء الحرب البادرة طرقت روسيا عام 1989 باب المجموعة وسمح لها بالدخول والعضوية – لكن على مراحل. وفي عام 1998 حصلت روسيا على العضوية الكاملة في نادي الدول الصناعية الكبرى، كما ترأست روسيا قمة مجموعة الثمانية عام 2006 التي عقدت في سان بطرسبرج. ومن الممكن أن يتحدث المرء أيضاً في هذا السياق عن مجموعة الدول التسع، ذلك أن رئيس المفوضية الأوروبية يشارك هو الآخر في اجتماعات دول المجموعة. الجدير بالذكر أن الدولة التي تتولى الرئاسة السنوية للمجموعة تقوم بمهمة تنظيم القمة في إحدى مدنها.

اجتماعات غير رسمية

Russland G-8 Gipfel Gruppenfoto
استضافت روسيا قمة عام 2006 في سان بطرسبرجصورة من: AP

كانت الاجتماعات الأولى لقادة ورؤساء دول المجموعة تتسم بطابع غير رسمي للغاية. وفي الليل وبجوار نيران المدفئة اكتشف هؤلاء القادة مزايا المناقشة المباشرة للقضايا الهامة، لكن حتى يومنا هذا لا يمكن التعامل مع مجموعة الثمانية على أنها منظمة دولية، كونها لا تمتلك وحدة إدارية خاصة بها، كما أن القرارات والنتائج التي تتمخض عنها اجتماعات المجموعة ليست ملزمة لأحد.

وفي السنوات الأولى كانت اجتماعات المجموعة تركز بالدرجة الأولي على مناقشة القضايا الاقتصادية والشؤون المالية. وفي ثمانينيات القرن الماضي حلت قضايا السياسة الأمنية على طاولة النقاش وباتت الحاجة ملحة لمناقشة قضايا دولية غير الاقتصادية منها، مثل التنسيق الدولي وقت الاجتياح السوفيتي لأفغانستان وكارثة تشرنوبيل أو التغيرات المناخية وسبل مكافحة الإرهاب الدولي في الوقت الراهن. ولم تعد المشاركة مقتصرة على رؤوساء دول وحكومات دول المجموعة كما كان عليه الحال في قمة رامبوييه عام 1975، إذ بات تنسيق القضايا الدولية أكثر تعقيداً ويتطلب مشاركة الوزراء أيضاً.

نقد لبنية المجموعة

وهناك من يوجه أسهم النقد لبنية مجموعة الثمانية كونها لم تعد تضم في ظل التطورات الاقتصادية أكبر الدول الصناعية في العالم، وذلك بالرغم من عضوية حوالي ثلثي الدول صاحبة أكبر النواتج المحلية على مستوى العالم فيها، إلا أن ثمة دولا صناعية كبرى كالصين مثلا لا تتمتع بعضوية المجموعة. كما أن اسبانيا التي تحتل مركزاً أكثر تقدماً من روسيا وكندا على الصعيد الاقتصادي ليست عضوا في المجموعة.

ولكن ماذا عن مستقبل مجموعة الثمانية؟ قد يكون هناك احتمالان، أولهما: قبول عضوية دول جديدة في المجموعة وإضفاء صبغة المؤسساتية عليها، مما يحتم إنشاء وحدة إدارية خاصة بها، أما ثانيهما بأن يسترجع المرء الأجواء غير الرسمية لاجتماعات المجموعة في الماضي، التي طالما رافقت النقاش الهادئ بجوار نيران المدفئة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد