1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

موقع معركة قديمة يسحر السائحين في ألمانيا

٦ يونيو ٢٠٠٩

بعد مرور قرنين من الزمن لا تزال معركة "تيوتوبورج" التي وقعت بالقرب من مدينة أوسنابروك بين القبائل الجرمانية والجيش الروماني تستقطب الباحثين والمهتمين والسياح لمعرفة كل ما يتعلق بهذه الحدث التاريخي.

https://p.dw.com/p/I27A
صورت تجسد معركة "فاروشلاشت"صورة من: picture-alliance / dpa

تقف لافتة تحمل كلمة " فاروشلاشت " وهو الاسم الألماني لمعركة غابة "تيوتوبورج" بجوار أحد الطرق لتشير إلى ضرورة أن يستدير قائدو السيارات إلى جهة اليمين، وعند التجوال حول مدينة أوسنابروك الواقعة في غرب ألمانيا يمكن رؤية علامات الطرق في كل مكان تشير إلى الطريق المؤدية إلى موقع هذه المعركة الشهيرة .

وكانت معركة غابة "تيوتوبورج" قد وقعت عام 9 ميلادية عندما انتصر تحالف من القبائل الجرمانية في معركة مع الجيش الروماني، وقامت القبائل الجرمانية خلال المعركة بقيادة " أرمينيوس " بنصب كمين لفيلق من القوات الرومانية بقيادة " بابليوس كوينكتيليوس فاروس" وهزمتهم. ويعتقد أن موقع المعركة يقع في ولاية سكسونيا السفلى بين بلدة برامشه وتل كالكريزرو، وهذا ما يعتقده على الأقل سكان مدينة أوسنابروك وما يتفق عليه معظم المؤرخين.

"فاروشلاشت" قبلة المستكشفين

Teutoburger Wald
نصب تذكاري في غابة تيوتوبورجصورة من: Landesverband Lippe

وبات موقع المعركة اليوم معلم جذب سياحي رائج ويأتي إليه كل عام مائة ألف زائر لمشاهدة البقايا الأثرية التي تم اكتشافها في هذا المكان، ومن المتوقع أن يزور الموقع مزيد من الأشخاص هذا العام. ويتم فتح اثنتان من الفعاليات أمام الجمهور تنظمان داخل متحف الموقع وذلك بعد مرور ألفي عام على انتصار القبائل الجرمانية. ففي حزيران/ يونيو الحالي سيتم تنظيم برنامج للأنشطة الثقافية بينما سيتم في تموز/ يوليو المقبل تنظيم معسكر للاستكشافات الحفرية للشباب لمدة أربعة أسابيع. كما سيشهد شهر أيلول/ سبتمبر المقبل وصول نموذج طوله 15 مترا يمثل معركة رومانية على ضفاف قناة "ميتيلاند" القريبة.

اكتشافات أثرية مهمة

Varusschlacht Ausstellung Osnabrück
اكتشافات تؤرخ لتاريخ المعركةصورة من: Kersten Knipp

وكانت تكهنات كثيرة قد أثيرت حول الموقع الدقيق للمعركة وكان البعض يشككون في أنها وقعت بالقرب من قرية "كالكريسه"، ومع ذلك لم تنضم "هايدرن ديركس"، وهي عالمة آثار إلى جبهة المشككين، وقامت "ديركس" التي تتمتع بخبرة ومعرفة بالقطع المعروضة بتصميم معرض جديد و دائم بالمتحف الذي يعرض كل القطع الأثرية الخاصة بهذه المعركة.

وتشير "ديركس" في هذا السياق إلى العثور على عملات رومانية في هذا الموقع في القرن السابع عشر، وتقول إنه تم العثور في وقت لاحق على مقلاع، وهذان الاكتشافان مجرد دليلين تم العثور عليهما في هذا المكان للتأكيد على أن المعركة وقعت بالقرب من قرية " كالكريسه ".

وعندما بدأت "ديركس" وزملاؤها بالعمل في الحفريات منذ عشرين عاما قام الفريق بتحقيق بعض الاكتشافات الرائعة وبسرعة، كان أحدها اكتشاف قناع حديدي سيكون محورا للمعرض. كما تم خلال أعمال الحفريات اكتشاف بقايا جدار مدفون تحت الأرض يبلغ طوله 400 متر مما يبين أن الكمين تم التخطيط له قبل وقوعه بفترة طويلة. وعثر فريق الحفريات أيضا على قطعة من العظم البشري من شأنها أن تؤكد الوصف الذي أدرجه الجنرال الروماني "جيرمانيكس" حول عملية إعادة دفن القتلى بعد انتهاء المعركة. وتوضح "ديركس" أن كل هذه الشواهد تعد أدلة قوية على أن قرية "كالكريسه" كانت موقعا للمعركة.

فعاليات تستحضر ماضي المعركة

وتم تكريس جزء من المعرض للحضارات المختلفة للرومان القدماء والشعوب الجرمانية، وثمة نموذج يوضح بشكل يتسم بالحيوية كيف أن الحظ لم يحالف الرومان. فالنموذج يوضح طبيعة الأراضي المحيطة بقرية " كالكريسه " بما في ذلك شريط الأرض الضيق الواقع بين المستنقعات وتل " كالكريسه ". فعن طريق الضغط على زر واحد لهذا النموذج يمكن للزوار إطلاق أربعة آلاف كرة معدنية صغيرة تتدحرج على طول الطريق يتبعها فيلق روماني لم يكن في استطاعة جنوده تجنب الحواجز الطبيعية والمصطنعة في ساحة المعركة.

وفي جناح من المعرض الذي يُنظم تحت عنوان "إمبراطورية حرب أسطورة " يتم عرض محتويات تتناول الحروب بين الرومان والقبائل الجرمانية. ويتم أيضا تنظيم معرضين بشكل مواز في " هالتزن آم سي " وفي "ديتمولد". ومن جانيه يقول عالم الآثار "شيفان برميستر" إن المعرضين يتناولان أمور المعركة و بدقة، ويشرحان لماذا سعى الألمان بشكل متكرر للدخول في حروب مع الرومان. وأحد الأسباب المهمة لهذه الحروب المستمرة هو الحصول على الغنائم. هذا ويتضمن المعرض مجموعة من القدور الفخارية والأواني وأدوات المائدة الفضية التي تم العثور عليها بالقرب من "نيوبوتس" والتي استولى عليها الألمان من الرومان.

(ي ب / د ب أ)

تحرير: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات