1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نادي كوسموس الليلي - متنفّس للشباب في الضفة الغربية

٢٠ يوليو ٢٠٠٩

يعتبر كوسموس، الملهى الليلي الوحيد في الضفة الغربية، بمثابة المتنفّس للشّباب الفلسطيني في منطقة شبه معزولة. وطوال ساعات تنسي الموسيقى والغناء الشباب همومه ومشاكله وتعطيه الفرصة كغيره من شباب العالم فرصة للرقص والاحتفال

https://p.dw.com/p/Irfy
فرصة للشباب في الضفة الغربية للترويح عن النّفس من خلال الملهى الليلي كوسموسصورة من: DW

تمتلئ كل يومي جمعة وسبت مع منتصف اللّيل حلبة الرّقص في الملهى الليّلي "كوسموس" في مدينة بيت لحم. قد يبدو الأمر عاديا للوهلة الأولى، ولكنّ "كوسمومس" هو الملهى اللّيلي الوحيد في الضفّة الغربية، التي يفصلها جدار يصل ارتفاعه إلى ثمانية أمتار عن مدينة القدس الواقعة على بعد 15 كيلومترا فقط. وبالتّالي فإن "كوسموس" يمثّل متنفّسا للتّرويح والتّرفيه عن النّفس في منطقة شبه معزولة ليس للأجانب فحسب، الذين يعملون في الضفّة الغربية، وإنّما أيضا للعديد من الشّباب الفلسطينيين.

رقصات صاخبة على إيقاعات عالمية

Disco Cosmos in Bethlehem Nachtleben Westjordanland Flash-Galerie
رقص واستمتاع بالموسيقى في كوسموس، الملهى الليلي الوحيد في الضفة الغربيةصورة من: DW

تشير السّاعة إلى الثانية صباحاً عندما علت ابتسامة وجه بيتر هوش صاحب الملهى اللّيلي، الذي لم تفارق عيناه حلبة الرّقص المزدحمة بجموع الرّاقصين. في غضون ذلك يحاول النّادلون إيجاد طريقهم من البار إلى الزبائن وبالعكس وسط جموع الزّوار والرّاقصين وهم يحملون على أيديهم أطباق عليها قوارير وكؤوس من المشروبات المختلفة. وتتخلّل الأضواء المختلفة حلبة الرّقص التي تتلوّى في سمائها سحابات من الدخان. وتمتزج رائحة السّجائر مع رائحة تبغ بنكهة التفّاح المنبعثة من مدخّني الشّيشة. وتهتزّ أجساد نحو مائتي شخص على أنغام مزيج من الإيقاعات الموسيقية العالمية المختلفة من إيقاعات البوب اللاّتيني إلى أغاني اللّيدي غاغا وصولا إلى موسيقى المغنّي المصري عمرو ذياب.

في غضون ذلك يقف صاحب الملهى بيتر هوش وراء البار وقد علت وجهه علامات الارتياح، بعد فترة من القلق. لأن أحداً لم يكن يعرف قبل بضعة أيّام كيف سيتمّ تقبّل خبر افتتاح ملهى ليلي في بيت لحم. ويقول الشاب البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاما في هذا الصّدد: "المهمّ أن أكون هنا مع زبائني، كما يسعدني أنّهم يؤيّدون فكرة كوسموس."

فكرة تولّدت عن الولع بالموسيقى والحفلات

Disco Cosmos in Bethlehem Nachtleben Westjordanland
أجواء احتفالية ومشروبات كوكتالية متنوّعة في كوسموس في بيت لحمصورة من: DW

وكان بيتر هوش، وهو رجل أعمال من بيت لحم، يعمل بصفة ديدجي في أحد الملاهي اللّيلية قبل أن يفتتح عام 2004 إبّان الانتفاضة الثانية ملهى ليلي يحمل أيضا اسم "كوسموس". ويشير إلى أنّه في ذلك الوقت لم يكن بالأمر الهيّن افتتاح نادي ليلي، ذلك أن الفلسطينيين كانوا يعيشون وسط حظر تجوّل متواصل واشتباكات مع الجيش الإسرائيلي. ويقول بيتر هوش إن الملهى الأوّل تم افتتاحه في أحد المنتجعات السياحية في بيت لحم، مشيرا إلى أن فكرة "كوسموس" تولّدت عن عشقه للموسيقى وولعه بتنظيم الحفلات للمغنّين. ويؤكد أنّه من خلال كوسموس أراد وضع بصماته على الحياة الثقافية في الضفّة الغربية وتحويله إلى ماركة خاصّة.

وسرعان ما حقّق النادي الليلي نجاحاً كبيراً ولكن ّ صاحبه أراد تحويله من ملهى ليلي عادي إلى نادي رفيع المستوى في فندق إينتركونتيننتال في بيت لحم، خاصّة وأن تاريخ المبنى يعود إلى مائة عام كما يتميّز بطابع عريق وبأثاث عربي تقليدي. وعلى الرغم من أن كوسموس يوجد في الضفة الغربية، إلاّ أنّه لا يستقطب هواة الرّقص والملاهي الليلية من الضفة الغربية فحسب وإنّما من إسرائيل أيضاً، على غرار رانية منصور. وتهوى الشابة الاحتفال والرّقص والترويح عن النفس، بحيث تقول: "أعيش منذ ستّ سنوات في القدس، وحتّى قبل مجيئي إلى القدس كنت ارتاد العديد من الحفلات في بيت لحم ورام اللّه"، مشيرة إلى أنّها تأتي خصّيصا إلى بيت لحم لأنّها تفضّل الأجواء فيها "ذلك أن الناس يريدون هنا الاحتفال والترويح عن النفس"، على حدّ قولها.

عندما تنسي الموسيقى الشباب همومه لساعات

Disco Cosmos in Bethlehem Nachtleben Westjordanland
عطلة قصيرة للشباب الفلسطيني من الهموم والمشاكلصورة من: DW

من جهة أخرى يحرص بيتر هوش وموظفيه على انتقاء زبائنه قبل السماح لهم بدخول كوسموس، مشدّدا على أنّه يفضّل العائلات والأزواج، ويبدي تحفّظا من الرّجال الذين يريدون ارتياد الملهى لوحدهم، فيقول: "لا ندخل الرّجال لوحدهم، ذلك أن الزبائن يجلسون حول الطاولات مع أخواتهم أو زوجاتهم أو خطيباتهم أو صديقاتهم. وعليه فإن وجود عدد كبير من الرّجال لوحدهم يعدّ بالنسبة أمرا غير مقبول." ويسعى صاحب الملهى من خلال هذا الإجراء إلى الحيلولة دون أن تتعرّض النّساء لمضايقة من الرّجال أو أن يشعر البعض بقلق حول احتمال تعرّض مرافقاتهم إلى أيّ تحرّش. كما يحرص صاحب المحلّ على احترام عادات وتقاليد المنطقة بالإضافة إلى حرصه الشّديد على منع شتّى أنواع المخدّرات من تناولها في الملهى أو من دخولها إليه.

وهكذا لا يهتم الفلسطينيون –على الأقلّ لساعات– سوى بالاحتفال والرّقص والاستمتاع بالموسيقى. وتبقى القضايا السياسية كالانتفاضة والاحتلال لفترة قصيرة خارج جدران الملهى، ذلك أن"الفلسطينيين تغيّروا وأصبحوا أكثر انفتاحا، كما أنّهم يحبّون الحياة" بحسب بيتر هوش، الذي يضيف "بأنّه رغم الأوضاع الصّعبة، إلاّ أن الحياة يجب أن تستمرّ".

الكاتب: ديانا هودالي / شمس العياري

مراجعة: عماد م. غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد